لم تتم صفقة الإزاحة الطوعية لعائلة علي عبد الله صالح وعلي محسن صالح الأحمر، وأبناء عبد الله بن حسين الأحمر بسبب المستجدات في مفاوضات المبادرات الكثيرة التي طُرحت على أطراف الأزمة السياسية وليس على قوى الانتفاضة في الساحات والشوارع، وبسبب السلوك الماكر لقادة الطغمة المنقسمة على نفسها منذ 21 مارس 2011م. والإزاحة الثانية ارتبطت بإزاحة علي عبد الله صالح بعد تفجير الرئاسة والتي أودت بالعديد من الحرس وموظفي دار الرئاسة بما في ذلك رأس الطغمة الذي عاد شبيهه ليحل محله في تسليم السلطة ومزاولة مهام رئاسة المؤتمر الشعبي وفقاً لترتيبات استخباراتية إقليمية ودولية محترفة أعمال تقنية غاية في الدقة (صناعة الشبيه العالمية)، وصدرت قرارات الإزاحة الفورية لعديد من ضبّاط القوات المسلّحة أهمها: 1) أحمد علي عبد الله صالح، قائد قوات الحرس الجمهوري سابقاً، والقوات الخاصة، وتعيينه سفيراً في الإمارات العربية ولم يعترض أو يُمانع بل وسارع إلى تسليم قواته وغادر مقر قيادته وباشر عمله في أبو ظبي. 2) محمد علي محسن، قائد المنطقة الشرقية ولم يعترض أو يُمانع، وامتثل للقرار الرئاسي وعُيّن كملحق عسكري في قطر.. 3) وأزيح من المراكز القيادية العسكرية والأمنية وفقاً لقرارات رئاسية، الآتية أسماؤهم: - اللواء محمد صالح الأحمر، قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، وحاول التمرّد ولكنه بعدئذٍ غادر مركز القيادة وعُيّن كعضو في المجلس العسكري الذي تشكّل بقرار رئاسي من 6 ضباط. - اللواء مهدي مقولة، قائد المنطقة الجنوبية وعُيّن عضواً في المجلس العسكري. - طارق محمد عبد الله صالح، قائد الحرس الرئاسي الخاص وقائد اللواء الثالث حماية وعُيّن ملحقاً عسكرياً في ألمانيا. - العقيد عمار محمد عبد الله صالح، وكيل جهاز الأمن القومي للشؤون الخارجية، وعُيّن ملحقاً عسكرياً في أثيوبيا. - العميد يحيى محمد عبد الله صالح، رئيس أركان حرب قوات الأمن المركزي، وهو متفرّغ للترويج لشخصه في لبنان.. - محمد محمد عبد الله صالح، قائد القوات الخاصة. - اللواء محمد عبد الله القوسي، وكيل وزارة الداخلية قائد قوات النجدة. - خالد علي عبد الله صالح، قائد اللواء الثالث مشاة جبلي. - اللواء علي صالح الأحمر، مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلّحة. - عبد الرحمن الأكوع، أمين العاصمة صنعاء. - نعمان دويد، محافظ صنعاء. - عمر الأرحبي، مدير شركة النفط. - حافظ معياد، مدير المؤسسة الاقتصادية العسكرية. - عبد الخالق القاضي، رئيس مجلس إدارة اليمنية. - اللواء علي محمد الآنسي، مدير مكتب الرئاسة، رئيس الأمن القومي. - اللواء عبد الهادي الهمداني، أمين عام الرئاسة. - اللواء محمد عبد الله الصويلي، قائد اللواء 25 ميكا. وشكّل هؤلاء الذين لم تُمس مصالحهم ولم يتم مساءلتهم بسبب قانون الحصانة، قوام الشبكة الأمنية والعسكرية التي أوكل لها قيادة الأجهزة العسكرية والأمنية العميقة والمرتبطة بقيادة الطغمة مصلحياً وقروياً وقبلياً وجهوياً، واستطاعت إدارة الفوضى وإرباك الحكومة الجديدة التي لم تتمكّن من إجراء أية تغييرات لمصلحة الإصلاح المالي والإداري والتنمية بحدها الأدنى. (3) استراتيجية التفكيك والتشطيب.. وضعت هذه الاستراتيجية قيد التطبيق سنة 2003م في العراق بعد الاحتلال وقام (بريمر) بتشطيب القوات العسكرية والأمنية من خارطة الهيئات النظامية العراقية، وفي صنعاء وضعت لهذه الاستراتيجية بعض الأهداف العلنية التالية: الأول إعادة البناء المؤسسي للجيش ومعالجة الاختلالات البنيوية والمؤسسية العميقة الناتجة عن السياسات التي مارسها نظام رأس النظام السابق في القوات المسلّحة والأمن خلال 33سنة، وحولتها من مؤسسة بالضرورة أن تكون وطنية لعموم السكان ومن متنهم إلى قطاع عائلي وقبلي وطائفي أدارها الرئيس السابق عبر شبكة من العلاقات الشخصية والمحسوبية والولاء العصبوي، وكان الالتحاق بالقوات المسلّحة والأمن والكليات العسكرية والأمنية، تحظى قبيلة أساسية وقبائل موالية بالنصيب الأكبر منه.