يشعر، شالوم كوهين، السفير الإسرائيلي الذي يوشك على مغادرة القاهرة، بالفخر لأن صحيفة مصرية وصفته بانه "اخطر سفير اسرائيلي" جاء الى القاهرة بسبب محاولاته لتطبيع العلاقات الثقافية بين البلدين، وهو ما يجمع المثقفون المصريون على رفضه، بحسب تقرير إخباري الخميس 27-1-2010. ويقول كوهين الذي سيستبدل بعد ان مثل اسرائيل لمدة خمس سنوات في القاهرة "يشرفني جدا انني حصلت على هذا اللقب لان هذا صحيح!". وسيحل اسحق ليفانون وهو من اصل لبناني، محل كوهين ذي الاصل التونسي وهو مثله دبلوماسي محترف. ويعد تعميق العلاقات السياسية بين العدوين السابقين افضل ذكريات كوهين في مصر. ولكن المصدر الرئيسي لإحباطه يظل اعتراض مصر المستمر على التطبيع الثقافي. ويؤكد الدبلوماسي الاسرائيلي ان "عدد زيارات كبار المسؤولين الاسرائيليين لمصر خلال السنوات الخمس الاخيرة يفوق عدد الزيارات التي تمت على المستوى نفسه في بعض الدول الاوروبية او الدول الاخرى المقربة جدا من اسرائيل رغم ان ذلك قد يبدو مثيرا للاستغراب". ويشير للتدليل على ذلك الى ان مصر استقبلت العام الماضي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ثلاث مرات. ومع ذلك فالرئيس المصري حسني مبارك وخلافا لسلفه انور السادات، لم يقم بأي زيارة رسمية الى اسرائيل منذ توليه الحكم قبل 28 عاما. كما ان وزير الخارجية الاسرائيلي الحالي افيغدور ليبرمان ممنوع من زيارة مصر. وشدد السفير الاسرائيلي في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في مقر اقامته المحاط باجراءات امنية مشددة في حي المعادي الراقي في جنوبالقاهرة على ان المصريين "موجودون وحريصون على المساعدة" في المجالات الدبلوماسية والامنية. لكن محاولاته لتنمية العلاقات الثقافية وتوسيع نطاق الاتصالات بين الشعبين لاقت نجاحا اقل. ويقر الدبلوماسي بأنه "في هذا المجال، لم يتم تسجيل التقدم نفسه الذي تحقق في مجال العلاقات الحكومية"، وهي طريقة للتحدث عن انعدام العلاقات الثقافية بين مصر واسرائيل. واصطدم كوهين بالمشكلة المتمثلة في صعوبة الدفاع عن سياسة بلاده تجاه الفلسطينيين، التي تواجه انتقادات عنيفة من الراي العام المصري، والدعوة في الوقت ذاته الى تقارب ثقافي. وانتهى لقاء اجراه مع الصحافية والخبيرة في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هالة مصطفى الى مشكلات لهذه الاخيرة مع نقابة الصحافيين التي تحظر هذا النوع من اللقاءات. كما اثارت دعوة قائد الاوركسترا الارجنتيني الاسرائيلي دانيال بارينبويم الى اقامة حفل في القاهرة في نيسان (ابريل) 2009 جدلا واسعا حول "تنامي التطبيع". واضطرت الحكومة المصرية الى التركيز على المواقف الموالية للفلسطينيين التي يتبناها هذا الموسيقار لتبرير توجيه الدعوة اليه. وكانت مصر اول دولة عربية تعقد السلام مع اسرائيل في العام 1979. ورغم ذلك فإن المثقفين المصريين على اختلاف توجهاتهم السياسية رفضوا على الدوام اقتران العلاقات الدبلوماسية بعلاقات ثقافية. وينصح كوهين خلفه بأن "يعلو فوق الامواج" في بلد تربطه علاقات ذات طبيعة معقدة باسرائيل. ولم تفت الصحافة المصرية الحديث عن الحياة الشخصية للسفير الإسرائيلي الجديد، حيث أشارت إلى أن ليفانون هو ابن جاسوسة اسرائيلية كان حكم عليها بالاعدام في لبنان ثم خفف الحكم عليها وافرج عنها بعد ذلك في اطار صفقة لتبادل الاسرى بعد حرب العام 1967.