سقط عشرات العراقيين بين قتيل وجريح في انفجار سيارة مفخخة بسوق مزدحمة وسط مدينة كربلاء جنوبي العراق طبقا لما ذكره التلفزيون العراقي الرسمي. وقد تضاربت أعداد الضحايا في وكالات الأنباء، فبينما أشارت وكالة أسوشيتد برس إلى مقتل ثمانية وجرح 36، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الانفجار خلف خمسة قتلى و47 جريحا، في حين نقلت وكالة رويترز عن مصادر الشرطة العراقية مقتل ستة أشخاص وجرح 36 آخرين. ووقع الانفجار صباح أمس في سوق العباسي بالقرب من مرقد الإمام العباس، مما أدى إلى احتراق عدد من السيارات والمحلات التجارية وألحق أضرارا بمحيط المنطقة. ويأتي انفجار كربلاء في حين تضاربت الروايات بين العراقيين والأميركيين بشأن مقتل عشرات المدنيين في قصف أميركي لبلدة الإسحاقي شمال بغداد. وبينما أكد مسؤولون محليون وشهود عيان مقتل 32 شخصا بينهم نساء وأطفال، قالت القوات الأميركية إن القتلى 20 شخصا ممن وصفتهم بالإرهابيين. وقد أكد نائب محافظ صلاح الدين عبد الله حسين جبارة استلام المستشفيات ل17 جثة لعائلة واحدة بينها ثلاث نساء وطفلان. ونفى جبارة أن يكون الضحايا ينتمون إلى تنظيم القاعدة كما ادعاه الأميركيون. وهاجم الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي وطالب بإعادة النظر فيها أو على الأقل إعادة النظر في سياستها، محذرا من أن ما حدث في الإسحاقي سيحدث في مناطق عراقية أخرى دون رادع. وأظهرت لقطات تلفزيونية خاصة بالجزيرة الأهالي وهم يحملون جثث الضحايا، كما أظهرت حطام منزلين عثر فيهما على 17 جثة لأشخاص مدنيين بينهم خمسة أطفال وست نساء. وأوضح الجيش الأميركي من جهته أن قواته قامت معززة بدعم جوي بشن غارة خلال الليل وقتلت 20 من المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بينهم امرأتان، مشيرا إلى أنه عثر على أسلحة تضم قذائف صاروخية ومتفجرات وسترات انتحارية. وفي تطور آخر اعتقلت قوات عراقية أميركية مشتركة يحيى الخفاجي مدير مكتب الشهيد الصدر التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة الكوت جنوب بغداد في مداهمة فجر أمس أسفرت عن اعتقال سبعة من حراس المكتب. وبينما يتعالى صوت الغضب الشعبي جراء الغارات الأميركية المتكررة على منازل بمناطق متفرقة من العراق، جدد الرئيس الأميركي جورج بوش معارضته لانسحاب متسرع لقواته من العراق، محذرا من عواقب ذلك. وفي كلمته الإذاعية الأسبوعية أشار بوش إلى أن انسحابا من هذا القبيل "سيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى مزيد من العنف الطائفي" الذي يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة برمتها ويهدد الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن "تحقيق النصر" ما زال ممكنا في العراق، ورحب بوش بعمل مجموعة دراسة العراق وأكد أنه سيدرس بجدية كل توصياتها وإن كان رفض من قبل بعض هذه التوصيات التي كان من ضمنها الحوار مع سوريا وإيران. وفي السياق نفسه جدد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في خطاب أمام مؤتمر حول الأمن في الخليج بالمنامة أمس استعداد بلاده لمساعدة الولايات المتحدة في سحب قواتها من العراق إذا غيرت موقفها. لكن متكي لم يوضح ما يمكن أن تشتمل عليه هذه المساعدة، ولا ما ستجنيه إيران مقابل ذلك، كما أنه لم يفصح عما يعنيه ب"تغيير موقف" واشنطن. وعلى الصعيد السياسي أعلن الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق أمس أن الهيئة ترفض المشاركة في مؤتمر القوى السياسية الذي سيعقد ضمن إطار مبادرة المصالحة الوطنية. وقال محمد بشار الفيضي إن الدعوة لم توجه إلى الهيئة للمشاركة في المؤتمر، مضيفا "سبقت لنا أكثر من تجربة مع هذه الأطراف (الحكومة) وبعد أن وقعوا بيانا عادوا وتنصلوا منه" في إشارة إلى بيان مؤتمر القاهرة برعاية جامعة الدول العربية للقوى السياسية العراقية في نوفمبر/تشرين الثاني 2005. وسيعقد مؤتمر المصالحة الذي تأجل مرتين في ال16 من الشهر الحالي. من جهته طالب الأمين العام لمجلس الحوار الوطني الشيخ خلف العليان الحكومة بتوجيه الدعوة إلى حزب البعث وأطراف المقاومة، لحضور المؤتمر متسائلا "إذا لم توجه لهم الدعوة فالمصالحة مع من؟" موضحا أنه لم يتلق أي دعوة حتى الآن لهذا المؤتمر.