منذ تتويجها في ألعاب أثينا 2004 في سباق 400متر حرة بدأت السباحة الفرنسية لور مانادو ببناء حقبة جديدة لا تعرف إلا حصد المزيد والمزيد من الألقاب وتحطيم الأرقام القياسية، وآخرها كان سيطرتها المطلقة على بطولة أوروبا للسباحة في الأحواض الصغيرة (25متراً) التي جرت فعاليتها في العاصمة الفنلندية هلسنكي وفوزها بسباق ال400 وال800 متر حرة وال100متر ظهر.وفي سن العشرين بدأ اسم مانادو يطرح بقوة في الوسط الرياضي الفرنسي كواحدة من أعظم السباّحات اللاتي مررن في تاريخ فرنسا، والأهم أن السنتين القادمتين سيحكمان على مانادو ما إذا ستكون واحدة من أفضل الرياضيين الذين مروا بتاريخ الرياضة الفرنسية على الإطلاق.. وكم جميل أن تتوج مانادو في بطولة العالم للسباحة في ملبورن عام 2007 وتتابع سيطرتها لتحصد الذهب في الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008, هكذا ستكون مانادو قد أصبحت أسطورة حية ليست من نسج الخيال في أعين محبيها وكل من آمن بمانادو التي قالت يوما: "سأقهر جميع الأحواض ولن يوقفني سوى الله.. ويرد بعض النقاد أن إنجازات الفرنسية غير كافية فهي سيطرت على بطولة أوروبا في هلسنكي لكنها لم تحطم إلاّ رقماً قياسيا واحداً في سباق ال400متر حرة في حين سجلت رقمين قياسيين العام الماضي في ال400 وال800 متر حرة..لكن خبراء السباحة العالميين يعتبرون أن قدرة مانادو على الفوز بسباقات المسافات المتوسطة بهذه السهولة جعلت العالم يعتقد بأن الأمر سهل وأن تحطيم الأرقام القياسية العالمية أمر غير شاق. ويؤكد باتريك دولافال مساعد المدير الفني الوطني الفرنسي للسباحة أن نتائج مانادو في هلسنكي لا يمكن مقارنتها بأي نتائج أخرى إذ أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الظروف المناخية وتوقيت البطولة إذ أنه من الممكن أن تكون البطولة في خضم تحضيرات البطلة الأمر الذي يمنعها إلى الارتقاء إلى قمة مستواها وتقديم أفضل ما لديها.. ويضيف باتريك دولافال أن مانادو من طراز السباحين الكبار كالروسي الكسندر بوبوف والأسترالي أيان ثورب والهولندي بيتر فان دين هوغينباند، ويشدد على أن البطولات القادمة ستظهر للجميع نوعية معدن هذه السباحة التي حينما ستصل إلى قمة مستواها البدني والفني والذهني ستذهل العالم بإمكانيتها وبنتائجه.. أما بالنسبة للبطلة الفرنسية السابقة في سباقات الظهر روكسان ماراسينو فالأمر بسيط إذ تعتبر أن مانادو نجحت في تخطي ذاتها وتفوقت على نفسها وتخطت الصعوبات التي واجهتها، وتفسر صعوبة إنجازات البطلة الفرنسية إذ أن الفوز بسباق معين وتحطيم رقما قياسياً لا يتكرر عادة من قبل السبّاح نفسه ولكن الأمر مع مانادو مختلف فهي تحطم رقمها وتعود لتحطمه مرة ثانية وثالثة وهذا أمر في غاية الصعوبة ويتطلب ثباتاً في المستوى والكثير من الإرادة الصلبة والمثابرة في التمارين.ويفسر المدير الفني الوطني للسباحة كلود فوكيه نظرية تحطيم مانادو المتكرر للأرقام وإدمانها على الإنجازات ويقول في هذا الصدد: "لا تهمل مانادو أي رقم تحققه ولا تعتبر أنها حققت هدفها عندما تتوج في سباق معين، بل يبقى هدفها الأساسي العودة ومحاولة تخطي ما حققته وهنا يكمن سر هذه الأسطورة الحية.. وتعتبر مانادو بأن فوزها المتكرر وإنجازاتها التي لا تنضب هو أمر طبيعي ولكن ما هو غير طبيعي ومألوف حسب مفهومها هو الخسارة وعدم تحقيق أي شيء، وهي لا تبني مستقبلها على الماضي فهي توصد الباب على ما حققته وتحتفظ به لنفسها وتحاول الانطلاق من جديد وتحقيق المزيد.