تعميم موديل الاقتصاد الأمريكي على العالم يعني نهاية تاريخ وبداية آخر كما تاق «فوكويا» الذي بشر بنهاية تواريخ البشرية القديمة وبداية تاريخ عالمي أمريكي، وكان فوكويا يتوسل في النموذج الأمريكي حالة من تناغم المادة والروح، النموذج الهيغلي الذي يرهن الوجود المادي للوعي السابق على الحقيقة المادية، لكن خاب ظنه وظن كل الذين اعتقدوا بأن الرأسمالية الأمريكية التاريخية التي تمرغت في تقاليد الحروب الدائمة بوسعها التخلي عن وحشيتها، وإنها ستستوعب مسؤوليتها الدولية تجاه الآخر الذي استسلم طواعية وسار على درب السقوط الحر. سارت الأمور باتجاه مركزية القطب الواحد القائل بالديمقراطية والتعددية، ولم تفلح نداءات أوروبا «العجوز» والصين، وروسيا، فبدلاً من ان ترعوي أمريكا الكبيرة الرصينة، انبرت بثوب مفارق لما تمناه فوكوياما وأمثاله وتبنت نظريات «هنتغتون» ومن سار على دربه، فكانت حروباً مستعرة، واستقواءً على العالم، واندفاعاً إلى متاهات مشاريع غامضة أوصلت الأمور إلى ما نراه اليوم. فالإدارة اليمنية مصرة على الذهاب بعيداً في خيارها القاتل، وبقدر إصرارها على تفصيل آليات المال والاستثمار الدولي على مقاساتها، نصر أيضاً على مفارقة العالم في اتفاقيات حماية البيئة، والسماح بمشاركة العقل العالمي الجمعي في تسوية بؤر التوتر في العالم. [email protected]