قرأنا في صحيفة الجمهورية الصادرة في 21 رمضان فتوى علماء ذمار برئاسة القاضي العلامة/ محمد الأكوع بخصوص فتواهم التي تقضي بتحريم الاختلاط في الجامعات بين الطلاب والطالبات في قاعات المحاضرات.. والمعامل.. ولسنا في مقام علمائنا الأجلاء.. ولا في مقام مناقشتهم.. إلا أننا نود التوضيح لهم باشكاليات المسألة لكي تتضح لهم وللقارىء الكريم الرؤية الكاملة والبعد الأدكايمي عن هذا الموضوع إذ إن معظم الجامعات في العالم تجعل .. وبقصد وبشكل «مختلط» وليس اختلاطاً.. وذلك بغية تحقيق المقاصد الآتية في التعليم الجامعي المختلط وأهمها: 1 - درجت جامعات العالم على جعل التعليم الجامعي «مختلطاً» بين الطلاب والطالبات وذلك لأن علماء الاجتماع طرحوا أن التعليم الجامعي المختلط يخلق جواً تنافسياً علمياً ويتيح التعرف على الجنسين ويذكي في الشاب صفة الرجولة، وفي الطالبة صفة الحياء وضرورة التعامل مع الآخر تمهيداً لخلق شباب وشابات قادرين على الانتقال إلى مرحلة العمل بعد الجامعة وقد ألفوا قضية المرأة وضرورة اشراكها في مختلف مجالات الحياة، وألفت الطالبة إىضاً الناس وعرفت أساسيات الدراسة والعمل وكل ذلك يتم ركوناً واعتماداً على (عفة بناتهم، ورجولة أولادهم). 2 - قد تؤدي عملية التعارف بين الطلاب والطالبات إلى الزواج وهو الذي يعد في الدول المتحضرة من أمتن روابط الزواج والذي يفضل على الزواج عن طريق العائلة، بعكس مجتمعنا اليمني والذي مازال يرفض قضية المرأة وخروجها إلى العمل وقضية الزواج الجامعي. 3 - التعليم المختلط يوفر موارد مالية كبيرة على الدولة ويحقق الاقتصاد في النفقات فعملية الفصل تحتاج إلى قاعات مطاطة.. وأساتذة وأزدواج مالي واقتصادي كما أن الاساتذة يفضلون إلقاء المحاضرات للجنسين في وقت واحد تلميماً للجهد. 4 - فصل الطلاب عن الطالبات في الجامعة يقتضي فصل الجنسين في مرحلة مابعد الجامعة وهي مرحلة العمل في الواقع، وهو مستحيل، فكيف ستعمل القاضية والمحامية والطبيبة والمهندسة لابد من اختلاط في الواقع، فمرحلة التعليم الجامعي توفر بالذات للمرأة دراية عالية التعامل مع الناس وأذكر قبل 5 سنوات أثار بعض التيارات قضية الفصل هذه في جامعة صنعاء.. فرفض مجلس الجامعة.. وأذكر موقف الدكتور/ أحمد عبدالرحمن شرف الدين استاذ القانون العام بكلية الشريعة والقانون وهو من فقهاء الشريعة والقانون، وقف مع التعليم الجامعي المختلط، وقال بأن النساء شقائق الرجال، وأنه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت النساء تختلط مع الرجال في المسجد وغيره وإن وجدت بعض السلوكيات فهي نادرة يجب معالجتها ذاتها لأنها ستحصل حتى مع نظام الفصل. 5 - وفي نظرة بأن الاختلاط الذي يحصل في الجامعات، هو كالاختلاط الذي يحصل في «الشقق» وأقل من الاختلاط الذي يحصل في الباصات والأسواق، وأعتقد بأن أعضاء هيئة التدريس في الجامعات يفضلون نظام التعليم المختلط وهم أدرى بأمورهم، من المفتين العلماء الذين ربما لم يدخلوا الجامعات رنما يسمعون لبعض السلوكيات، ولو نجاريهم لقالوا بتحريم خروج المرأة للعمل، وحرمة كلامها لأن صوتها عورة، ولكن الواقع تغير تماماً، وسيصير المجتمع أكثر وعياً ونضوجاً حول هذه القضية وغيرها من قضايا المرأة لاسيما وأن المرأة اليمنية عبر العصور أثبتت نجاحاً كبيراً قلما يحققه أكثر الرجال وكانت أكثر أنضباطاً في العمل وأكثر دقة وأكثر موضوعية، وهذا مستمد من خصائص «حواء» التي ترفض الغش وتميل إلى الحق. استاذ القانون / جامعة صنعاء