الأمير: «الفقيد» كان سباقاً في رفضه لواقع التشطير ومؤمناً بوحدة اليمن نجل الفقيد: نشكر القيادة السياسية لرعايتها لأسر المناضلين والشهداء الرعدي: «الفضول» مدرسة فنية في الحب والثورةافتتح الأستاذ حسن اللوزي وزير الإعلام ومعه الشيخ صادق أمين أبو راس صباح أمس «مهرجان الفضول الثقافي» والذي ينظمه فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بتعز، وتحتضنه جامعة تعز ومنتدى السعيد الثقافي من الفترة 1720نوفمبر الحالي. وفي حفل الافتتاح ألقى وزير الإعلام كلمة قال فيها إن التقاءنا بأعمال المناضل الثقافي الراحل عبدالله عبدالوهاب نعمان «الفضول» يعد التقاءًَ بوجداننا وأحاسيسنا مع ما خلفه الراحل العظيم من أعمال خالدات، تلك الأعمال التي أكدت عبقرية الراحل وتفانيه في خدمة وطنه وأمته.. مشيراً إلى أن الشاعر الفضول كان واحة للكرام الأبرار الذين نذروا أنفسهم ليبقى الوطن عزيزاً كريماً، ويبقى اليمن بهم حراً مصاناً، وتبقى الثورة والوحدة القوة الشعورية ليحلق بها الجميع في سماء الوطن. «والفضول» بما يمتلكه من حس وطني يطالبنا بأن نصرخ وأن نملئ الدنيا صراخاً في وجه المتملقين والمنافقين والمتفرقين ويقول لهم.. «بعدوا من طريقنا». ويضيف وزير الإعلام بأن «الفضول» ارتقى بمستوى الشعر العامي إلى مستوى الفصحى، وابتكر من خلال الأغنية الفضولية مدرسة متميزة رافقه بها الفنان أيوب طارش. معترفاً في سياق حديثه أنه والحديث لوزير الإعلام كان ولفترة طويلة لا يخلد للنوم قبل سماع رائعة الراحل «أذكرك والليالي غامضات» معتبراً إنها سيمفونية يمنية متكاملة اشترك فيها شاعر مبدع وفنان رائع، وقال: أرجو أن يلتفت إلى هذه السيمفونية الفنانون بشكل عام، وأنا متأكد أنهم سيجدون فيها عملاً فنياً راقياً وخالداً. مقدماً في ختام كلمته التحية الصادقة التي تؤكد قيم العرفان ومبادئ الإجلال والتكريم للذين خدموا وطنهم وأمتهم بكل نكران الذات، وهي قيم وصفات تشحذ الهمم للسير في ركبهم وعلى خطاهم. أسبقية الفضول وكان حفل افتتاح المهرجان ابتدأ بكلمة عبدالله الأمير رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع تعز اشار فيها إلى أسبقية الفقيد الراحل عبدالله عبدالوهاب نعمان في رفضه لسياسات التشطير ودعوته للوحدة اليمنية في مختلف أعماله، كما كان السبق في المؤسسة الأدبية الأولى في اليمن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كأول مؤسسة وحدوية مدنية، وكأن مصير الاثنين «الفضول والاتحاد» مصير من لا يؤمن بالتشطير، ولا يؤمن إلا بيمن واحد موحد. مهيباً بالشركات والمؤسسات المتواجدة في تعز العاصمة الثقافية إلى بذل المزيد من الدعم والاهتمام بالإتحاد وبمختلف الفعاليات الثقافية والعمل سوياً لرفع المحافظة من الركود الثقافي الذي تعيشه. أيام ثقافية من جانبه أكد فضل علي حاتم نائب رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بتعز إنطلاقة الراحل الفضول نحو الثورة والوحدة، وأعماله التي سلطت الضوء على لحمة الشعب اليمني ومصيره الوحدوي الثابت. مشيراً إلى أن الأربعة الأيام المقبلة والتي سيعقد فيها المهرجان هي أيام ثقافية ستشهد العديد من الفعاليات التي تسلط الضوء على أعمال الفضول الشعرية. حياة نضالية بينما استعرض هاني عبدالله عبدالوهاب نعمان نجل الفقيد «الفضول» حياة والده النضالية التي بدأت كما قال عندما أسس والده الراحل صحيفة الفضول في عدن في الخامس عشر من ديسمبر عام 1948م التي كانت عبارة عن وسيلة للنضال مخاطباً عبرها الخاصة والعامة لمحاربة النظام الامامي في شمال الوطن حيث كانت صحيفة «الفضول» برغم قصر عمرها منبراً للدفاع عن حق اليمنيين في إعادة الوحدة والتخلص من أنظمة الاستبداد في الشمال والجنوب. ويتحدث هاني عن والده قائلاً: بأن الفضول كان وبشهادة التاريخ ومن عاصروه متعدد المواهب ومثقف واسع الثقافة تراثياً وراهناً، وكان شاعراً رائداً في الشعر الغنائي، وكان أذناً راقية ومستمعاً متذوقاً، وكان سياسياً بارزاً وكاتباً ساخراً لتخلق منه مدرسة شعرية وثقافية عالية.. وكل تلك الجوانب من شخصية الفقيد لا يمكن أن نختزلها في كلمة عابرة. مقدماً شكره للقيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية على مايوليه من اهتمام ورعاية لأسر المناضلين والشهداء، وقال.. سنكون له أوفياء للنهج الوطني الوحدوي الديمقراطي مقدمين له شكرنا من القلب إلى القلب بالأصالة عني وعن أسرة الفقيد.. واختتم كلمته بالرد على دعاوي الانفصال والعمالة بقول «الفضول». ليس منا أبداً من مزق ليس منا أبداً من فرق ليس منا أبداً من يسكب النار في الأزهار كي تحترق تلى ذلك قصيدة شعرية من الأديب رضوان الأسودي رئيس اللجنة الثقافية للمهرجان حوت مثالب الفقيد ومناقبه الوحدوية والوطنية والعاطفية المنعكسة في شعره وأعماله الأدبية. «حياة الفضول» بعد ذلك بدأت أعمال وبرنامج المهرجان المقرر بندوة فكرية بعنوان «حياة الفضول» افتتحها الشاعر محمد الفتيح تضمنت تحليلاً لعدد من قصائد الفقيد العامية تلاه الفنان الجماهيري أيوب طارش عبسي بورقة عمل عن حياته العملية والغنائية والنضالية مع الفقيد الراحل قائلاً: هذا موقف من مواقف الوفاء في حق من يستحق الوفاء بما قدموه لأوطانهم وأمتهم.. وأستاذنا الكبير وشاعرنا الملهم أعطانا الكثير من التضحيات إلا أنه لم يتلق إلا اليسير من الكتاب والصحفيين والمثقفين، سارداً بعضاً من قصصه مع الراحل منها، اللقاء الأول الذي شهد أول عمل غنائي بين الثنائي المتميز الذي لا يوجد له نظير على مستوى اليمن.. واصفاً تلك القصائد الغنائية التي عرضها «الفضول» عليه بأنها كانت عبارة عن لوحات فنية تمثل الطبيعة المجردة بكل ما تحويه من تصورات وإبداع وجمال. عجز عن الوصف لم تتمالك نجلة الفقيد الراحل سكينة عبدالله عبدالوهاب نعمان نفسها وهي تتحدث عن حياة أبيها المبدع فأجهشت بالبكاء وهي تقول: يعجز لساني عن وصف أبي، كان خير الأب، ونعم الزوج لأزواجه، فلساني عاجز عن وصف أي صفة له. مدرسة فنية عبدالجليل الرعدي أدلى بدلوه في ندوة «حياة الفضول» قائلاً: أريد أن أقول إن عبدالله عبدالوهاب نعمان كان مميزاً في كل أعماله وسلوكه وخرج عن كلمات الأنانية إلى كلمات عن الطبيعة والسيول والوديان والجماليات أضف إلى أنه كان صاحب حكمة وذو قناعة لأفكار عديدة في المجتمع.. وساق في سبيل ذلك عدداً من قصائد الراحل المتنوعة. وأضاف أن «الفضول» عبارة عن مدرسة فنية في الحب والثورة، حيث كان من المنظرين في ثورة عام 1948م الثورة التي كانت قمة الإبداع حتى في فهمها للواقع فهي ثورة الدستور المطالبة بالقانون، كنظرة حضارية متقدمة ولم يكونوا يريدون حكماً أو سلطة.. وكان «الفضول» من منظري هذه الثورة وهذا التوجه.