عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    في حد يافع لا مجال للخذلان رجالها يكتبون التاريخ    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجتمع التعددية السياسية عطل الجانب الإبداعي ومن اختصاصات «يمانية» متابعة النشاط المسرحي
وزير الإعلام ل«الوطن البحرينية»:
نشر في الجمهورية يوم 15 - 01 - 2008

- مراسلون بلا حدود تستقي معلوماتها من الشكاوى الكيدية وجهات المعارضة
- بعض التناولات الصحفية تثير الإحباط في النفس، ولابد من تطوير العمل المؤسسي
أجرت صحيفة الوطن البحرينية مقابلة مع الأستاذ حسن أحمد اللوزي - وزير الإعلام - ونشرتها في عددها الصادر أمس، استعرض فيها المشهد السياسي في اليمن، وإيجابيات النظام التعددي والتوجهات المستقبلية لتطوير الرسالة الإعلامية، وأهمية التوسع في القنوات الفضائية.. بما يمكنها من مواكبة التطورات السياسية والتنموية، إلى جانب استعراض رؤيته لتنمية الجانب الإبداعي وتشجيع الشباب على القراءة، وخطة الوزارة لتعزيز قدرات المؤسسات الصحفية، والتوسع في إصداراتها بما يلبي الاحتياجات الفكرية والعلمية للقراء .. «الجمهورية» تعيد نشر نص المقابلة.
الأستاذ حسن اللوزي هو أبرز الشخصيات التي تعاقبت على وزارة الإعلام في اليمن . فقبل قيام الوحدة بين شطري اليمن عام , 1990 شغل اللوزي حقيبة الإعلام طيلة فترة الثمانينيات من القرن الماضي في ما كان يعرف باليمن الشمالي، ثم بعد الوحدة تولى الوزارة في حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبوبكر العطاس بين عامي 1993 و 1994م.
وفي فبراير 2006 عاد مجدداً في إطار تعديل حكومي واسع في حكومة رئيس الوزراء السابق عبدالقادر باجمال، وقد أثير جدل واسع بشأن عودته مجدداً، حيث رأى خصومه في عودته توجهاً حكومياً لقمع الحريات الصحفية لكونه من وجهة نظرهم مازال يتعامل بعقلية زمن الحكم الشمولي، فيما ينظر مؤيدوه إلى أنه الشخصية النزيهة والصارمة وأفضل من تولى الوزارة .
اللوزي الذي هو أيضاً أديب وشاعر، تطرق في حديثه ل '' الوطن '' إلى جملة من المسائل المتعلقة بالواقع الإعلامي والثقافي في اليمن وأدلجة الفكر الصحافي في الوطن العربي ومدى خطورة الولاء المذهبي .
القنوات الفضائية التي تشهدها الساحة العربية اليوم موجهة من قبل أيد خارجية ذات أجندات خاصة بها، وهذا ما يجعل الشباب العربي يعيش حالة اغتراب شديدة الوطأة على أكثر من جانب، بدءاً بالفكر مروراً بالنزعات الروحية فاللبس والأكل وخلافه .. برأيكم لماذا لا يكون لنا إعلامنا العربي الخاص، حسبما تشتهي رياحنا لا رياح الغير؟
- شكراً أولاً لإتاحة الفرصة للتحدث في الهاجس الإعلامي .. لاشك أن الإعلام ساحة مهمة من ساحات التدافع والتفاعل والتأثير، باعتباره يشكل قوة معنوية هائلة تعتمد على علم الإعلام وفن الإعلام والوسيلة، وكون الإعلام وسيلة يجعله قابلاً لتسخير الإرادات الخيرة في اتجاه خيّر، وهو ساحة المعركة الحقيقية بين الرؤى الإيجابية في الحياة والسلبية، بين القوى الطامعة للسيطرة على الحياة والقوى التي تطمح أن يكون لها مكانة ووجود في الحياة .. ومن هذا المنطلق لفهمنا للإعلام كونه قوة، لابد أن نمتلك ناصيتها علماً وتقنية واقتداراً . فالخيال العربي قادر على تحويل مثل هذا العلم والوسيلة إلى أداة لحماية البلد والتعريف بها ومواجهة التحديات . ومن هنا نستطيع القول إن جملة من القنوات الموجودة اليوم - سواءً التي نستقبلها أو لا نستقبلها - ، لا شك أنها تخدم أغراض الآخر المختلف والنقيض، لأن هناك آخر يهدف للسيطرة عليك واحتوائك وتحويل إرادتك، لكن الأهم كيف نعي خطورة الإعلام الذي يأتي منا؟
إن الانحراف في بعض المجالات وبعض القنوات التي تديرها عقليات وقوى وإمكانيات عربية تمثل خطورة على العروبة والإسلام، وعلى تقدمنا في الأمد القصير والطويل، وبالتالي فإن الموقف واضح من القنوات اللاأخلاقية والمبتذلة، والخطورة تكمن في القنوات التي تدعي انتماءاتها للعقيدة ( القنوات المذهبية ) وهي أخطر على الأمة من الاحتلال العسكري والاستيطان، فأنا أستطيع أن أواجه الاحتلال العسكري والاستيطان، وتاريخ العمل الوطني العربي مليء بالبطولات وأساطير الكفاح، لكن الإعلام المذهبي شرس ونستطيع أن نرى آثاره في تفتيت القطر العراقي الشقيق، فأي ولاء مذهبي ضيق معناه إلغاء الآخر .
وأتمنى أن يكون لكل الدول العربية موقف واحد ومحدد يرفض رفضاً قاطعاً أن تمول هذه القنوات من المال العام أو الخاص، وأعتقد أن المال الذي يمول هذه القنوات المذهبية هو مال مدنس ويوجه طعنات خطيرة لعقيدة الأمة ولوحدتها وإسلامها الصحيح، ففكرة العقيدة الصحيحة والعروبة الانتماء الأصيل موضوع يجب إعادة طرحه من جديد بعيداً عن الثغرات والتخندق في المذهبية .
واليمن تستعد لإطلاق قناتها الفضائية الجديدة .. بودنا أن نعرف مزيداً من التفاصيل حول الأرضية والمرتكزات التي تستند عليها القناة في خضم حرب القنوات الفضائية التي تشهدها الساحة؟
- يجب أن يكون لنا قنواتنا التي تقدم الصورة الرسمية لمواقف الدولة ومواقف المجتمع وسياساته وتفاعلاته، وأن يكون هناك مهنيون لهذا العمل الإعلامي والتلفزيوني والإذاعي والإلكتروني، وعليه لابد أن يكون لنا قنواتنا المتخصصة، والحقيقة أن هناك تجربة رائدة في المنطقة (تجربة مصر الإعلامية ) ، حيث أثبتت التجارب أن قناة واحدة لا تفي بتحقيق الأغراض وخدمة الأهداف التي يسعى إليها القائمون في الدولة ويسعى إليه المجتمع، يوجد لدينا اليوم إذاعتان مركزيتان ( البرنامج العام ) في صنعاء و(البرنامج الثاني ) في عدن، كما توجد لدينا أكثر من 13 إذاعة محلية، وقد وجه الرئيس علي عبدالله صالح بضرورة تعميمها، حيث أهميتها في تحقيق التنمية المحلي والشاملة وإشراك المواطن وجعله في الصورة، ولقرب هذه الإذاعات من النشاطات الاقتصادية والاجتماعية ومخاطبة الوجدان المحلي الذي يترابط مع الوجدان الوطني، فهي تطل على الوطن وترسخ الولاء الوطني، من هذا المنطلق وجدنا أن القناة الوحيدة التلفزيونية ( الأولى ) لم تكن تلبي استيعاب الرسالة الإعلامية لليمن، وكانت القناة الثانية التي تبث من عدن، تبث أرضياً وتستقبل على نطاق جغرافي محدود، لكن الخطوة الجديدة التي تم اتخاذها أن القناة الثانية في عدن تتحول إلى قناة فضائية ولا تكرر ما يبث في القناة الأولى، فالقناة الأولى قناة شاملة تعنى بالاقتصاد، السياسة، الصحة، الثقافة .. إلخ، لكن هذه القناة تؤكد خصائص محافظة عدن باعتبارها عاصمة اقتصادية وتجارية للجمهورية اليمنية . إذن فالجانب الاقتصادي هو أساس تحويل القناة الثانية في عدن إلى قناة فضائية، وأما الاختصاص الثاني فهو الثقافة وقضايا الاستثمار في الوطن ككل، ليس كعدن والمناطق المجاورة فحسب، ولقد جاءت توجيهات الرئيس صالح على ضرورة استكمال الإجراءات لتحويلها إلى قناة فضائية إلى جانب البث الأرضي، وإنه من الأهمية بمكان التأكيد على أن تركيزها على الجوانب الثلاثة الآنفة الذكر ( اقتصاد، استثمار وثقافة ) لا يعني البتة انغلاقها على هذه المحاور فهي قناة مفتوحة، تأخذ بشعار ( يمانية ) استناداً إلى (الحكمة يمانية ) ، كما تم التعاون مع وزارة التربية والتعليم في هذا الإطار لاستحداث قناة فضائية متخصصة جديدة تهتم بشؤون ( التعليم والشباب والسياحة ).
وقد أكد مجلس الوزراء في اجتماعه المنعقد في الأول من يناير 2008 أن يكون هناك شراكة فاعلة مع عدد من الوزارات في إعداد البرامج .. أما عن رؤيتنا في القرار فهو أن يتم إشراك الجامعات وأن نبرمج بث النقاشات التي تتم داخل الجامعات ومن أهمها رسالات الماجستير والدكتوراه لتعزيز الصلة بين الجامعة والمجتمع، وكذلك النشاطات النوعية التي تتبناها الجامعة في الجانب العلمي والثقافي، وهذا الجانب يجعلنا نركز على الجوانب العلمية، وهذه سوف تشترى من كافة القنوات المتخصصة لتغطية كل جوانب العمل والعلوم ومواكبة المستجدات في هذا الحقل الواسع العريض لكي تكون المعلومات قريبة وفي متناول الجميع .
من الملاحظ أن المطبات والتخبطات السياسية أثرت على الحركة الثقافية في البلاد، فما عدنا نسمع شيئاَ عن المسرح اليمني .. برأيكم هل الحراك الثقافي في البلاد كان أنشط في فترة ما قبل الوحدة اليمنية؟
- أستطيع أن أقول إن ثمة حراكاً ثقافياً حياً قبل الوحدة، حيث التنافس والمباراة، لاسيما في مجال المسرح، كان المسرح حينذاك مزدهراً وكان نشاطه متعدداً على كافة المحافظات .
أين هو الإبداع اليمني اليوم؟
- لا أعرف .. لكن الأكيد أن مجتمع التعددية السياسية عطل الجانب الإبداعي، الذي أنا متأكد منه أن هناك قدرات مسرحية كبيرة داخل الجامعات وبعض المحافظات، ولذا سيكون ضمن اختصاصات قناة '' يمانية '' متابعة النشاط المسرحي وإعادة إنتاج المسرحية وأن تتحول إلى عمل تلفزيوني .
هل لعبت التيارات الأصولية في اليمن دوراً في تقويض الجانب السياحي في البلاد، وتخندقه فيما يعرف بالسياحة النظيفة؟
- إن فكرة السياحة عالمياً هي النظافة، لكن أي نشاط في المجتمع تترابط وتتداخل فيه النشاطات الأخرى، وبالنسبة لنا لا خلاف أو مواقف تجاه السياحة، لأننا مستخلفون لله على هذه الأرض، نتحرك فيها ونتعارف ونتدارس والسياحة أمر مهم لتحقيق خلافة الإنسان لله على الأرض .. لكن الاحترازات لابد أن تكون واردة، فحينما يسمع الغربي عن حضارة سبأ وملكة سبأ يرى أنه من المفيد أن يزور تلك المناطق، وبالتالي نجد أنه في بيان الحكومة الذي أقر من السلطة التشريعية، ثمة محاولات جادة لحماية السياحة الثقافية من أي انزلاق، وما نخشاه من الخارج قد يأتينا من الداخل، فالمجتمعات ملأى بالتناقضات، وذلك دليل على صحتها وحيويتها، واليوم المورد السياحي بالنسبة لليمن هو العنصر الثاني بعد النفط، وإذا كان النفط قابلاً للنضوب، فإن المآثر والآثار قائمة على طول الزمان .
من خلال قراءتي لسيرتكم الذاتية، علمت أنكم من خريجي الأزهر، إلى أي مدى أثر أو أسهم تكوينكم الفكري في رسم خطط سير وزارة الإعلام؟
- لاشك أن لدراسة الإنسان وما يتلقاه من علوم ومعرفة تأثيراً مباشراً على حياته وعمله، ودراستي للشريعة والقانون أفادتني في إطار العمل والإدارة وتسييرهما وفهم الغايات ورسم خطط الوصول لتلك الغايات، كما لابد أن يحيط المرء نفسه بمزيد من الاطلاع إلى الأسس التي يقوم عليها الدستور وعلاقة الدولة بالمجتمع، ولذا تجدين أن الدستور دائماً لا قريب مني في المكتب والمنزل وكذلك البرامج التي تتبناها الدولة من برنامج الرئيس فسياسة وزارة الإعلام، ولتكرار القراءات عامل مهم في ترسيخ القيمة الفكرية والأخذ بها على المدى البعيد والقريب، كما أن قراءات الأدب مهمة جداً لتوسعة الخيال وهندسة بناء النفس، إلى جانب التنشئة التربية والخوف من الانزلاق كرب أسرة ومسؤول في المجتمع .
«منظمة مراسلون بلا حدود» تظهر الدول العربية دائماً في مستوى متأخر على صعيد حرية الصحافة، وقد احتلت اليمن في تقرير المنظمة الأخير المرتبة ال 133 من أصل 169 دولة، ونحن كشركاء فعليين في الهاجس الصحفي، لا ندري من أين وكيف تستقي هذه المنظمة معلوماتها، هل تتفق معي بضرورة إنشاء مرصد عربي لقياس حرية الصحافة في العالم العربي، لاسيما وأن مقاييس حرية الرأي ليس بالضرورة أن تتشابه بين العالمين الغربي والعربي؟
- في البدء، تستقي المنظمة معلوماتها من النشرات والشكاوى الكيدية وجهات المعارضة، ولا تنظر للقضية العامة ولطبيعة الحياة الصحفية في اليمن وأنها تضخ عدداً كبيراً من المطبوعات غير الرسمية والخاصة التي تمارس فيها الكتابة بكافة الحرية، لكن ما يمكن أن تتعرض له المسؤولية الصحفية من عدوان وانتهاك من قبل بعض الصحفيين والدخلاء فهي لا تتناوله ولا تأتي عليه.. وأنا أتفق مع صيغة السؤال أننا فعلاً لو جعلنا من نقابة الصحفيين في اليمن في تبني المرصد الذي أشرت إليه وهي التي تُسائل الصحفي من خلال ميثاق شرف وتنتقدهم حينما يتجاوزون المحظورات التي نص عليها القانون والمحظورات التي نصت عليها المواثيق العالمية، نستطيع أن نصل إلى نقطة صحيحة، إنما المشكلة أنه لا توجد جرأة لنقابة الصحفيين باليمن أن تمارس هذا الدور بشجاعة .
إنما الصراط المستقيم يلزمني أن أقول هذا إيجابي وأثني عليه، وهذا سلبي محاولاً إصلاحه وتطهيره، وبالتالي أساعد المجتمع على تفهم الصحافة الجادة لكي تعزز من مكانتها وتكون أكثر مهنية وأن تتصدى للقضايا الخطيرة . في منطقة الخليج العربي ثمة صحافة جيدة في الإمارات العربية المتحدة وأيضاً في المملكة العربية السعودية، وقد صار لهذه المؤسسات موارد كثيرة، إلا أن الصحافة في بعض الدول لا تحترم أصول المهنية ولا تلتزم بغاياتها النبيلة، وحتى صحفيوها يعيشون حالة من البؤس والشقاء، ونتمنى نحن كوزارة إعلام أن تكون لدينا صحافة بناءة ذات مهنية ومؤسسية، ولو كنت في لجنة لأعطي شهادة تقدير وثناء لصحيفة، لن أتردد في إعطائها لصحيفة ( الغد ) الأسبوعية الخاصة، لما لها من أسلوب مميز في معالجة القضايا بعيداً عن إيذاء الآخرين .
ومع كل هذا وذاك، فإن الحياة مستمرة وغير متوقفة عند حد معين، بيد أن ما يضير في المسألة أن الأقلام الصحافية قد تحدث أحياناً نوعاً من الإحباطات للنفس البشرية، وعلى الشعارات البراقة أن لا تكتفي بنصرة الصحفيين وإنما بنصرة الصحافة كمهنة عريقة وقديمة قدم التاريخ، ومما يؤسفني قوله إن جزءاً كبيراً من مواد الصحافة معطل ولا يطبق، لأنه لو تم تطبيقها، لوجدت أعداداً كبيرة من الصحفيين يساءلون، والسبب الآخر أن عدداً كبيراً من القراء يعتقد أن ما يكتب مجاف للحقيقة وبالتالي لا يعيرونه أي تقدير، وهذا أمر خطير جداً، وعلى الآخر أن يقدر قيمة الكلمة، إذ هي أساس التبصر بالوجود، والرسالة السماوية أتتنا عبر الكلمة ورسالاتنا في الحياة لن تصل إلا عبر الكلمة .
كما هو معلوم ، فإن الصحافة هي مرآة المجتمعات وهي تعكس حيثياته دونما تجميل أو ماكياج، ونتيجة انقسام كثير من المجتمعات إلى كانتونات طائفية وعرقية وسياسية، أصبحت الصحافة هي الأخرى مؤدلجة (موالاة - معارضة ).. برأيكم كيف ننأى بصحافتنا العربية عن مفهوم الأدلجة الفكرية وما تخلفه من تركات ثقيلة على الرسالة السامية لمضمون الصحافة؟
- يجب أن يكون في أي مجتمع صحافة معارضة، لكن المعارضة بالمفهوم البناء الذي يقدم مشروعاً للإصلاح واضحاً ودقيقاً لا يعطل حركة العمل من قبل السلطة ومؤسسات العمل ولا يشوه صورة من يتولون المسؤولية داخل مؤسسات الدولة، والمعارضة لا تقوم على أساس مذهبي، فالولاء المذهبي أخطر وأسوأ من الاستعمار ومن العدو المباشر، لأنه يستخدم العقيدة في طعن الإنسان وخلق العداء داخل المجتمع، كما أنه ضد الاستخلاف على الأرض، وإذا قامت المعارضة على أساس مذهبي، فهي معارضة فاشلة لا تحقق أهدافاً ذات صلة بمصلحة المجتمع، وأتمنى أن تكون هناك رؤيا صحيحة مبرّأة من كل التشوهات التي حدثت في الآونة الأخيرة، وأتمنى إسلاماً بلا مذاهب، لأن المذاهب حينما جاءت، إنما جاءت لتثري العقيدة والشريعة، لا لتقسم وتفتت وحدة الصف الإسلامي . ونحن في اليمن ولله الحمد تشريعنا قائم على احترام جميع الأفكار واستقبالها، حيث احترامنا للمذاهب كفقه وعلم بعيداً عن العنصرية أو التخندق المذهبي، نفهم الشافعي باعتباره عالماً وكذا الحنبلي وهلم جرّا .
ما هو موقفكم من انفصال قطاع الثقافة عن الإعلام؟
- ليس بهذه الصورة حقيقة، لا يوجد فصل في المعركة الحقيقة أو في الحياة العملية بينهما، وفي تشكيل الحكومات كانت الرؤيا لفصل التعليم العام عن الخاص هو إعطاء مزيد من الأهمية والتركيز لكليهما، وكذلك الحال بالنسبة لفصل الثقافة عن الإعلام حيث التركيز على الثقافة بشكل أكبر وتوفير الموازنات والمال والجهود لخدمة الثقافة، لكن لا يعني أنه بهذا فقط تستطيع الثقافة أن تقف على قدميها، إذ لابد أن يكون الإعلام شريكاً لها ومعيناً ووعاء لاستيعاب المنتج الثقافي .
إن عدم الفهم لهذه الغايات والأهداف من التخصص وحقيبة خاصة للثقافة والأنانية في تحمل المسؤولية والحقيبة، قد يجعل واحدة من الوزارات منزوية ولا تحقق الغايات المنشودة من ورائها، أعتقد أنه عملياً يجب أن تكون هنالك وحدة في الخطط والأعمال من حيث بنية الإدارة .
لمصر تجربة رائدة في تشجيع الشباب والشارع المصري عموماً على القراءة والعودة به إلى الكتاب، حيث هيمنة شبح الإنترنت مؤخراً، ترى ماذا عملت اليمن لتشجيع القراءة بين صفوف مواطنيها؟
- اليمن حريصة على تبني معرض شامل للكتاب سنوياً على أراضيها، وفي فترة من الفترات كانت الدولة تتحمل سعر فارق الدولار حينما كانت هناك مشكلة في السعر، أما اليوم فلا مشكلة تذكر في سعر الدولار بالنسبة لليمن، ونتمنى من رجال الأعمال أن يكون لهم دور في دعم الكتاب، وفي خطة عام 2007 اجتمعت مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، وفكرنا معاً كيف نستطيع أن تتبنى مؤسساتهم المطبعية طباعة عدد من الكتب ولو في حدود 12 كتاباً في السنة، وللأسف فإن عائق الإمكانيات المادية وقف حائلاً دون ذلك، لكن في المقابل مؤسسة 14 أكتوبر طورت الكثير من مشروعاتها التي تكللت بإصدار مطبوعة خاصة بالمرأة اسمها ( لميس ) وأخرى للشباب والرياضة، الحقيقة ما زالت المعرفة لدينا في العالم العربي محدودة الخدمة، ونتمنى من الدول العربية أن لا تبخل في الإنفاق على المعرفة، ولا يفوتني هنا أن أشيد بدور مجلة ( العربي ) في الكويت ومؤسسة البابطين في الإمارات وفي مصر حيث إنشاء المجلس الخاص بالترجمة الذي يترأسه د . جابر عصفور .
لمن يقرأ الشاعر حسن اللوزي؟
- مجمل قراءاتي في الصحف والمجلات وانحيازي واضح للمجلات الثقافية، كما أطل على الصفحات المتخصصة في الإعلام الغربي، وأقرأ بعض الأعمدة لصحفيين أعتز بهم ورغم إيماني أنهم كبار، لكنهم اليوم للأسف ما عادوا يكتبون بنفس جدية زمان، إذ غلب عليهم استهلاك الورق وأداء الواجب لا أكثر ولا أقل، فأهمية كتابة العمود الصحفي اختلف عما كان عليه من مضمون وفكر متقد . لكني على كل حال دهشت لمجلة دبي الثقافية وأشعر أنها مجلة رصينة، عوضتنا عن مجلات ثقافية كثيرة توقفت في الوقت الحالي وهناك مجلة الدوحة الثقافية، ويقدم العالم العربي نماذج لاحترام العقل العربي وإبداعاته، ولنا في الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خير مثال باحتوائه للشعر والشعراء و ذلك بمسابقة شاعر المليون التي ضمت شعراء من جميع الدول العربية دونما تفرقة أو حواجز، وهذا على الأقل ما نعول عليه نحن كمسؤولين في أن توحد الثقافة ما هدمته السياسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.