الاربعاء 11 / 10 / 2006 م أجرت مجلة (دبي الثقافية) الشهرية الصادرة عن دار الصدى للصحافة بدبي حواراً ثقافياً شاملاً مع الأخ/حسن اللوزي، وزير الإعلام نشرته في عددها رقم 17 الصادر في شهر اكتوبر الجاري.. تناول الحوار تجربة حسن اللوزي الإبداعية شاعراً وقاصاً وكاتباً مسرحياً، كما تناول تجربته في وزارة الإعلام ورؤيته لواقع الإعلام اليمني وما سيشهده من تغييرات في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى ما يشهده الإعلام العربي من اعتمالات خطيرة في الفترة الراهنة.. فيمايلي نص الحوار الذي أجراه مراسل المجلة بصنعاء الزميل/أحمد الأغبري وقدم له شاعر اليمن الكبير الدكتور/عبد العزيز المقالح : عمله السياسي والدبلوماسي وجلوسه على كرسي الوزارة في أكثر من حكومة لم ينل من حبه للقصيدة وعشقه للتعبد في فضاءاتها الجديدة، ومثل هذا ليس بغريب عليه وهو شاعر تجربة حددت معالمها بقوة منذ البداية وطرحت أسئلتها بوضوح تارة وبقدر من الغموض تارة أخرى.. إنه الشاعر الكبير/حسن اللوزي، وزير الإعلام بالجمهورية اليمنية.. إلى هنا نتوقف و نترك تقديم تجربته شاعراً لصديقه شاعر اليمن الكبير الدكتور/عبدالعزيز المقالح الذي تحدث إلى «دبي الثقافية» قائلا: الشاعر الكبير/حسن اللوزي هو واحدٌ من أهم شعراء اليمن في القرن العشرين.. وليس من المبالغة في شيء القول بأن بداياته المدهشة قد شكلت ثورة في الساحة الشعرية اليمنية، وكان من قلة قليلة من الشعراء اليمنيين الذين رفدوا حركة التجديد بقوة، كما كان من أوائل الأسماء الشعرية التي شدّت انتباه النقاد والشعراء العرب في وقت كانت فيه القصيدة في اليمن تعاني من عزلة شديدة". ولم يقتصر الاهتمام الإبداعي للشاعر الكبير "حسن اللوزي "على كتابة القصيدة بأشكالها المختلفة بل تعداها - والحديث لايزال للشاعر الكبير د.عبد العزيز المقالح إلى القصة القصيرة ثم إلى المسرح" ومازالت مجموعته القصصية "المرأة التي ركضت في مهج الشمس" من أجمل وأعذب النصوص القصصية وفي بعضها اختزال أو بالأصح بحث فني عن الأقصوصة المضيئة المبهرة في أقل عدد من السطور والكلمات". في هذا الحوار لم نتناول تجربة "حسن اللوزي" شاعراً وقاصاً وكاتباً مسرحياً وحسب؛بل وزيراً له مع كرسي الوزارة تجربة ما يزال في خضمها من خلال وزارة الإعلام وهي الوزارة التي ناقشناه في بعض تفصيلاتها فضلاً عما يعيشه الإعلام العربي من اعتمالات خطيرة في الوقت الراهن.. حوار بقدر ما تمتعت إجابات أسئلته بجمال أفق الأديب؛ إلا أنها لم تبتعد عن دبلوماسية لغة الوزير. شغل "حسن اللوزي" وزيراً للإعلام والثقافة «1980م - 1990» ومن ثم وزيراً للثقافة، وبعد مرور عام ضمت وزارة السياحة لوزارة الثقافة وصار وزيراً للثقافة والسياحة، ثم وزيراً للإعلام «1993- 1997» ثم عين سفيراً في الأردن ثم عضواً في مجلس الشورى حتى عين وزيراً للإعلام مرة ثالثة في هذا العام.. و"حسن اللوزي" بجانب كونه أديباً هو صحافي، له تجربة أسهم خلالها في تأسيس ورئاسة تحرير مجلة «معين» عام 1979م، كما أسس ورأس تحرير صحيفة «الميثاق» عام 1982م، وظل رئيساً للتحرير حتى1992م.. ومن دوواينه "أشعار للمرأة الصعبة"، "هنا الطقوس وهذا جسد الملكة"، "فاحشة الحلم". ** بالمناسبة.. أي لقب أقرب إلى نفسك وتحب أن أناديك وأقدمك به في هذا الحوار الثقافي.. الشاعر أم الوزير؟. لا هذا ولا ذاك.. أنا أحب أن أدعى بالأخ حسن؛ لأن هذه اللفظة بكل معانيها العاطفية والتواصلية كما تجمع كل إنسان بأبناء قريته أو وطنه أو أمته فهي تجمعه أيضاً بأبناء الشعوب والأمم الأخرى.. إنها تتسع إلى العلاقة بالإيمان وبالإنسانية.. أدعني بالأخ واسمح لي أن أدعوك بالأخ. ** بين الشاعر والوزير.. من حسن اللوزي في العام 2006م، كيف تقدم ما صارت إليه رؤيتك ومفهمومك تجاه الحياة والسلطة والقصيدة و كل شيء؟. الرؤية تجاه الحياة هي رؤية استخلافية دقة تفاصيلها لا تأتي إلا باكتمال العطاء «الربح والخسارة» في الحياة عموماً، وهذه الرؤية تشكلها بالنسبة لي الإيمانات: إيمانٌ بالله، بالإنسان، بالحرية، بالعلم، وإيمانٌ بعظمة الخيال.. الخيال باعتباره المخزون الذي يثري ويعمّق إيمان الإنسان وثقافته.. والخيال بحد ذاته هو الذي يعين في اتخاذ القرارات المستقبلية للسلطة في كل موقع ومكان، بينما المعرفة والعلم ومقتضيات الإدارة هي التي تتحكم في إدارة السلطة وتحقيق النجاح وجدارة الإنسان بها.. أما بالنسبة للقصيدة فقد كتبت القصيدة الكلاسيكية، وكتبت قصيدة التفعيلة ووجدت فيها مجالاً واسعاً للتشكل وللنم،و وكتبت قصيدة النثر، وعاقرت في حاناتها التحدي والتمرد.. و بقيت، مع ذلك كله، أسير حيرة عميقة بالنسبة لتقييم محتوى النص، ولكني أجد راحة في أن أعيش الحياة التي أعجز عن عيشها كما أحب في الحياة الفعلية الخاصة أو العامة وفي الإنتاجية.. أعيشها كاملةً في القصيدة، وهذه نعمة الشعر لدي، أما الرؤية تجاه كل شيء فهذا لا يمكن أن يحيط به النثر أو الشعر أو الفكر وهو ما يقهره الخيال أيضاً..!!. ** لنقترب من تجربتك الشعرية ونسأل: من أي الشعراء أنت؟. من الشعراء الذين يؤرقهم الالتزام ويلهبهم التمرد بالسياط الهوجاء.. من الشعراء الذين يتطلعون للتفرد، ويرفضون الانبتات عن الأصول والمنابع برغم بعض الوهدات في مقابل الحرص الفطري أو السليقي على الارتباط بالقيم الفنية السامية.. كيف يمكن أن تجمع ما قلته لك الآن في مفهوم واحد؟!. ربما يستطيع ناقد أو دارسٌ بخيالٍ لا حدود له وقدراتٍ غير تقليدية أن يجيب عن هذا السؤال، عن كل شاعر يدرسه فيقول لنا من أي الشعراء هو!!.. أما الشاعر فهو خميرة تتقلب وتنضج في أفق الاحتمالات حتى يكتمل بالموت المادي. ** تبقى الرؤية واللغة أهم مفاعيل صوغ خصوصية الشاعر؛ فبينما نجد شاعراً يوثق باللغة تصوراته للواقع؛ نجد آخر يفجر بالقصيدة معاني التصورات، وثالثاً يجرد تلك التصورات من معانيها بحثاً عن معانٍ لمعانيها، ورابعاً يذهب إلى أبعد من ذلك.. من أنت من هؤلاء، إلى أين صارت علاقتك بالشعر؟. أنا من الذين يحبون لغتهم.. من الذين اختبروا التعامل غير النمطي وغير العقلاني وغير التقليدي معها بكل الثقة والإحساس بالتفاعل والاستجابة.. فقد وجدت في لغتي إمكانيات هائلة لتفجيرها بمعاني ودلالاتٍ ورؤى وتصورات لوصف الحياة والتعامل مع مواقفها ملايين المرات.. حياة مطلقة في كل واحدة من تفصيلاتها أو مكوناتها أو شواهدها بحيث نكون موضوعاً لقصائد لا تحصى مثل موضوع المرأة في حياة كل شاعر أو حتى أي إنسان، حيث نجد أن كل القصائد التي كتبت في هذه الجزئية على امتداد تاريخ البشرية لم تتوقف عند حد معين، وقد لا تتشابه النصوص الأصيلة في هذا الموضوع، وقد قلت ذات يوم: في كل مرة أكتب فيها حول كينونة العلاقة بيني وبين المرأة أجد فضاءات تتسع لمزيد من القول لا تنتهي، وكل كتابةٍ في لحظتها والموحيات التي فرضتها والمناخ الذي كتبت فيه تجعلها تأتي جديدةً؛ لأن اللغة وهي تتطور في داخلها وفي كل أساليب استخدامها تضيف للحياة مفردات جديدة يمكنك أن تستخدمها في مجال من مجالات التعبير؛ لأن غنى النفس وغنى الوجدان يساعدان على تنوع الطرق لهذا الموضوع وتنوع الفيض فيه بما يوحي بتجدد الحياة وتجدد اللغة وتجدد المشاعر، فالعالم الذي نعيشه هو مجموعة عوالم مادية ومعنوية قابلة للتصور وللبناء في اللغة كما في الحياة.. فالمادة المشاهدة لها آلاف المرات من المقابلات والقرناء في لغة الإنسان أولاً وبالتالي في داخل الإنسان، وتجدد الحياة يفرض تجددا في اللغة نتيجة تجدد في المشاعر وبالأساس، وكما أشرت تجددٍ في الأخيلة، وهذه الملامح الأربعة التي أشرت إليها توضح أن الشعراء في علاقاتهم مع الشعر وعلاقة الشعر بالواقع يجمعها هذا التصور، وموقع الشاعر من رؤيته للعالم والتغيير الذي ينشده له وفيه.. لا أحصر نفسي على فرع من فروع التعبير الخلاّق وفنونه؛ ولذلك أنتهي إلى أن علاقتي بالقصيدة مازالت قائمة.. ولن أدعها تضمحل.. والقصيدة بعينها وأطيافها ما زالت تطرقني.. تطرقني في كثير من اللحظات التي أختلي فيها بنفسي أو أكون في عمق الناس في الخلوة أو المسجد أو ساحة «البرع والرقص». ** الصورة.. هل تعي رسمها ساعة ولادة القصيدة؟. هذا السؤال ضيقٌ جداً، إنه يسجن الصورة!! توجد القصيدة ولا تعرف أنت أين رأسها من قدميها وهي تخلق أعضاءها وتخلق روحها وتشكل نبضها وكل ذلك تصنعه الصور المتداعية والمتواشجة كالنسيج البدني وبما يحفل به من كوامن الروح، وفجأة تكون أمامك بماهية كامل،ة أو تعتقد أنها كاملة، فتدفع بها نحو النشر، ولكن تكتشف حين تتأملها بأنه يتعين عليك كتابة قصيدة أخرى وهكذا. ** كيف تكون القصيدة في حضرتك.. كيف تتأتى لك.. وهل تعي ولادتها من أول كلمة إلى آخر بيت؟. أحياناً بل كثيراً ماً أدهش لما يحدث بيني وبين القصيدة، وأحتار من أين جاء هذا الاحتشاد الصوري، من أي بؤرة في كنزٍ لا أعرف ماهيته جاءت هذه القصيدة، لا أعتقد ثمة شاعر يمكن أن يجيب عن هذا السؤال. ** وماذا عن المرجعيات التي أسهمت في تشكيل هذه العلاقة وبلورتها؟. - أستطيع أن أقول بأن القرآن الكريم هو المرجعية الأولى؛ بل انني وجدت الدافع الأول لكتابة قصيدة النثر كان في تأثري بالبنية اللغوية والصورية القرآنية، كما في الدلالات الإعجازية التي لن يحيط بها الخلق حتى يرث الله الأرض ومن عليها!!. وبالنسبة للمرجعيات الشعرية تأثرت عميقاً بالعديد من الشعراء على مختلف العصور والمدارس وفي مقدمتهم الدكتور/عبدالعزيز المقالح والعملاق الراحل/عبدالله البردوني وأبوالأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري.. لقد رعاني الدكتور/عبدالعزيز المقالح رعايةً خاصة في المراحل الأولى عندما كنت أدرس ويدرس هو أيضاً الدراسات العليا في القاهرة، حيث كنت أعرض عليه نماذج مما كنت أكتب على المنوال الكلاسيكي وبداية قصيدة التفعيلة.. وأصرّح هنا بأنني في ذات يوم عام 1973م أتيت إليه وكنا نلتقي في بيته في كل ثلاثاء في العصر، ويأتي إلى ذلك اللقاء شعراء كبار في مصر، وقال لي: أنت أكثر قدرة لتبدع ولتكتب شعراً في هذا الشكل.. وليس في الشكل التقليدي، وكنت قد قرأت عليه قصيدة "ثلاثة مقاطع حزينة لأيلول" ومشروع قصيدة بعنوان "عن سر مفتاح الفصول".. وقرأتها بعد ذلك بأسبوع في مهرجان أقامته رابطة الطلاب اليمنيين في نقابة الصحافيين بالقاهرة في الاحتفال بعيد الثورة وسمعت يومها تصفيقاً حاراً وتشجيعاً لم أتوقعه، وأخذت القصائد التي كانت موزونة ومقفاة وأحرقتها واخترت طريق قصيدة التفعيلة.. أيضاً تأثرت بالشعر المترجم عن اللغة الفرنسية والألمانية والانجليزية وبالنص الأدبي الديني «نشيد الإنشاد» وبكتاب "وهكذا تكلم زرادشت" لنيتشه وصلاح عبدالصبور وأدونيس والسياب والبياتي وإيليا أبو ماضي في جداوله وخمائله والجاحظ.. هل تريدني أن أذكر الكتب المتميزة والمتفردة في الموضوع، والنوعية والتي أثرت وشكلت ومازالت تشكل مرجعية.. سيطول الكلام. ** للشعر اليوم مفهوم جديد.. من هذا المفهوم ما نسبة رضاك عما كتبته سابقاً؟. انظرُ إليه بنسبة رضا عالية خاصةً وأنا لم أكتب على سبيل الاحتراف وإنما الكتابة كانت جهداً في الحياة من أجل تحقيق الذات وتلبية لاحتياجات ماسة لم أدرك سرها وإن كنت أتمتع بها، أما لو كانت تلك الكتابة على سبيل الاحتراف فإنها لا تستحق صفراً على صفر.. وتحقق الرضا من أول إصدار في ديوان مشترك عام1972 "أوراق اعتماد لدى المقصلة" أنا والشاعر الفلسطيني عبدالرؤوف يوسف ونحن مازلنا ندرس في جامعة الأزهر. ** وكيف توالت أعمالك الشعرية لاحقاً، هل لاتزال تدرك البدايات المدهشة وخصوصية كل مرحلة من مراحل التجريب في قصيدتك؟. أستطيع أن أقول إن هناك المرحلة الأولى في شعري، هي التي انتهت ضفافها بإصداري ديوان "أشعار للمرأة الصعبة" عام 1975م، وسبقتها قصائد نشرتها في صحيفة "الثورة" وعدد من المطبوعات في عامي 74 و75م، وفي هذه المرحلة تجلت التجربة في كتابة قصيدة النثر، وجاء معطى هذه الفترة في التجريب في قصيدة النثر أكثر وضوحاً في مجموعة "تراتيل حالمة في معبد العشق والثورة". أما المرحلة الثانية فتتداخل مع ضفاف المرحلة الأولى، ويمكن رصدها في ديوان "هنا الطقوس وهذا جسد الملكة" وهي تمتد إلى نهاية الثمانينيات مع إصدار ديوان "فاحشة الحلم".. وبعد ذلك تغلبت الذهنية من جديد في خاصية ما كنت أكتبه ممزوجة بالغنائية، وبلغت هذه المرحلة ذروتها في قصيدة «عيناك تسألني الخضوع لبرزخ العمر الجميل» واستولت على ما أكتبه من جديد روح قصيدة النثر، وهي قصيدة خرجت من الذهنية الخفية إلى نوع من المباشرة مع الإلحاح في الواقع الثقافي والسياسي اليمني، وهذه المرحلة يمكن الإطلاع عليها بإلمام كبير في مجموعة "الكلمات" والقصائد القصيرة التي فجّرتها ثورة الحجارة والانتفاضة الفلسطينية الأولى، أما بداياتي الأولى في كتابة الشعر فيمكن القول إنني تأثرت بوالدي وبعمي القاضي/صالح محمد اللوزي - رحمهما الله- ومما أتذكره عندما كنت طالباً في المرحلة الإعدادية بصنعاء أن أستاذ اللغة العربية طرح على كل تلميذ من تلاميذ الفصل سؤالاً: ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟؟.. فسمعت زملائي يجيبون بثقة وفرح: "مهندس، طيار، طبيب" وأذكر أن أحدهم قال: وزير.. وعندما جاء دوري قلت: أريد أن أكون شاعراً، فقال الأستاذ: هذه ليست وظيفة، وإنما موهبة عليك أن تنمّيها..ضحك الفصل واندهشت..!! ولم أفق من اندهاشي إلاّ عندما قال: هذه موهبة وعليك أن تنمّيها... فلم أتخيل أنني سأكتب قصةًً و لا مسرحاً. ** وكيف حدث ذلك، أقصد كيف اتجهت إلى كتابة القصة والمسرح؟. لقد وجدت مساحة البوح وأُفق التعبير في المسرح والقصة أوسع مما هو في الشعر.. ولهذا اتجهت إليهما؛ فكتبت القصة في مراحل التجريب الأولى حتى نهاية السبعينيات، لكني وجدت فيما بعد أن كتابة القصة أكثر تعقيداً وأكثر حاجة للصنعة، وأكثر حاجة للتصوير الدقيق للمشاعر وللحظة الزمنية وللمكان ولنسيج تفاعل الأحداث؛ مما كان يحتاج إلى عناء كبير وصبر لم أقدر عليهما.. فتوقفت عن كتابة القصة، كما أنني أحببت المسرح الشعري وتعلقت به تعلقاً شديداً، وكنت أحرص على حضور المسرحيات في مصر، منذ أن خلبني عرض مسرحية «الحلاج» لشاعر العروبة الكبير والمجدد الراحل/صلاح عبدالصبور في مسرح الأوبرا عام 1966م، فقد أحدث ذلك العرض المدهش هزة عميقة في ذاتي، ونشأت بعده بيني وبين المسرح علاقة عميقة، فأخذت أقرأ النصوص المسرحية، وحاولت أن أكتب وكتبت.. أتحدث هنا عن مرحلة الستينيات والسبعينيات. ** وماذا عن نتاجك القصصي والمسرحي.. لماذا لم تنشره؟!. لقد توقفت عن كتابة القصة كما أشرت سابقاً، ونشرت مجموعة قصصية واحدة بعنوان «المرأة التي ركضت في مهج الشمس» كما نشرت عملاً مسرحياً واحداً هو «الصراخ في محكمة الصمت» ولوحة شعرية على غرار «النار في غصن الزيتون» بعنوان «قلادة الثورة» وهناك عمل آخر في هذا الاتجاه هو «قلادة الحرية» وأنا أرهب من كتابة القصة لأنها تتطلب جهداً وبوحاً حقيقياً وواقعياً.. عميق الواقعية بوحاً في صدقية التعامل مع الواقع، ومع الصورة، ومع الشخوص التي تتعامل معها وتشخصها وفي نفث المشاعر، وصرت أخجل وبصراحة أن أكشف وأعرّي نوازع البشر وطبائع النفس وضغائن النفس الأمارة، وأخشى أن يقرأ أبنائي مثل هذه النصوص فيصابون مثلما أصبت من رعب عندما قرأت أعمالاً روائية عظيمة جبارة قاهرة أضرب مثلاً بواحدة منها «مدار الجدي» للكتاب العالمي العظيم الراحل «هنري ميلر» سامحه الله. أما بالنسبة للمسرح فلدي مخططات بأفكار لمسرحيات مستلهمة من وقائع في التاريخ، ففي التاريخ أحداث تصلح لأن تكون جزءاً من حياتنا اليوم في بعض تفصيلاتها المتصلة بقصص الفداء والعشق وقصص الحب والإيمان والتصوف والفروسية. ** نحن اليوم في العالم الرقمي؛ حيث صار هناك ما يعرف بالشاعر الرقمي، والقاص الرقمي، والروائي الرقمي.. أين يقع حسن اللوزي في هذا العالم؟!. علاقتي صفر بالأرقام.. وربما أنا قلق بشأنها لأنها تحدد الأشياء.. الرقم أي رقم هو زنزانة كافية لوأد الخيال، يصعب عليَّّ حفظ الأرقام، وهذا كافٍ ليحدد موقفي بل موقعي من العالم الرقمي الذي أتخوف لأبعد الحدود من سطوته ودقته؛ هل لأنه أقرب إلى الحقيقة.. والشاعر أقرب إلى الخيال هل مازالت توجد منطقة وسطى للإنسان العادي وبين الشاعر الذي تصدمه الأرقام ويحذرها بشدة؟!. ** تبقى الصحافة محطة هامة في تجربتك مع الكتابة.. كيف ترى اليوم ما كان لك مع هذه المهنة بالأمس؟. نعم العلاقة بالصحافة تلت مباشرة مرحلة تجريب كتابة الفكرة والقصيدة والقصة القصيرة، وكان ذلك في أثناء فترة الدراسة الثانوية وحتى الجامعة في مصر من خلال تجربة صحف الحائط والتنافس بين الكليات في الجامعة وكذلك بين الجماعات في المعسكرات الصيفية في الإسكندرية.. ضمن هذه التجربة، وفي فترةً مبكرة من الدراسة الجامعية كنت أسعى للكتابة بالصحف عبر بريد القراء، وما يكتبه الواعدون، إلى أن جاءت فكرة إصدار مجلة دورية عن الطلبة الموفدين إلى مصر في جامعة الأزهر، وقد كُلفت بمهام سكرتير التحرير لهذه المجلة التي أطلق عليها «النجم الثاقب» وكم كانت فرحتي لا تطاق عند صدور العدد الأول من هذه المجلة، وفي المجلة كتبت دينياً «لا إكراه في الدين» وقصة قصيرة عن الالتحاق بالثورة الفلسطينية بعنوان «هيا بنا» ومن خلال هذه التجربة عايشت كل مراحل عملية صدور الصحيفة، وبعد عودتي إلى الوطن اشتركت في هيئة تحرير مجلة «اليمن الجديد» ومازلت أعمل في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وأيضا في صحيفة «التصحيح» التي كانت تصدر عن اللجنة العليا للتصحيح عام 1974م.. هذه الصلة تعززت كثيراً بهذا العمل عندما تم التفكير في وزارة الإعلام والثقافة في إصدار مجلة ثقافية منوعة ومصورة لتكون رديفاً لمجلة اليمن الجديد فكانت مجلة «مَعيِّن» وكلفت برئاسة تحريرها عام 1978م، كما كلفت قبل وبعد قيام المؤتمر الشعبي العام برئاسة تحرير صحيفة «الميثاق» لسان حال المؤتمر.. وقد استفدت من هذه التجربة التي استمرت تسع سنوات؛ لأنها كانت تعني لي شيئاً هاماً يتصل بتحقيق الذات وإشباع الرغبة المتنامية في الكتابة والتي امتدت إلى الكتابة للإذاعة شبه يومياً ولأكثر من مادة أسبوعياً في صحيفة «13 يونيو» وبعدها صحيفة «26 سبتمبر» إلى جانب الكتابة لصحيفة «الثورة» وهذه التجربة هي التي فعلاً دفعت بالتفكير إلى أهمية تطوير صحيفة «الثورة» وصحيفة «الجمهورية» وقد تبنينا بصورة مشتركة أنا والأستاذ الجليل محمد جرهوم في أول اجتماع مشترك لمجلس الوزراء في الشطرين قبل الوحدة تحويل الصحف الثلاث "الثورة والجمهورية و14 أكتوبر" إلى مؤسسات صحفية مستقلة تهتم بالطباعة والنشر. هذه الصلة التاريخية تعززت معها نظرتي إلى الصحافة كقوة تأثير عظيمة وهامة داخل المجتمع خصوصاً أن العمل على تطويرها وتعزيز دورها وتكريس مبدأ الحرية في العمل الصحفي ظل من أهم الغايات التي شغل الجميع بها. ** تطوير العمل الصحفي وتكريس مبدأ الحرية في العمل الصحفي.. إلى أي مدى استطعت ترجمة هذه الرؤى خلال تجربتك وزيراً للإعلام؟ . هذا الأمر أيضاً يصعب عليَّ تقييمه.. كنت أحلم وحتى اليوم أن تتحقق وظيفة الصحافة من خلال التجويد للمهنة والإلمام بفنون الكتابة الصحفية والقضاء على الكتابة الإنشائية في الصحف؛ أعني التي لا تعتمد على المعلومات والحقائق.. ومع تخرج العديد من الكفاءات الإعلامية في الجامعات أستطيع القول إن اليمن صارت تمتلك قدرات كبيرة ومتميزة ليس في الصحافة الرسمية وحسب وإنما في الصحافة الأهلية والحزبية، وأنا أشيد هنا بصحيفة 26 سبتمبر كمثال، كما أنني حرصت على أن تكون الحرية المسؤولة هي الحكم في تطوير العمل الإعلامي وفي بناء النظام القانوني خاصة وهو اليوم يحتاج إلى مراجعة دقيقة لكفالة المزيد من الحرية وضغط المحاذير وتجاوزها. ** تجربتك وزيراً.. في تقديرك لماذا ارتبطت كثيراً بوزارة الإعلام؟. يصعب عليّ أن أتحدث عن تجربتي مع وزارة الإعلام في هذا الوقت حيث وأنا في خضمها؛ لكن تجربتي وزيراً لم ترتبط بوزارة الإعلام فقد تشابكت المسؤولية الإعلامية بالمسؤولية الثقافية والسياحية، حيث عملت وزيراً في هذه الوزارات الثلاث، لكن النظرة لوزارة الإعلام تبدو أكثر بريقاً، ربما لالتصاقها بالعمل السياسي، ولأنها تلفت الانتباه أكثر من غيرها من الوزارات الخدمية أو السيادية في التعبير الاستراتيجي، وقبل ذلك فإن ثقة القيادة السياسية هي التي تمنح هذا الموقع. ** عُدت إلى وزارة الإعلام وقد شهد الإعلام مفهوماً ومؤسسة تحولات وظيفية وتقنية، هذه التحولات كيف تراها اليوم، وما الذي تُعده لمواكبتها؟. بالفعل شهد الإعلام منذ العقد الأخير من القرن الفائت تحولات متسارعة ضاعفت من دوره وأهميته، وزادت من اتساع رقعته واستخداماته على صعد مختلفة وزيادة على ذلك شهدت اليمن خلال هذه الفترة تحولات جوهرية، حيث تحققت الوحدة اليمنية وتحصنت الوحدة بنظام ديمقراطي وقيام التعددية السياسية، وقد عايشت عن قرب كل تفاعلات ومعطيات التغيير الإيجابية ومجالات النهوض العصري في العمل الإعلامي، مازالت الرؤية لوظيفة الإعلام الرسمي قائمة ومرتبطة بفكرة الإعلام التنموي وفي تكوين الرأي وتدفق المعلومات ونقل الأحداث وخاصةً مع وجود الصحافة الحرة المتعددة، وهذه لا ترتبط بنظرة شخص واحد مثل الوزير وإنما هي نظرة النظام السياسي وفلسفته التي يعبر عنها الدستور والقوانين السارية، وفي المقابل صارت التحديات التي يواجهها الإعلام هي في القدرة على الاستجابة لتلك التحديات، وهو الهم الكبير الذي يشغلنا اليوم في القيادة والحكومة ووزارة الإعلام، وهو الهم الذي صار يدفع إلى إعادة النظر في السياسة الإعلامية أولاً وفي متطلبات تجديد الخطاب الإعلامي وتنويع رسالة الإعلام في اتجاه المواطن كما بالنسبة للخارج إلى جانب تأكيد النظرية المتصلة بامتلاك الشعب لوسائل الإعلام الرسمية باعتبارها وسيلته للتعبير عن رؤاه وأفكاره وتطلعات هو يأتي هنا تعزيز الاهتمام بالبث الإذاعي والتلفزيوني والفضائي والتوسع في إقامة الإذاعات في كافة المحافظات وإطلاق عدد من القنوات منها القناة الفضائية الثانية والتي صدرت بها توجيهات رئيس الجمهورية لتكون متخصصة بالثقافة والسياحة والاقتصاد والشباب وستنطلق في العام القادم، حيث أدرجت اعتماداتها في الموازنة، وهناك مشروعات خاصة بالتطوير البرامجي للقناة الأولى وخاصة مساحة الدراما والإنتاج الدرامي، وهناك العديد من النصوص المتوفرة، وللأسف لا تتوفر الإمكانيات المالية لتنفيذها وكذلك التوسع في البرامج الثقافية والفنية والتطلع إلى تسجيل أعمال فنية غنائية جديدة بالأساليب المتطورة، والعمل على إعادة إنتاج الأعمال التراثية عبر فرق الإنشاد والكورال وإعادة تأسيس الفرقة الموسيقية الأولى للإذاعة والتلفزيون.. هناك مشروعات كثيرة.. حتى على مستوى الصحافة. ** نفهم أن مرحلة تغيير قادمة سيشهدها الإعلام اليمني وتعدون لها بما في ذلك إطلاق قناة فضائية ثانية وإنهاء احتكار الحكومة للإعلام المرئي والمسموع؟!. نعم واعتماداً على الدراسات القائمة وهي الدراسات التي نجريها في اليمن وتلك التي تجرى على مستوى الجامعة العربية أو في مجلس وزراء الإعلام العرب لإطلاق القنوات الخاصة والأهلية بمعايير وتشريعات موحده يتفق عليها. ** وعلى ماذا ستعتمدون.. هل على الإمكانات والسياسات والقدرات الحالية؟. طبعاً، هذا وارد وخاصة أن قطاعاً كبيراً من الشباب المتعلم من الملتحقين بمؤسسات الإعلام الرسمي، للأسف الشديد، لم تعط له الفرصة الكاملة ليبدع ويأخذ فرصته في تحقيق طموحاته. ** بصراحة.. من خلال معايشتك للإعلام اليمني الرسمي في أكثر من حكومة، في تقديرك ما مشكلته الرئيسة التي جعلته يتأخر عما وصل إليه الإعلام العربي؟. المشكلة الأولى والكبيرة هي في توفر المال اللازم، وخاصة بالنسبة للعمل التلفزيوني لأنه باهظ التكاليف خلاف الإنفاق على الصحافة أو على العمل الإذاعي. ** لكن هناك من يرى بأن مشكلته ليست في المال وإنما في النظم التقليدية التي لاتزال تدار من خلالها مؤسسات هذا الإعلام؟. المال عصب الحياة، وإذا وجدت الاعتمادات الكافية للإبداع والإنتاج وخاصة بالنسبة للتلفزيون سنبلغ غايتنا وسنوسع مساحة الإنتاج بما فيه الإنتاج الدرامي وكذلك بالنسبة للبرامج النوعية، ومثل هذا يقال عن تجويد المادة الصحفية. ** على ذكر الإعلام التلفزيوني؛ كيف ترى الإعلام العربي اليوم وهذا التكاثر الفضائي التلفزيوني الترفيهي في منافسة التلفزيون العربي الرسمي، هل هي العولمة والتجارة أم أنها مؤامرة الإعلام الموجّه؟. ما يحصل لا يعبّر عن حقيقة قدرات وإمكانات الإنسان العربي وتمخضات الواقع الثقافي والسياسي، وإنما يستولي على جانبٍ كبيرٍ منه النشاط التجاري بما في ذلك الدراما صار فيها من التسطيح الكثير، ولا تعد هذه القنوات هي المنافس الوحيد للفضائيات الرسمية العربية بل صارت هناك فضائيات عالمية تجد لها حيزاً من اهتمامات المشاهد العربي ومتابعته لها.. ومن دراستنا لهذا الوضع حقيقةً استطعنا أن نلتقط قناعاتٍ أولى في اتجاه إقامة مدينة إعلامية في المنطقة الحرة في عدن، ولكن مازلنا ندرس المعايير وننتظر التشريعات التي يجرى إعدادها من خبراء الإعلام في الوطن العربي للتوسع في هذا النوع من البث الذي صار يهدده بصورة مباشرة وواضحة أشكالٌ من البث وقنواتٌ تكرس البرامج للغايات التجارية والتعصبات المذهبية والطائفية التي ستقود - لا قدر الله - إلى استشراء الفتنة التي بدأت بصورة مريرة في العراق الشقيق. وبرغم أن تجربة الحياة تؤكد لنا بأن المعايير لا يمكن أن تخلق عملاً جاداً وهادفاً مهما كانت راقية ودقيقة بحيث لا تكون تعسفاً أو قيداً على حرية الإبداع و التعبير، كما أن أي تمحور وانفلات في المقابل لا يمكن أن يخلق قناة جادة وهادفة، فالذي يوصلنا إلى ذلك هو الثقافة الحيّة والتطوير للنظام الثقافي العربي.. ولا شك أن للعولمة والتجارة دوراً في جزءٍ كبيرٍ من هذا الإفساد للحياة الإعلامية والثقافية في الفضاء العربي ولعدم السير بخطى حثيثة نحو ترقية الذوق وخدمة احتياجات الإنسان العربي التي يتطلع إليها.. وبعيداً عن فكرة المؤامرة فإنني أستطيع أن أقول إن كل حضارةٍ تدافع عن كيانها وعن مصالحها.. ومن مصلحة الحضارة الغربية، وهذا ما يعملون من أجله، أن تصل إلى الإنسان العربي وتؤثر في ثقافته، وهذا يتحقق حين لا تتوفر الحصانة ولا يتوفر الإعلام العربي القادر على جذب اهتمام الإنسان العربي وإشباع حاجاته ما يجعله عرضة للاستلاب. ** هناك من يرى بأن إلغاء وزارات الإعلام يمثل بداية الحل باعتبار وجودها هو أساس المشكلة؟!. أخي العزيز: إن الذين يدعون إلى إلغاء وزارات الإعلام في الدول النامية يتمتعون للأسف الشديد بجهلٍ مركب، فطالما حاجة المجتمع للتنمية قائمة ويعاني من موروثات التخلف والتأخر، وهناك إرادة جهادية في مواجهة ذلك وتلتزم الدول للإعداد والتنفيذ للخطط الإنمائية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة سواءً كانت خمسية أم عشرية فإنها بحاجة ماسة إلى إعلام يواكب إعداد وتنفيذ تلكم الخطط، وهناك علم خاص يسمى الإعلام التنموي، وهذا الإعلام لا يمكن أن تنفذه إلاّ وسائل الإعلام العامة الموجهة والتي تخضع في تسييرها لسياسات مترابطة بسياسات الدولة وباستراتيجيات وأهداف الخطط الإنمائية الشاملة، وإلغاء مثل هذه الوزارات لا يمكن أن يتم بقرار في بلدان الحاجة مازالت ماسة وجوهرية لشراكة العمل الإعلامي في العمل التنموي وفي قضايا التوجيه والإرشاد والتوعية إذا كانت في مرحلةٍ ما فكرة الخصخصة للجوانب الاقتصادية وحتى الخدمية وتخطو فيها الدولة.. أية دولة خطوات شجاعة وجريئة حتى تستطيع أن تتخلص منها الدولة وتسلم أمرها لقيادة الإدارة الخاصة، ولا يمكن أن تقدم الإدارة الخاصة على الاستثمار في الخدمات وتمويل المشروعات المتعلقة بالخدمات إلاّ عندما تجد الجدوى منها والأرباح التي توازي أرباحها في النشاط الاقتصادي والتجاري.. ففي بلادنا مثلاً من الصعب خصخصة الخدمات الطبية دفعة واحدة، ولكن يمكن كخطوات قابلة للتنمية أن يتم البدء في السماح بالاستثمارات بإقامة المنشآت الطبية، وكذلك المنشآت التعليمية، ويتم التفكير الآن بإقامة منشآت تشييد الطرق باستثماراتٍ خاصة على أن يترابط في ذلك عملية الدفع من قبل السيارات ووسائل النقل التي تستخدم تلك الطرق في أماكن محددة ليس كخيار يلغي دور الدولة في تشييد الطرق وصيانتها، وإنما كبديلٌ متوفر يقدم خدمات إضافية لمن يسلك في هذه الطريق كأن يختصر المسافة ويقلل من استهلاك الطاقة وغير ذلك، ومن هنا ينظر إلى الإعلام كطريق مساعد في عملية التنمية في مثل ظروف البلدان النامية. ** في ظل هذه الهموم التي تحيط بكرسي الوزير، هل ثمة متنفس للقصيدة، علاقتك بالكتابة كيف صارت، وهل تتأثر قصيدة الشاعر/حسن اللوزي بكرسي الوزير حسن اللوزي؟!. لا يمكن أن تتأثر قصيدة الشاعر الحق بأي أمر من أمور العمل أو الموقع أو المنصب سياسياً كان أو ثقافياً أو حتى دبلوماسياً؛ لكن الذي يحكم مثل هذا الأمر هو النظر إلى ما تمثله القصيدة بالنسبة للشاعر، هل هي حاجة أو نزعة وجودية، أم قضية احتراف.. وبالنسبة للحالة الأخيرة تحكمها قوانين العلاقة بين الحرف والأعمال والمسئوليات، وثمة إضافة تتعلق بوظيفة القصيدة وإمكانية تعطيلها لأي سبب أو تأثرها به إنها تختلف باختلاف الأحوال.. ومع ذلك أنا مازلت أكتب القصيدة.. وأراودها عن نفسها.. وتراودني ربما بهيئات تشكلها معطيات الظروف، أما الكتابة فهي تجد لها السبيل في كل حال وحين وقت الحاجة لرسالتها.