190كم المسافة التي يقطعها الزائر على السيارة من أمانة العاصمة إلى مأرب المحافظة اليمنية الواقعة إلى الشرق من العاصمة صنعاء والتي تمتاز بأنها منبع الحضارة والتاريخ اليمني الأصيل.. هذه المحافظة حظيت بتولي الأخ ناجي علي بن علي الزايدي محافظاً لها ورئيساً للمجلس المحلي. المحافظ الزايدي التقيناه في حوار تناولنا فيه جملة من القضايا والمواضيع والهموم والتطلعات المستقبلية. بداية طلبنا منه تسليط الضوء على أوضاع المحافظة ومتطلباتها حيث قال: أوضاع محافظة مأرب أوضاع طيبة وهي تتطلب إلى الكثير من الجهود في مجال التنمية وعلى مختلف الأصعدة.. رغم أن هناك مشاريع تنموية سابقة وجهوداً متميزة بذلت من قبل المحافظ السابق ولا أحد يستطيع إنكارها.. ولكن مأرب لم تستكمل الكثير من، الجوانب الهامة التي يتطلبها المواطن ونحن في هذا الوقت القصير والذي لايتجاوز «15» يوماً فقط قمنا بعملية مسح لاحتياجات ومتطلبات المحافظة والاطلاع على الخطط السابقة للمشاريع التنموية ومن خلال عملية المسح هذه تمكنا من معرفة المشاريع التي خطط لها ولكنه لم يبدأ التنفيذ فيها والمشاريع التي اعتمدت ميزانيتها من قبل الدولة ،يتم تنفيذها ولكن تسير وتيرتها ببطء شديد هناك مشاريع تتطلبها المحافظة ودراستها موجودة ولكنها لم تعتمد ضمن موازنة الدولة والسلطة المحلية للعام الحالي 8002م وفيما يخص المشاريع التي يتم العمل فيها ببطء أو التي مازالت متعثرة استدعينا الجهات ذات الاختصاص في المحافظة. والمقاولين وناقشناها وحاولنا تحريكها وقد تواصلنا مع الاخوة في وزارة الأشغال بخصوص تلك المشاريع حيث كانوا متعاونين في ذلك وإن شاء الله سوف تسير وتيرة هذه المشاريع وفق ماهو مخطط لها وإنجازها في وقتها المحدد وإن شاء الله خلال اللقاء الذي سوف يجمعنا مع الحكومة خلال شهر يونيو 8002م الحالي سوف نطلعهم على متطلباتنا وأولوياتنا وما الذي يتطلبه من الحكومة دعمنا به حيث ومأرب تتطلع إلى الكثير من الاهتمام والرعاية في مختلف المجالات. متطلبات مأرب الحكومية ما المواضيع التي سوف تطرحونها على الحكومة؟ الحقيقة أن الحكومة وجهت جميع المحافظين بمسح محافظاتهم لمعرفة أولوياتها ومتطلباتها في كافة النواحي وخصوصاً النواحي التنموية.. ونحن في محافظة مأرب سوف نطرح على الحكومة ما تتطلبه المحافظة في مختلف المجالات حيث سيتركز نقاشنا وبشكل متفرد مع الوزراء المعنيين وكلُُّ في مجال اختصاصه على ضوء المسح الميداني والتصورات والمتطلبات التي سوف تقدمها ونأمل الخروج بنتائج جيدة. استكمال المرحلة وتخطيط للجديد هناك خطط وبرامج لقيادة المحافظة السابقة.. ماذا عنكم؟ هل ستعملون على استكمالها أم أنكم ستضعون خططاً جديدة؟ نحن لاننكر جهود المحافظ السابق الأخ عارف الزوكا وماعمله من أجل هذه المحافظة... والحقيقة نحن سوف نستكمل ماتم التخطيط له وتم اعتماده وسنطالب باعتماد ماتم التخطيط له ولم تعتمد له ميزانية ضمن موازنة الدولة ولكن أيضاً لدينا خطط وتوجهات مستقبلية ومشاريع تنموية جديدة لم تتطرق إليها الخطط السابقة. وهناك مشاريع خطط لها ولكنها لم تدرج ضمن موازنة الدولة منها في مجالات الطرق والمدارس والصحة واستكمال توفير الكوادر المتخصصة ولدينا توجهات جادة لاستكمال البنية البشرية. الأمن حجر الزاوية للتنمية في أول حوار لكم مع صحيفة الجمهورية عقب فوزكم في انتخابات المحافظين أكدت أنه من ضمن أولوياتكم الأمن والسياحة فلماذا ركزتم على هاتين النقطتين بالذات؟ الحقيقة الأمن والسياحة قضيتان هامتان جداً.. أولاً بدون وجود أمن لاوجود للسياحة وثانياً بدون وجود أمن لاوجود للتنمية.. فالأمن هو حجر الأساس والقاعدة القوية لاستمرار الحركة التنموية.. فالسياحة تنمية والمشاريع التنموية تنمية .. ولكن عندما لايوجد أمن واستقرار فإننا لن نتمكن من الاستمرار في تحريك هذه المشاريع التنموية بالصورة الصحيحة وتنفيذها في الوقت المحدد. تزامن بين المجالات المختلفة ٭ ألا تعتقد أن هناك أولويات أخرى تستحق منكم الاهتمام؟ الحقيقة أنه ليست هناك أسبقية لمجالات على حساب مجالات أخرى ولكن هناك تزامناً بين هذه المجالات وتلك.. ومع وجود الأمن توجد التنمية.. وأنا أؤكد لك أن مأرب تتمتع بالأمن والاستقرار.. ولكن للأسف أبسط خطأ أو حادث يحدث في مأرب تقوم الدنيا ولاتقعد ويركز عليها الناس ويعتقدون في نظرهم بأنه لا وجود للأمن فيها.. ونحن نريد إبعاد تلك الصورة السيئة عنها، نحن نريد أن نوضح بأن مأرب أصل الحضارة والتاريخ.. صحيح أن هناك حوادث تحدث هنا أو هناك ولكن الاعلام يهولها ويعطيها أكبر من حجمها ويظهر مأرب بصورة مغايرة. على الرغم من أن هناك حوادث عظيمة تحدث في الكثير من دول العالم الكبيرة كالولايات المتحدة الأمريكية ولها آثار ونتائج وخيمة ولكنها لاتهول بهذه الصورة بينما في مأرب تأخذ مناحي أخرى وصوراً مغايرة وتقلبها وسائل الاعلام بشكل آخر وينظر إليها الآخرون في العالم بمنظر آخر.. فهناك أناس حاقدون على تطور اليمن واستقراره. وبنيته الاقتصادية والسياحية هي أحد روافد هذا الاقتصاد وأهم موارده وهؤلاء الحاقدون يريدون النيل منه وتشويه صورته وسمعته الطيبة وتاريخه العظيم.. ونحن أملنا في الوسائل الاعلامية المختلفة أن توضح الصورة الحقيقية لهذه المحافظة الضاربة جذورها في التاريخ وماتتمتع به هذه المحافظة من وجود الكثير من المواقع والمدن الأثرية والتي مازالت شاهدة حتى اليوم على أعظم حضارة شهدها التاريخ اليمني على مستوى الجزيرة العربية والمعروفة بحضارة سبأ. رافد اقتصادي هام ٭ وأضاف الزايدي :- السياحة لها دور كبير في رفد ودعم الاقتصاد الوطني وهي الدجاجة التي تبيض ذهباً كما يقول المثل وهي بحاجة إلى اهتمام ورعاية ملحوظ من قبل الدولة من خلال إيجاد البنى التحتية لها والاهتمام بالمواقع والمدن الأثرية وتحويلها إلى مزارات سياحية والعمل على إيجاد الاستثمارات السياحية في هذا الجانب ونحن ندعو القطاع الخاص في البلاد إلى التفاعل في هذا الجانب فمأرب تتمتع بوجود السياحة الثقافية والسياحة الصحراوية وهما بحاجة إلى ترويج وإبراز لها وهذه مسؤولية الوسائل الاعلامية المختلفة للتعريف بها. فلعلك تدرك أنه عندما تكون الصورة عن مأرب جيدة ومعالمها واضحة وفيها مايلفت الأنظار يكون الاقبال السياحي للسياح متميزاً. أنشطة ثقافية مختلفة ٭ ما الذي سوف تفعلونه تجاه إنعاش القطاع الثقافي في مأرب؟ لدينا توجه برفع المستوى الثقافي من خلال مثلاً عمل أنشطة ثقافية مختلفة كعمل ندوات ثقافية ومهرجانات ثقافية سياحية يستدعى لحضورها الكثير من أبناء محافظات الجمهورية والكثير من الأكاديميين والمثقفين والمفكرين اليمنيين والعرب للمشاركة فيها.. وهذه الخطة سوف نتبناها خلال نهاية هذا العام 8002م ومع بداية العام المقبل 9002م. وضع آخر ٭ الوضع الإعلامي في مأرب لديكم خطة للنهوض به؟ نعم .. لدينا خطة متكاملة لانتشاله وذلك من خلال تنشيط الصحف المحلية الصادرة عن المحافظة والعمل على سرعة استكمال تجهيزات الاذاعة وإيجاد كوادر إعلامية متخصصة وهناك عديد جوانب سوف نتطرق إليها في هذا الجانب وبحيث نستطيع توعية المجتمع وإيضاح الصورة الحقيقية لمأرب والحركة التنموية التي تسير فيها. الاهتمام بالمواقع الأثرية الكثير من المواقع الأثرية في مأرب تتعرض لعمليات النبش والنهب فهل لديكم توجهات لتسوير تلك المواقع والحفاظ عليها وحمايتها؟ اكد الأخ ناجي علي لدينا خطة وبالتعاون مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف لوضع حد لضياع الآثار وعمليات النبش والنهب والاعتداءات التي تتعرض لها هذه المواقع..فخلال المراحل السابقة تم تحديد بعض المناطق الأثرية الرئيسية وتم توفير حراسة لها ولكنها ليست بالشكل المطلوب فالمواقع الأثرية في مأرب مترامية الأطراف ولكن إن شاء الله وبالتعاون مع هيئة الآثار والمتاحف سوف نضع حداً لتلك الانتهاكات من خلال إيجاد الحلول المناسبة لها والحفاظ عليها وإيجاد الموازنات والكوادر البشرية المطلوبة.. كما أننا سوف نضع خطة لتحويل المواقع الأثرية الجاهزة إلى مزارات سياحية وبحيث نستفيد منها في عملية التنمية. وطبعاً سوف تكون لدينا خطة لإظهار وإبراز الأماكن والمواقع الأثرية الموجودة في المحافظة سياحياً وذلك من خلال الوسائل الإعلامية وإقامة المهرجانات السياحية واستقطاب الأفواج السياحية لزيارتها وإبراز ماتحويه المحافظة من سياحة ثقافية وسياحة صحراوية والعادات والتقاليد البدوية والحياة البدوية ومايتمتع به أبناء مأرب من طيبة وكرم وحسن استقبال للضيف ومروءة فعندما تكون صورة مأرب في الرأي العام المحلي والخارجي جيدة فإننا سوف نشهد تدفق الكثير من الأفواج السياحية إليها وسوف تكون هناك تنمية ملحوظة ومتميزة. دعم المرأة ماذا عن المرأة؟ نعم..لدينا توجهات لدعم المرأة فهي نصف المجتمع وهي الأم والبنت والزوجة والأخت ووجودها في المرافق ضرورة حتمية ونحن بدورنا سوف نعمل على إشراك المرأة في مختلف المجالات والتي تستطيع أن تزاول المرأة العمل فيها. المزيد من المنح الدراسية وعن التعليم؟ سنعمل على إيجاد تعليم نموذجي بالمعنى الصحيح..فيما يخص التعليم العالي فإننا نتعشم بالأخ وزير التعليم العالي خيراً حيث إننا نطالب ونطمح بزيادة نسبة المنح الدراسية المخصصة لمأرب سواء الداخلية أو الخارجية.. لأن مأرب تأخرت كثيراً عن أخواتها من المحاڤفظات الأخرى نتيجة للكثير من الاشكالات والمراحل التي مرت بها المحافظة خلال الفترات السابقة ونحاول نحن في مأرب اللحاق بركب المحافظات الأخرى ونريد أن يشارك أبناء مأرب في عملية التنمية في اليمن بشكل عام. مسئولية أداء الوظيفة العامة أنت قلت في اجتماع للمجلس التنفيذي والمحلي إنكم لن تتهاونوا في حق من يخل بالوظيفة العامة أو يتلاعب بها كيف ذلك؟. باختصار شديد..أنا صاحب وصديق مع الذي يؤدي واجبه وعمله بالشكل المطلوب وسند وداعم له فيما لن أكون صاحباً لولدي إذا كان متهاوناً في عمله. توجهات مستقبلية ماذا عن توجهاتكم المستقبلية؟ لدي خطط ذات أبعاد استراتيجية في الكثير من المجالات ولما فيه رفع مستوى المحافظة وسوف تكون على مرحلتين متزامنتين في وقت واحد تتمثلان في عملية إعداد خطط تعتمد في إمكانياتها على الامكانيات المحلية وخطط استراتيجية تعتمد إمكانياتها على التمويل المركزي وأيضاً على تمويل المانحين ونحن لايهمنا التخطيط على الورق بدون تنفيذ على الواقع ولكن مايهمنا هو التخطيط والتنفيذ في ذات الوقت. كلمة أخيرة أتمنى أن يخيم الأمن والاستقرار على ربوع هذا الوطن وأن تكون مأرب نموذجاً فريداً وتعود لوجهها الحضاري المعهود فهي منبع الحضارة والتاريخ..كما نتوجه عبر صحيفتكم الغراء بالشكر والعرفان لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله والذي يولي مأرب اهتماماً ورعاية ملحوظين ودعماً لا محدود كما نتمنى أن يرتقي أبناء مأرب إلى المستوى الحضاري والمكانة المتميزة التي تليق بهم ومحاڤفظتهم وندعو إلى المشاركة في عملية التنمية في المحافظة.
