سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأرحبي : خطوات الحكومة في استغلال التمويلات الخارجية نالت إعجاب المانحين البرلمان يستمع إلى إيضاحات من الحكومة حول الاستفادة من القروض ومعدل النمو السكاني
راصع : التزايد السكاني المرتفع يشكل تحدياً حقيقياً لكل جهود التنمية عقد مجلس النواب جلسته الاعتيادية أمس برئاسة نائب رئيس المجلس حمير بن عبدالله حسين الأحمر، استمع خلالها، في إطار تعزيزه لمهامه الرقابية، إلى إيضاحات نائب رئيس الوزراء، وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم إسماعيل الأرحبي، رداً على الاستفسارات المقدمة له من المجلس فيما يتعلق بالاستفادة من القروض والمنح والهبات من مختلف المصادر. حيث بين النهج الذي تتبعه الحكومة في التعامل مع القروض.. مشيراً إلى توجيه القروض لتمويل المشاريع التنموية التي تعتبر استثماراً مضموناً، والسيطرة على حجم القروض والمحافظة عليها في إطار النسبة المسموح بها والآمنة من الناتج الكلي. منوهاً إلى حسن إدارة الدَّين من خلال اعتماد آلية تضمن الوفاء بتسديد الأقساط وفقاً للمواعيد المحددة مما جنّب الخزانة العامة أعباءً مالية إضافية.. لافتاً إلى أن الآلية المتبعة للحصول على التمويل من القروض تعتمد على طلب التمويل لمشاريع محددة، والتي بدورها تمتلك دورة حياة لابد أن تمر بها. وأشار نائب رئيس الوزراء، وزير التخطيط والتعاون الدولي إلى التحسن الذي طرأ في توفير العناصر اللازمة للمضي قدماً في تنفيذ المشاريع وإعداد الدراسات والتصاميم، وإنشاء وحدات تنفيذ المشاريع، إضافة إلى تحسن بيئة التنافس للحصول على عروض التنفيذ من خلال قانون المناقصات والمزايدات، وتشكيل اللجنة العليا للمناقصات، إضافة إلى تشكيل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، وتحسين آلية المتابعة والتقييم والتنسيق مع الممولين، وما ترتب على ذلك من تحسن وتيرة الإنجاز للمشاريع. وأفاد أن الحكومة اكتسبت خبرة لا بأس بها في إعداد استراتيجية للاستفادة من القروض، وذلك من خلال التجارب والممارسات السابقة لإدارة واستغلال الموارد المتاحة بشكل عام والتمويلات الخارجية بشكل خاص.. موضحاً أن تلك الخطوات نالت رضا وإعجاب المانحين، والذي تجسد في حجم الدعم غير المسبوق الذي حصلت عليه بلادنا، كما أن ذلك يعد مؤشراً إيجابياً للاستراتيجية التي اتبعتها الحكومة لناحية آلية توفير واستغلال القروض. كما قدم نائب رئيس الوزراء، وزير التخطيط والتعاون الدولي إيضاحات أخرى شملت الاستفسارات المقدمة إليه من المجلس. من جهته رد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع على التساؤلات المطروحة عليه من المجلس، أن مؤشرات الخصوبة ووفيات الأمهات والأطفال الرضع، وكذلك معدل النمو السكاني هي من المؤشرات العالية على مستوى العديد من دول العالم ودول المنطقة التي تترواح معدلات الخصوبة فيها بين 3 - 5 ولادات حية للمرأة مقارنة بستة أطفال للمرأة اليمنية، ومعدلات وفيات الأمهات بين (10 - 100) حالة وفاة لكل مائة ألف ولادة حية في أغلب البلدان العربية مقابل 365 حالة وفاة في بلادنا. منوهاً إلى أنه معدل مرتفع جداً، وأن معدلات وفيات الأطفال الرضع تتراوح بين 8 - 40 حالة وفاة لكل ألف مولود حي لدى تلك البلدان مقابل حوالي 69 حالة وفاة في اليمن، وهو ما يعكس نفسه في ارتفاع مقابل في معدل التزايد السكاني المرتفع الذي تعيشه بلادنا، حيث يبلغ 3 بالمائة سنوياً. وأشار إلى أن تضاعف عدد السكان تحت هذا المعدل سيكون في فترة زمنية قصيرة حوالي 23 سنة فقط، وهو ما يشكل تحدياً حقيقياً لكل جهود التنمية لمواجهة متطلبات الأعداد المتزايدة من السكان. وأفاد وزير الصحة العامة والسكان أن هذا الوضع لا ينفي حصول تحسن في بعض المؤشرات السكانية في بلادنا خلال الفترة القليلة الماضية، حيث انخفضت الخصوبة البشرية من حوالي 7.7 أطفال لكل امرأة في بداية التسعينيات من القرن الماضي إلى 6 أطفال، وكذلك انخفضت معدلات وفيات الأطفال والأطفال الرضّع من 84 حالة وفاة إلى 69 حالة وفاة لكل ألف مولود حي خلال نفس الفترة. كما أن النمو السكاني بدأ في الانخفاض، حيث كان 7. 3 بالمائة عام 1994م ليصبح 3 بالمائة حالياً.. لافتاً إلى أن هذه المؤشرات مازالت مرتفعة بالمقارنة مع الأوضاع السكانية في العديد من الدول العربية والنامية.. وأضاف: إن هناك العديد من المعوقات التي تواجه العمل السكاني رغم تبني الحكومة سياسة سكانية منذ 1991م التي من أهدافها تحسين الأوضاع السكانية وخفض معدلات الوفيات خاصة بين الأمهات والأطفال والضغط على النمو السكاني. مشيراً إلى أن تلك الصعوبات تتمثل في التشتت السكاني، حيث يتوزع سكان اليمن على حوالي 133 ألف تجمع سكاني، مما يجعل وصول الخدمات إلى تلك التجمعات ليس بالأمر السهل، وأن هناك عوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية تحد من تأثير البرامج والمشاريع السكانية، وبالذات ما يتعلق بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، وتشكل عائقاً أحياناً في الاستفادة من الخدمات المتوافرة، وكذا ضعف الوعي لدى شريحة واسعة من المجتمع بالقضايا السكانية وقضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وانتشار الأمية خاصة في أوساط النساء وفي الريف في ظل ضعف إسهام قيادات الرأي والقيادات الدينية ومؤسسات المجتمع في نشر الوعي السكاني والصحي رغم بعض الجهود والتطور الملموس في تنامي هذا الوعي. بالإضافة إلى ضعف الإمكانات المادية المرصودة للبرامج المتعلقة بمعالجة قضايا السكان، وكذلك ضعف توفير الكوادر المؤهلة لتقديم خدمات الصحة والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة. وأعرب وزير الصحة عن أمله في تعاون وتكاتف كل هذه الجهات، ومنها الدعم من قبل مجلس النواب لزيادة حصة تمويل البرامج الموجهة لمعالجة القضايا السكانية الملحة.. وفي هذا السياق عقّب أعضاء المجلس، الذين تقدموا بتلك الاستفسارات، على الإجابات الموضحة للمجلس، البعض منها بالتأكيد على ما ورد، والبعض الآخر بتقديم طلب مزيد من الإيضاحات.. من جهة أخرى أقرّ المجلس تشكيل لجنة خاصة من بين أعضائه لتقصي الحقائق حول ما طرحه بعض الأعضاء من تعرض بعض المنازل الكائنة في مشروع الري التقليدي بجعار محافظة أبين من اقتحام وعبث بها دون إذن من النيابة، وذلك من قبل جهة رسمية، وتقديم تقرير بنتائج ذلك إلى المجلس.. كما أقرّ المجلس أن يُدرج في جدول أعماله تقرير اللجنة المشتركة من لجنتي الشؤون الدستورية والقانونية والخارجية والمغتربين بشأن مشروع قانون خط الأساس البحري للجمهورية اليمنية. وكان المجلس قد استهل جلسته باستعراض محضره السابق ووافق عليه، وسيواصل أعماله صباح بعد غدٍ السبت بمشيئة الله تعالى..حضر الجلسة وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي عبدالله حسن الشاطر، ووكيلة وزارة الصحة لقطاع السكان الدكتورة جميلة الراعبي، وأمين عام المجلس الوطني للسكان الدكتور أحمد بورجي، وعدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة.