يقولون: الفنون جنون، في إشارة إلى أن الفنان قد تبدو عليه امارات الجنون من حيث غرابة تصرفاته وتأثير تلك الغرابة على لوحاته ورسوماته من جهة، وعلى ملابسه وتصرفاته من جهة أخرى،وطبعاً لم أضف أي جديد فيما قلته، لأن معظمنا لابد وأنه لمس تلك الحقيقة من خلال معرفته ببعض هؤلاءالفنانين ولكن...؟ هل الحب جنون أيضاً؟ كنت أقرأ سيرة أدولف هتلر الزعيم النازي وعلاقته بايفا براون عشيقته وزوجته «ليومين فقط»هذا الزواج الذي كلفها حياتها،إذ انتحرت مع هتلر بعد يومين فقط من زواجهما. الغريب في الأمر والملفت للنظر، هو محاولات «ايفا» المتكررة للانتحار، فقد حاولت الانتحار اكثر من ثلاث مرات، وفي كل مرة كانت تختار اسلوباًجديداً يختلف عن سابقه، وأولى المحاولات كانت عام 2391حيث أطلقت النار على عنقها، أما المحاولة الثانية كانت عام 5391عن طريق تناولها جرعة زائدة من الحبوب المنومة. الأكثر غرابة، أن هتلر، بالرغم من حب ايفا له وحبه هو الآخر لها، إنما هذا الأمر لم يمنعه من اقامة علاقات غرامية متعددة مع نساء اخريات ادى حبهن له إلى موتهن انتحاراً، فقد انتحرت عشيقته جيلي راوبال عام1391، والتي يلمح البعض إلى أنه قد يكون قد أمر بقتلها بعد ازعاجاتها المتكررة له، حيث كان هتلر«يواعد» نساء أخريات، ومنهن الممثلة ريناتي مولر التي انتحرت هي الأخرى في عمر مبكر!؟ ومن خلال قراءة مذكرات أدولف هتلر، تبين أنه كان على علاقة غرامية أيضاً مع ابنة شقيقته «غيلي»، والتي كانت ترافقه في معظم رحلاته، لقد أعجبت «غيلي» بنجاحه، ولكنها عانت من قسوته، إذ أن خالها المشهور سيطر على حياتها بشكل كامل ، هي شابة صغيرة، ادى تعامله السيء معها، وتقلباته بين الرقة والعنف إلى انتحارها أيضاً.! بعد قراءة تاريخ هتلر كانموذج للرجل الطاغية، يقتحمنا سؤال هام: هل كان هتلر رومانسياً وفاتناً في معاملته مع النساء كي يتعلقن به؟أم أن ذلك التعلق الذي أودى بحياتهن كان تحت وطأة الخوف من الانتقام؟ وهل كان الجلاد يتحول مع النساءإلى رجل رقيق مرهف الحس؟ أم أن نماذج من تلك النساء يعشقن الرجل الصلب المتمردالمتحكم؟ يقودنا هذا التساؤل إلى قلب المرأةذاتها، وطريقة تفكيرها عندما تقرر أن تعشق «مصاصا للدماء» وطاغية يقتل الآلاف بجرة قلم ثم يذهب بكامل الهدوءوالدعة لينام في احضان عشيقة تعامله كطفل بريء! واغلب الظن أن هذه الشريحة من النسوة مصابات بانحرافات عقلية أو نفسية، إذ كيف تجري تقييماً في داخلها لرجل لا يحمل في قلبه أية رأفة ولا حتى بقية شفقة تجاه البشر؟ ودعني أقول: الجلاد لا قلب له، ولا يمكنه أن يحب ويعشق ، وقدمات قلبه أمام احزان البؤساء وهمومهم.