على هامش حلقة التدريب الميدانية لمديري برامج مكافحة الجذام في إقليم دول شرق المتوسط التي أقيمت بتعز التقينا الدكتور إيريك بوست،المدرب في المعهد الملكي الهولندي ومصمم الطريقة التدريبية في مجال مكافحة الجذام في العالم وكيفية تأهيل المصابين لإدماجهم في المجتمع وفي حوار سريع تحدث معنا فيه عن تجربة اليمن في مكافحة هذا المرض.. بالإضافة إلى مواضيع أخرى: هل المريض بالجذام ينقل العدوى؟وفي أي حالة؟ على الجميع أن يعرف أن المريض بالجذام والذي يستخدم العلاج لايمكن أن ينقل العدوى إلا في حالة عدم أخذه واستخدامه العلاج وعلى المريض عدم أخذ العلاج التجاري من الأسواق بل عليه أن يأخذه من المركز الوطني للجذام لأن إمكانية نقل العدوى منخفضة جداً جداً ولايمثل خطورة كبيرة مقارنة بخطورة نقل عدوى السل الرئوي الذي تكون نسبة العدوى فيه كبيرة جداً. حدثنا عن آخر ماتوصلت إليه الابحاث في مجال مكافحة المرض؟ الابحاث الأخيرة عن الجذام تسعى لإمكانية أن تمنع حدوث المضاعفات الشديدة التي قد تحدث أثناء العلاج وكيفية تجاوزها وما نوع العلاجات التي يمكن أن نستخدمها لمنع حدوثها. فقد أجريت هذه الابحاث على مجاميع بحثية وخاصة في الدول التي بها حالات جذام كثيرة مثل الهندالنيبال بنجلادش على أساس محاولة معرفة كيفية إمكانية تجاوز المضاعفات التي قد تحدث للمصاب. ?ماتقييمك لتجربة اليمن في التخلص من مرض الجذام؟ كنت زرت اليمن خلال فترة سابقة وبقيت أسبوعين فيها وخلال هذه الفترة زرت بعض المناطق الساحلية وبعض المناطق الداخلية واطلعت على الصعوبات التي تواجه البرنامج لكن وجدت أن البرنامج رغم هذه الصعوبات يعمل بشكل جيد.. ووجدت أن المجاميع والكوادر الكبيرة التي في برنامج الجذام تعمل بطاقات كبيرة حتى إنه في بعض البلدان لاتعمل بنفس القوة وبنفس الآلية فالكوادر اليمنية تمتلك خبرة كبيرة اكتسبوها خلال أعمالهم المستمرة في الميدان.. ?من خلال زيارتك لليمن هل المؤشرات تشير إلى إنخفاض المرض؟ لا أستطيع أن أعطي رقماً معيناً لأنني أزور بلداناً كثيرة ولكن الذي أستطيع أن أؤكده وجود انخفاض في المرض باليمن وعادة أن مرض الجذام مرض شرس ومؤشراته بطيئة ويأخذ سنوات طويلة ولانستطيع أن نحكم عليه إلا بعد فترة كبيرة.. لكن بقاء المؤشر منخفضاً مرهون بتعاون المجتمع وتفهمه بشكل عام ومساعدة البرنامج الوطني للتخلص من الجذام لتحقيق أهدافه التي رسمها،فالبرنامج ممتاز وله آليات تستطيع أن تجعله يحقق الأهداف التي رسمها فدعم المجتمع مهم جداً. ?ماهي الطريقة التدريبية التي وضعتها لمكافحة الجذام؟ التدريب هذا أجري خمس مرات سابقاً قبل إجرائه في اليمن حيث أجري في أفريقيا أربع مرات والخامسة أجري لدول أمريكا الوسطى والجنوبية كما أننا سنقيمه في الصين وبنجلادش. وتتمثل الطريقة بأنه يتم رسم خريطة لمنطقة معينة ويتم فيها تحديد عدد السكان لبناء خدمات وتقديمها بشكل متساو،فعلى فريق العمل أن يستطيع من خلال المبلغ المرصود أن يبني خدمات صحية سواء كانت مستشفى أو مركزاً صحياً أو وحدة صحية بالإضافة إلى توفير الخدمات الأخرى كالاتصالات وغيرها وبهذه تستطيع أن توزع خدماتك على جميع أبناء المنطقة بسهولة ويسر،وتستطيع أن توفر للمريض مايحتاجه من خدمات. فستكون أقرب خدمة صحية للمريض هي وجود وحدة صحية وتتوفر فيها الخدمات الصحية الأولية ثم يتم تحويله إلى الوحدة الأكبر أو الأكبر.