إذا نظرت إلى المصادر الرئيسة لدين الإسلام، فستجد أن هنالك توجهاً معيناً في خطابها ينتظم كل هذه المصادر بشكل لا يمكن إغفاله، ويفرق بين هذه المصادر وما يقول به «الخطاب الإسلامي» المعاصر، فإذا نظرت إلى كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، أو كتب الحديث المعتمدة، على اختلاف الدرجة، لدى أهل السنة والجماعة «صحيح البخاري، صحيح مسلم، موطأ الإمام مالك، سنن أبي داود، سنن الترمذي، سنن النسائي، سنن ابن ماجة، سنن البيهقي، سنن الدارمي، ومسند الإمام أحمد»، وخاصة الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي، مع إضافة الموطأ من قبل ابن الأثير الجزري، فإنك تجد في كل هذه المصادر أن «الخطاب» دائماً موجه إلى «المسلمين».. بل حتى لو نظرت إلى أهم كتب الحديث لدى الشيعة الاثني عشرية «الكافي للكليني، من لا يحضره الفقيه للقمي، تهذيب الأحكام للطوسي، والاستبصار للطوسي أيضاً، وهذه هي الصحاح الأربعة لدى الشيعة الجعفرية، بالإضافة إلى كتاب نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي من أقوال ومكاتبات علي بن أبي طالب «رضي الله عنه»، فإنك تجد ذات التوجه في الخطاب: إلى المسلم والمسلمين، ولا تجد ذِكراً لمفردات أو اصطلاحات مثل «إسلامي» و«إسلامية». لماذا يا ترى غابت مثل هذه اللفظة، أي الإسلامية، عن كتاب الله التام الكامل: «وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرَّطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون» الأنعام الآية 38 .. وكذلك عن المصادر الرئيسة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل لأن لفظة «الإسلامية» غير صحيحة لغوياً، مثلاً؟ ليس الأمر كذلك، بل إنها صحيحة كل الصحة من الناحية اللغوية البحتة، ولكن لأنها لا تؤدي نفس المعنى الذي يراد له أن يصل إلى متلقي الخطاب.. من هو متلقي الخطاب؟ إنهم المسلمون، أي أولئك الأفراد الذين اعتنقوا الإسلام ورضوا به ديناً، فمن آمن بالإسلام يقال له «مسلم» وليس «إسلامياً»، ولذلك فإن الله تعالى يقول: «إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات...» إلى آخر الآية «الأحزاب، الآية 35»، وليس «الإسلاميين والإسلاميات والإيمانيين والإيمانيات»، والعياذ بالله، فأنت حين تقول «إسلامي» أو «إيماني»، فإنك تنسب «الشيء» إلى الإسلام أو الإيمان باعتباره منتمياً إليه من حيث التبعية. ولكن ما ينطبق على «الشيء» لا ينطبق على «الفرد»، لأن الفرد يؤمن «بالشيء» أو العقيدة أو الدين ولايتصف بها فقط.. فلذلك حين تقول «مسلم»، فإنك تعني أن هذا الفرد الموصوف بهذه الصفة «آمن» بالإسلام الذي أصبح جزءاً من «ذاته»، وبالتالي من شخصيته وسلوكه.. وكما أنك لاتستطيع أن تصف الشيء «كل شيء ما عدا الإنسان» بكونه «مسلماً»، فلا تقول، مثلاً، جامعة مسلمة أو معهد مسلم أو كتاب مسلم، فإنك أيضاً لايجوز أن تصف الشخص الذي آمن بالإسلام بكونه «إسلامياً»، لأنه «ذات» وليس مجرد شيء يلحق بآخر.. كل ما عدا الإنسان من الممكن أن يوصف بالإسلامية، أما الإنسان ذاته فهو لايوصف إلا ب«المسلم» حين يقيم أركان الإسلام الخمسة.. فعن ابن عمر «رضي الله عنهما» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان»، رواه البخاري ومسلم. قد يقول قائل، هنا: إننا بعض الأحيان نقول: «المجتمع المسلم» ولانقول «المجتمع الإسلامي»، رغم أن المجتمع مفهوم وليس فرداً. بكل بساطة نقول، هنا: إن وصف المجتمع ب«المسلم» راجع إلى أن المجتمع عبارة عن «أفراد» وبالتالي فالمجتمع المسلم هو ذاك الذي يتكون من أفراد مسلمين، وليس صفة للمفهوم بذاته. ولتوضيح هذه النقطة لنضرب مثلاً بالقرآن الكريم.. هل نستطيع أن نقول: إن كتاب الله «كتاب إسلامي»؟ من المستحيل أن نفعل ذلك، لشيئين أو سببين: السبب الأول هو أن الإسلام ينتمي إلى القرآن من حيث هو مصدره الرئيس، ثم السنة النبوية المشرفة بطبيعة الحال.. والسبب الثاني هو أن صفة «الإسلامية» تُطلق على «الأشياء» والعلاقات «كل ما عدا الإنسان».. فهل القرآن الكريم «شيء»؟ فالقرآن الكريم، كما اتفق على ذلك أهل السنة والجماعة، هو كلام الله، وهو غير مخلوق، وبالتالي فإن كلام الله ليس شيئاً، لأن كل شيء مخلوق، وكلام الله من صفاته وليس من مخلوقاته، «قالت ربِّ أنَّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر، قال كذلك الله يخلق ما يشاء، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون» «آل عمران، الآية 47.. هل نقول إذن: إن القرآن الكريم «كتاب مسلم»؟ ذاك لايجوز أيضاً من ناحيتين، الأولى أنه أساس الإسلام ذاته، والثاني أنه ليس ذاتاً بشرية.. إذن كيف يمكن أن نصف القرآن الكريم؟ لا يمكن القول في هذه الحالة إلا أنه كلام الله الأبدي السرمدي، كتاب المسلمين ودستور الإسلام وكلمة الله إلى العالمين، ولانصفه بما اعتدنا عليه من أوصاف متعلقة بالأشياء والأمور والعلاقات والذوات البشرية، أي بما هو مخلوق. إذن، «الإسلامية» صفة تطلق على الأشياء والعلاقات، وخاصة في العصر الحاضر، وذلك للدلالة على انتماء هذه الأشياء والعلاقات إلى الإسلام بصفته ديناً وحضارة، فيقال الحضارة الإسلامية، المعمار الإسلامي، الفلسفة الإسلامية «بمعنى أنها نتاج العملية الحضارية الإسلامية في التاريخ»، الفقه الإسلامي «بتعدد الاجتهادات»، التاريخ الإسلامي، الخلافة الإسلامية «منظوراً إليها تاريخياً وليس معيارياً»، وهكذا.. فكيف نفسر إذن إطلاق بعض الأفراد على أنفسهم صفة «الإسلامية» فيقال: إن هذا الفرد «إسلامي» وذاك الكاتب «إسلامي»، ونحو ذلك، رغم أن مثل هذه الصفة لاتطلق على الذوات، فالفرد، كما قلنا آنفاً، هو «مسلم» أو «غير مسلم» ولا ثالث لذلك.. هنا نجد نوعاً من الفوضى المفهومية في إطلاق مثل هذه الصفات، وبالتالي، وكما قلنا في المقالة السابقة، تداخلاً في المعاني له أثره غير السليم على الإدراك والوعي «الظاهر والباطن»، ومن ثم السلوك القائم على مفاهيم ومسميات لاتعكس المحتوى أو لاتعبر عن المضمون، فتكون النتيجة نوعاً من الحجاب بين المفهوم والسلوك من ناحية، وبين الواقع التاريخي من ناحية أخرى، مما يشكل أزمة وإشكالات حضارية ومجتمعية، الفرد والمجتمع في غنى عنها.. والحقيقة، وإن كانت مُرَّة وصعبة على النفس، فإن اللغات الأوروبية المعاصرة أكثر دقة في التعبير عن واقع الحال والصفة العاكسة أو المعبرة عن المعنى، من لغتنا العربية المعاصرة، لا لعيبٍ في ذات اللغة، ولكن لعيبٍ مستخدميها وعدم قدرتهم على التماهي مع حركة الواقع، ومن ثم استيلاد مفاهيم معبرة عما استجد وليس عما أصبح تليداً. هذه اللغات أكثر دقة وحيوية وحركية، حتى بالنسبة لتلك الأشياء التي تهمنا أفراداً وجماعات وحضارة، قبل أن تشكل لهم هاجساً وجودياً.. ففي اللغة الانجليزية، مثلاً، تجد أن كلمة Islam يتفرع عنها العديد من الصفات الدقيقة ذات الدلالة الدقيقة لأشياء دقيقة لاتحتمل إلا معاني واضحة الدلالة إلى حد بعيد.. فصفة Islamic ليست هي ذاتها Islamist، وليس هي ذاتهاMuslim.. فالكلمة الأولى Islamic يمكن ترجمتها إلى كلمة «إسلامي»، وهي وصف للأشياء والعلاقات النابعة من حضارة وثقافة الإسلام، سواء تعلق الأمر بشأن ديني بحت أم حركة تاريخية أو اجتماعية.. أما الكلمة الثانية Islamist فيترجمها البعض إلى «إسلامي» أيضاً، مع أن هذا خلط مفهومي كبير له أثر بالغ على السلوك بالتالي.. فإذا كان مصدر الكلمة الأولى هو الإسلام Islam، فإن مصدر الكلمة الثانية هو Islamism حيث تضاف إلى «ازم»ism هنا، والتي إذا لحقت بمفهوم أو كلمة ما حولتهما إلى معنى مختلف.. فالإسلام Islam هو دين، ولكن حين تضاف إليه هذه ال«ازم» فإنه يتحول إلى معنى «الأيديولوجيا» أو مذهب معين، وفرق بين الدين والأيديولوجيا. ولكننا، في لغتنا العربية المعاصرة، لانفرق أو نهتم بالدقة حين الترجمة أو حين توليد مفاهيم جديدة فنطلق صفة «إسلامي» على المنتمي للإسلام أو المنتمي إلى «الإسلاميزم».. وفرق بين المفهومين، فالأول «الإسلام» دين إلهي موحى به إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، والثاني «الإسلاميزم» هو «أدلجة» للدين بحيث يتحول من كونه ديناً إلى مذهب معين من أجل هدف معين.. أما كلمتا Islamite «قديمة» وMuslim فتطلقان بصفة أخص على الفرد، أو مجموعة الأفراد «دولاً أو مجتمعات» التي تعتنق الإسلام ديناً وليس مذهباً مؤدلجاً Doctrine.. لذلك، فإذا كانت كلمة «مسلم» تدل على الفرد المعتنق لدين الإسلام، و«إسلامي» تدل على الشيء أو العلاقة أو الأمر المتعلق بالإسلام وحضارته وتاريخه، فإنه لابد من إيجاد الصفة المناسبة لصاحب ال«ازم» ism، ونحن لانجد أفضل من تعبير «إسلاموي»، حيث ال«و» الزائدة تقوم مقام ال«ازم»، ونحن في ذلك لانبتكر جديداً، إذ إن هاتين الكلمتين، «الإسلاموي» و«الإسلاموية»، قد استخدمهما كثير من الكتاب للدلالة على نفس المعنى. لذلك، عندما يصف الفرد نفسه بأنه «إسلامي» «إسلاموي» فإنه لايقصد أنه «مسلم» فقط، بل يتجاوز ذلك ليقول، عن وعي أو غير وعي، إنه لاينتمي إلى «الإسلام» فقط بل إلى «الإسلاميزم» أو «الإسلاموية».. وقد لايعرف الكثيرون ممن يطلقون على أنفسهم هذه الصفة مثل هذا المعنى لها، اعتقاداً منهم أن المسألة سيان، ولكن التحليل الدقيق يوصلنا إلى هناك فرقاً بين قول الفرد: أنا مسلم، وبين أنا إسلامي، ومن ثم فرق بين «الإسلام» وبين «الإسلاموية».. فالإسلام، دين الخالق لكل الخلق، بسيط وواضح ولا يحتاج إلى تعقيدات لاهوتية «كما في المسيحية»، أو ممارسات طقوسية متشابكة للإيمان به وممارسته، أو إضافات مغالية«كما يفعل البعض» ما أنزل الله بها من سلطان.. فأركان الإسلام خمسة لا لبس فيها ولا تعقيد، أما خلاف ذلك فقد لخّصه لنا الأقدمون من السلف.. فقد قال أبو داود في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري: يكفي الإنسان لدينه أربعة أحاديث: «الأعمال بالنيات»، و«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، و«لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه»، و«الحلال بيِّن والحرام بيِّن».. وقال الإمام أحمد: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمر «إنما الأعمال بالنيات»، وحديث عائشة «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وحديث النعمان بن بشير «الحلال بيِّن والحرام بيِّن». وعن ابن مسعود قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لايحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأنّي رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة»، رواه البخاري ومسلم. وعن ابن عمر «رضي الله عنهما»، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى»، رواه البخاري ومسلم.. ما نريد قوله هنا أن الإسلام واضح، بيِّن، بسيط، ولأجل ذلك انتشر بين الشعوب والأمم، ولأجل ذلك أيضاً استوعبت حضارات تلك الأمم، دون أن يفقد أصوله، لأن هذه الأصول واضحة بسيطة.، ولكن ما هي «الإسلاموية»، أو «الإسلام المؤدلج» (ولانقول المسيس)، أو حتى «الإسلام المحزبن» (من حزب إن صح التعبير)؟ حقيقة لا أملك جواباً لمثل هذا السؤال لأننا لسنا بصدد «إسلاموية» واحدة ولكن عدة «إسلامويات».. فإذا كان دين الإسلام مبنياً على أركان وأصول واضحة وثابتة وبسيطة «بغض النظر عن الإضافات اللاحقة التي قد تتفق مع هذه الأصول أو تختلف معها»، فإن كافة «الإسلامويات» لايجمعها إلا عامل مشترك واحد ألا وهو «الأدلجة»، أو «التمذهب الأيديولوجي» (تفريقاً له عن الاجتهاد والمذاهب الفقهية ذات الطبيعة المعرفية)، أما المضمون فهو يصل إلى التضارب في بعض الأحيان، إن لم يكن في أغلبها.. وإلا، فدلوني، عافاكم الله، ما هو المضمون المشترك ل«إسلامية» (إسلاموية) حكمتيار وشاه مسعود وحركة طالبان في أفغانستان أو «الأخوان المسلمين» و«الجهاد» و«الشوقيين» وغيرهم في مصر، أو «حزب التحرير» و«حماس» وغيرهما في الأردن وفلسطين، أو جبهة الإنقاذ والتنظيمات «الإسلامية» المسلحة في الجزائر، أو.. أو.. أو. ونحن هنا نتحدث عن «إسلامويات» أهل السنة، أو هم يقولون ذلك، غير ناسين «إسلامويات» أهل التشيع، ولنفترض أنهم يختلفون عن بقية «المسلمين» على هذه الأرض من حيث إنهم «أكثر إسلاماً»، فلماذا إذن يقاتل بعضهم بعضاً، ويقتلون بعضهم البعض، ويبغضون بعضهم البعض في أفضل الأحوال، رغم أن حديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم الآنف واضح ودقيق: «لايكون المؤمن مؤمناً...» الحديث؟ اعتبروها أسئلة ساذجة من إنسان ساذج، ولكن أجيبوا عليها وأريحونا وأريحوا أنفسكم، هدانا الله وإياكم. ويجب ألا يفهم من الحديث السابق أننا ضد هذه الحركات أو الأحزاب لأنها كذلك «أي أحزاب وحركات»، إذ أن لها كل الحق أن تكون بهذه الصفة، وتعبر عن مواقفها وأهدافها ورؤاها، ولكن ليس لها الحق أن تدعي أو تقول باحتكار الإسلام وتفسيره وتأويله دون غيرها من المسلمين.. بل إن كل تنظيم أو حركة من هؤلاء يقول باحتكار الإسلام صراحة أو ضمناً، حتى في وجه «رفاق» آخرين من ذات الحركات ومن ذات الحركة بعض الأحيان.. إنها حركات سياسية، ولا عيب في ذلك ولا تثريب، ولها الحق في التعبير عن نفسها، ولكن بشرطين يفرضهما وجود المجتمع واستمراريته، وليس أي سلطة من السلطات،أحدهما أن يعلموا أن «الله أعلم» وبالتالي فإن كل معرفة بشرية هي معرفة ناقصة، أي نسبية، ومن ثم فإنه كما أن لهم الحق في معرفة الإسلام من زاويتهم فإن لغيرهم ذات الحق، أما الحق المطلق نفسه فهو لصاحبه، أي الحق سبحانه.. والثاني هو طرح أنفسهم على أنهم «أحزاب سياسية» ذات أهداف سياسية، وذاك شيء مشروع، لا على أنهم «حركات إسلامية» ذات مبادئ دينية وعقيدية بحتة، لأنهم بذلك يقعون في «العلمانية» التي يقاتلونها ويتبرؤون منها، وهم في الحقيقة لها ممارسون. إذا كان الله جلَّت قدرته رباً للجميع، وهو كذلك، فدين الإسلام للجميع، فلا «تبعضوه» ولا «تحزبوه»، وكفانا استهانة بأنفسنا وولغاً في دماء بعضنا، قبل أن يستهين بنا الآخرون، ويلغوا في دمائنا، فنصبح على ما فعلنا نادمين.