دعا الرئيس السوداني عمر البشير المعارضة إلى إجراء محادثات بهدف تجنب المصادمات في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أبريل المقبل، بعد أسبوع من تهديد المعارضة بمقاطعتها. وقال البشير لدى مخاطبته افتتاح دورة جديدة للمجلس الوطني (البرلمان) أمام النواب "نرغب في انتخابات بدون عنف، أدعو كل الأطراف للحوار بهدف تهيئة الأجواء اللازمة لإجراء الانتخابات". ودعا الرئيس السوداني القوى السياسية إلى ضرورة "مد جسور التعاون بينها، والابتعاد عن الممارسات الخاطئة والعنف من أجل مصلحة الوطن حتى يقدم السودان للعالم نموذجاً في الممارسة الدستورية الراشدة". وكان أكثر من عشرين من أحزاب المعارضة فضلاً عن الحركة الشعبية لتحرير السودان شريك حزب المؤتمر الوطني في الحكومة قد هددت الأسبوع الماضي في ختام مؤتمر عقدته في جوبا بمقاطعة الانتخابات ما لم ينفذ الحزب الحاكم سلسلة من الإصلاحات.. وتتضمن الإصلاحات تشريعاً يكفل استقلال وسائل الإعلام وإصلاح قوات الأمن السودانية التي تتمتع بسلطات واسعة..على صعيد آخر حمل مسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان (الحزب الحاكم بجنوب السودان) الجيش السوداني مسؤولية التصعيد في التوترات القبلية بالإقليم التي أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص. وقال أتيم سايمون ضابط الاتصال بالحركة الشعبية: إن رئيس الحكومة الإقليمية لجنوب السودان سلفاكير ميارديت عقد مؤتمراً صحفياً وأنحى باللائمة على الجيش السوداني في أعمال العنف التي وقعت بولاية جونقلي، وذلك "بتشكيل ميليشيات وإصدار أوامر لها بمهاجمة المواطنين". وأضاف سايمون لوكالة رويترز :لا شك أن هذه أسلحة من القوات المسلحة السودانية، مشيراً إلى أن الجيش الشعبي لتحرير السودان صادر أسلحة ويملك أدلة على أنها جاءت من الشمال"..بدوره قال حسين مار نيوت نائب حاكم ولاية جونقلي: إن أعمال العنف الأخيرة في الولاية أسفرت عن مقتل 23 شخصاً على الأقل وإصابة 21 آخرين في غارات بسبب الماشية بين قبيلتي مونداري ودينكا بور. وأضاف أن الوضع متوتر حالياً وأن الطريق بين جوبا عاصمة الجنوب وبور مغلقة الآن بسبب الكمائن التي توضع على جنباتها.. وشهدت الفترة الماضية تصعيداً في التوترات القبلية في الجنوب للاستيلاء على الماشية وباتت الهجمات أكثر تنظيماً على القرى، وتقدر الأممالمتحدة أنها قتلت 1200 شخص هذا العام.