برنامج جوجل الجديد “باز” Buzz هو أداة تواصل اجتماعي تم تطويرها بواسطة شركة “جوجل” ويهدف إلى تقويض موقعي “تويتر” و”فايس بوك” الاجتماعيين.. بل ولعل جوجل في طريقها لأن تحتل مكان مايكروسوفت.. وبرنامج أداة “باز” قادر على التطفل واختراق عنوان بريدك الالكتروني مع قدر كبير من الحرية في تجاوز خصوصيتك. فإذا كنت مثل الملايين المستخدمين ل “جي ميل” فإنك قد تكون شاهدت باندهاش بروز صورة الوقواق المفاجئة على بريدك الألكتروني . وحينما تدخل عنوانك البريدي تظهر إليك دعوة “حاول باز في جي ميل؟” “try Buzz in Gmail?”. كذلك ليس هناك أي شرح ما يعنيه “باز” لكنك إذا ضغطت على “حاول” try فإن نافذة ستنفتح أمامك لتقرأ فيها أنك تتابع عددا من الأشخاص وهؤلاء الأشخاص يتابعونك أيضا. وبعدها تظهر سلسلة من أسماء وعناوين معارفك بالطريقة نفسها على موقع “تويتر”. كانت شركة جوجل قد وضعت برنامج “باز” كخيار لمستخدمي “جي ميل” ضمن قائمة خياراتها لكن الآن أقحم “باز” في “جي ميل” كي يكون منافسا لموقعي “فايس بوك” و”تويتر” المنافسين. قد يتسبب هذا الاقتحام لبريدك الالكتروني قدر من الحرج للأشخاص الذين تجمعك بهم علاقة شخصية أو مهنية عبر البريد الالكتروني. ولعل إقدام جوجل على هذه الأداة هو نتيجة للشعور بالغيرة تجاه ازدهار الموقعين الاجتماعيين “فايس بوك” و”تويتر” تحت بصرها وهذا ما دفعها للسعي إلى إيقافهما قبل أن يصبحا قويين. تماما كما كان فعل “بيل جيتس” مع موقع التصفح “نيت سكاب”. ففي عام 1995 تنبه بيل جيتس وشركاه لصعود موقع التصفح “نيت سكايب” الذي اكتسح العالم مما جعل متصفح مايكروسوفت “انترنت اكسبلورر” مهمشا. فأقدمت شركة مايكروسوفت على مهاجمة “نيت سكايب” لا من خلال إنتاج برنامج أفضل منه، فحسب، بل من خلال جعل برنامج “انترنت إكسبلورر” جزءا من برنامج التشغيل “ويندوز” وهذا ما جعل المتصفح متوفرا من دون طلب تحت يد أي من مستخدمي الكومبيوترات. وهذا ما سمح لشركة مايكروسوفت إبعاد “نيت سكايب” عن طريقها.. والآن تستخدم جوجل “جي ميل” من خلال إقحام برنامجها “باز” من دون أي ضجة أو إعلان رسمي سعيا لإبعاد شركتي “فايس بوك” و”تويتر” عن الطريق كما يبدو، بحسب ما جاء في الجارديان البريطانية مؤخرا. وكان بيل جيتس قد قال ذات يوم “إن جوجل هي الشركة الوحيدة التي تذكره ب “مايكروسوفت” في بداياتها”.