كلية النفط والمعادن من الكليات العملاقة التي تعد منجزاً من منجزات الوحدة المباركة، افتتحها فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح في ديسمبر من العام 1996م واستمرت ترفد الشركات النفطية بالدفعات المتدربة والمؤهلة، ومازالت حتى اللحظة بأقسامها الثلاثة: الجيولوجيا الهندسية والنفط والغاز والاقتصاديات وإدارة النفط تخرج العديد من الكوادر المؤهلة.. صحيفة “الجمهورية”وفي تتبعها لشوامخ المنجزات التقت بالدكتور خالد علي مجور الذي أطلعها على الكثير من التطورات التي تشهدها الكلية وشهدتها على مدار الأربع عشرة سنة الماضية هي كل عمرها. منجز عملاق إن من خيرات الوحدة المباركة ومنجزاتها العملاقة صرح كلية النفط والمعادن التي تعد الكلية الوحيدة في بلادنا، وقد نشأت الكلية في العام 1996م تحت رعاية فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح الذي افتتحها رسمياً في ديسمبر 1996م، وكان هذا حدثاً كبيراً بالنسبة للمحافظة ومنجزاً رائعاً لتنمية العلم والثقافة في المحافظة النائية التي كانت محرومة سابقاً في جانب التعليم وبالذات التعليم العالي، وقد أنشئت لتلبية حاجة البلاد من الأيدي الماهرة في مجال النفط والتعدين، وطبعاً لم تختر محافظة شبوة عبثاً أثناء إنشاء هذه الكلية فيها، وقد أنشئت بعد دراسة دقيقة وتحت إشراف خبراء من الأساتذة الأكاديميين في جامعة عدن، وبالتعاون مع مجموعة خبراء من جمهورية العراق الشقيقة، وقد حدد الموقع الحساس للكلية نتيجة لقربها من مصادر النفط في البلاد، ومعروف أن شبوة غنية بنفطها وغازها ومعادنها، ولهذا السبب أنشئت كون المناطق لا تبعد كثيراً عن مركز الكلية، وإن أقصى نقطة بعيدة تصل من ثمانين إلى تسعين كيلو متراً، وطلابنا في حقول النفط والمعادن. إقبال كثيف ويضيف الدكتور/خالد مجور في سياق حديثه بالقول: في البداية أنشئت الكلية على قسمين هما قسم الجيولوجيا الهندسية، وقسم الاقتصاديات، وإدارة النفط والدراسة، لمدة أربع سنوات يخرج الطالب حاملاً شهادة ويستطيع بعد الحصول على الشهادة أن يتأهل في الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه، وبالعودة إلى نشأة الكلية فإن أول عميد لها هو الدكتور/علي محمد مجور الذي يرأس مجلس الوزراء في الوقت الحالي، وقد كان رئيس اللجنة التأسيسية لكلية النفط والمعادن، وقد كان الإقبال على الكلية في البداية ضعيفاً كون الكلية مجهولة على غالبية الطلاب، لكن بعد تخرج الطلاب والدعايات الإعلامية للكلية في الصحف والمجلات والوسائل الإعلامية بمختلف أنواعها، أضحت تستوعب الكثير من خريجي الثانوية العامة، وللمقارنة فإن أول دفعة التحقت بالكلية في العام 1996م بلغت أربعين في قسم الجيولوجيا، وثلاثين طالباً في قسم الاقتصاد وإدارة النفط، وحالياً بلغ عدد الطلاب في قسم الجيولوجيا وحده ثلاثمائة وستين طالباً، وفي الاقتصاديات مائتين وخمسين طالباً، ناهيك عن قسم النفط والغاز المفتتح حديثاً، ومازال الإقبال يتكاثف حتى عملنا معايير في المعدلات الثانوية واختبارات القبول، ومازلنا نسعى جاهدين مع رئاسة جامعة عدن إلى إنشاء أقسام أخرى تنضوي تحت كلية النفط والمعادن، وللعلم فإن قسم النفط والغاز رائع سوف يقوم بتأهيل خبرات جيدة للعمل في الشركات النفطية والغازية في البلاد. مركز حاسوب ثم يستطرد عميد النفط والمعادن قائلاً: بعد أن أنشئت الكلية تم الاتصال مع رئاسة جامعة عدن، وبجهودها المبذولة تمكنت الكلية من الحصول على فرصة بناء سكن داخلي للطلاب يتسع لمائتين وأربعين طالباً ويتكون من أربعة طوابق أو أدوار ويضم خمسين غرفة بالإضافة إلى صالات للمذاكرة في كل دور ومطابخ واسعة في كل طابق، وقد لبى هذا السكن احتياجات الطلاب لكن ليس التلبية الكاملة كون عدد طلاب الكلية يصل إلى حوالي تسعمائة طالب، وبقية الطلاب بحسب ظروفهم يستأجرون في مدينة عتق، كذلك بالسعي المستمر والجهود المبذولة من قبل العمادة والاتصال برئاسة الجامعة تمكنا من الحصول على فرصة بناء قاعة مؤتمرات ومحاضرات كبرى سميت بقاعة الرئيس/علي عبدالله صالح وتتسع لأربعمائة طالب وطالبة، وهناك توسعات أخرى في الكلية حيث أنشأنا مركز حاسوب يخرج طلاباً حاملين شهادة دبلوم سنتين، وهذا يخلق فرص عمل لكثير من طلاب الثانوية العامة كفنيي حاسوب، وسوف يلبي هذا المركز احتياجات السوق في محافظة شبوة، وبالذات الدوائر وفروع الوزارات في المحافظة، كما أننا إلى جانب الحاسوب وفرنا مكتبة كبيرة تلبي احتياجات الطلاب الباحثين وترفدهم بالمراجع العلمية والأكاديمية القيمة، ونحن نثريها باستمرار بالمراجع الحديثة، ونقوم بالتواصل مع الجامعات الأخرى كجامعة الملك فهد التي حصلنا منها على مراجع قيمة، وكذا جامعة الملك سعود في الرياض التي تم التوقيع معها مؤخراً تحت إشراف دولة رئيس الوزراء، وقام بتوقيع الاتفاقية الدكتور/عبدالعزيز حبتور رئيس جامعة عدن، وقد فتحت آفاقاً واسعة من التعاون مع كافة الأقسام العلمية المنتظرة في جامعة الملك سعود وتحديداً قسم النفط والغاز والجيولوجيا الهندسية. تطور مستمر وعن مستوى تطور كلية النفط والمعادن ومستوى الإقبال الشديد عليها تحدث بالقول: إن كلية النفط والمعادن تقدم برنامجاً علمياً رائع المستوى، كما أنها الكلية الوحيدة على مستوى اليمن، ولهذا السبب صارت قبلة لمعظم الطلاب الراغبين الالتحاق بالأقسام المختلفة من مختلف محافظات الجمهورية، وإذا تحدثنا عن النسب فإن كلية النفط تضم طلاباً من كل أنحاء الجمهورية، وفيما يخص الكادر التدريبي فإنه كادر رائع جداً ويوجد العديد من الدكاترة حاملين لقب استاذ مساعد، وخريجين من مختلف جامعات العالم الشرقية والغربية، وعددهم أحد عشر دكتوراً “استاذ مساعد” وستة يحملون لقب مدرس وبقية الطاقم بدرجة معيد.. أعضاء هيئة تدريس مساعدة، والعديد منهم تخرجوا من جامعات الهند وماليزيا وسوريا والجزائر ومصر، وترتقي الكلية في أنشطتها المختلفة، فنحن نسعى في كل عام على عقد دوري داخل الكلية، وأحياناً دوري مع بعض المرافق الحكومية في المحافظة، وقد أنشأنا عدة ملاعب للكلية للقدم وكرة السلة بجانب السكن، حتى نشغل أوقات الطلاب خلال الفترة المسائية وننمي قدراتهم ومواهبهم في الأنشطة الرياضية والثقافية بعيداً عن تعاطي القات والسجائر، وقد لبت هذه الأنشطة هوايات وميول الطلاب المبدعين. منافسة قوية وأضاف الدكتور/خالد بالقول: هناك الكثير من الطلاب الذين تخرجوا من الكلية والتحقوا بالشركات النفطية، ويخضعون للمنافسات مع خريجين من دول أخرى، والحمدلله فإن الكثير من طلابنا قد نجحوا بالالتحاق في الشركات الغازية والنفطية، وأعدادهم كبيرة سواء في محافظة شبوة أو حضرموت والمهرة وبيحان وصافر، وكلية النفط تسعى دائماً لتأهيل طلابها رغم أن مستوى الدعم متواضع من السلطة المحلية، ونحن نسعى باستمرار للفت أنظارهم لهذا الصرح فيلبون الدعوة حيناً وأحياناً أخرى لا، لكننا نسعى جاهدين إلى الرقي بمستوى مهارات الطلاب بكل الإمكانات المتاحة، وفي الجانب التطبيقي فإننا نعمل للطلاب تطبيقات معملية في الكلية، وخلال الفترة الأخيرة استطعنا التواصل والترتيب مع الشركات النفطية العاملة في محافظة شبوة، وتحديداً شركة “ONV” وأويل سيرش وقد بدأت الدفعة الأولى من الطلاب بالتطبيق الفعلي والعملي في الحقول النفطية، وهذا يعد فخراً لنا فطلابنا بدأت الشركات تقبلهم والبرنامج مفتوح مع الشركات أسبوعياً أو شهرياً وقريباً سيتم الاحتفال بالخريجين من الكلية ونحن سعداء جداًَ بذلك لتزامن فرحة التخرج مع الذكرى العشرين لوحدتنا المباركة، وكذلك الذكرى الأربعين لتأسيس جامعة عدن، ونحن سعداء جداًَ بهذا الحفل الذي سيقام قريباً إن شاء الله بحضور العديد من الوزراء منهم الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي ونائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين أبو راس ووزير السياحة نبيل الفقيه والدكتور عبدالعزيز حبتور رئيس جامعة عدن، وعدد الطلاب المتخرجين هذا العام مائة وأربعون طالباً سيتم تكريمهم في هذا الحفل وهذه الفعالية التي تعد الأولى من نوعها، وسيكون الحفل جميلاً ورائعاً ثم اختتم حديثه بالقول: نهنئ الشعب اليمني بالذكرى العشرين لتوحيد الوطن الحبيب بعد تمزق دام طويلاً، وهذا يعد منجزاً خالداً، كما نهنئ القيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير علي عبدالله صالح، ونقول له إننا سائرون على درب محبة الوطن ولن نفرط في وحدتنا المباركة مهما كلف الثمن.