الأعوام التي انقضت من عمر اتحاد العيسي في نسخته الأولى شهدت توترات بين أندية النخبة، وانقسمت، وتباينت في تعاملها مع رئيس الاتحاد الكروي، كل حسب مصلحة ناديه.. وتعرض أحمد العيسي لسهام النقد الذي طاله شخصياً بسبب موضوعي، أو باندفاع من أقلام تم تزييف الحقائق لها عن شخصية الرجل، فانجرفت مع تيار الناقدين بغير وضوح رؤية، ولاروِّية وتثبُّت. .. وفي النسخة الثانية لإتحاد العيسي تحسنت العلاقة تحسناً ملحوظاً مع تلك الأندية التي كانت قد تفجرت الخلافات بينها وبينه في أول عام انتخابه وآخر موسم كروي ينظمه في الدورة الأولى.. وحدث انفراج في التعامل مع الصحافة الرياضية، ونضجت إدارة العيسي وتشكلت لديها الخبرة الملائمة للتعاطي مع الاستحقاقات المحلية والقارية، وتمكنت من تمتين جسور العلاقات مع الاتحادات العربية والخليجية بصورة خاصة.. وكبرت مسئولياتها ومهامها بعد اتساع طموح وآمال الرياضيين اليمنيين في استضافة (خليجي 20). .. التعثرات التي وقع فيها اتحاد العيسي تؤكد أنه يعمل ويخطئ، ومن حق الصحافة الرياضية توجيه النقد البناء للاتحاديين، ولكن ينبغي أن لايتم التعامل معها بتصعير الخد، أو اعتبارها فورة انفعال وغضب من الأقلام الرياضية التي تدرك حجم الكوارث الكروية التي يصعب على الجماهير الرياضية احتمالها ومقاساتها جراء سوء اختيار اللاعبين، والمدربين في منتخباتنا الوطنية. .. اتحاد العيسي مطالب بأن يكون شفافاً مع الصحافة الرياضية، وأن لاينتقي الإعلاميين انتقاءً للوساطة والقرابة والعلاقة، بل للكفاءة والخبرة، والمهنية، وأن يدرك أن النقد الذي يطال أداء أعضائه، ولجانه يصب في التقييم والتقويم، فالأخطاء لايمكن السكوت عنها، وبخاصة إن كانت بحجم الفظائع الكروية التي انتهت بها مشاركتا منتخبي الناشئين والشباب.. إضافة إلى التخبطات في الدوري وكأس الرئيس وبطولة كأس الوحدة، من حيث مواعيد انطلاقها الغامض، ومخصصات الأندية، وبعض الأخطاء المصاحبة لكل بطولة، فلاتزال تلك الأخطاء الفادحة ترتكب موسماً بعد موسم من ذات اللجان الاتحادية. .. إذاً.. فالنقد الذي يتعرض له اتحاد العيسي لايعني أن هذا الاتحاد فاشل كلياً في أداء مهامه، كما لايعني أن الصحافيين يتربصون به، ويحصون أنفاس أعضائه، وعثرات لجانه.. ولايحق للاتحاديين إطلاق تهمهم على الأقلام الناقدة الجريئة مادامت تتناول قضايا وتتحدث عن أخطاء خطيرة العواقب، وليس من الإنصاف إلصاق تهمة(الارتزاق) بإعلاميين قالوا كلمتهم الشجاعة، وأبوا الصمت الذي يجعل صاحبه (شيطاناً أخرس). .. الحقيقة التي يجب الإيمان بها من الجميع تتمثل في تنقية الشوائب العالقة في أذهان المعنيين بالنقد، وتصويب مفاهيمهم التي تربط بين النقد البناء والطرح الشجاع، وبين رغبات شخصية للصحفيين.. حتى أن الأخطاء تم التغاضي عنها.. وهو مادفع أصحابها إلى التمادي، وإبداء اللامبالاة كلما انبرى قلم جريء يكشف المستور، ويصدح بالحق في الصحافة الرياضية.. ويقابل من أمثال هؤلاء المتورطين في الفساد إلى شحمتي آذانهم بالقول: (ينقدنا لأننا لم ننقده)!! وهذا ربط فاسد.. وخلط مفسد.. ينبغي على الاتحاد الكروي الفصل بين النقد النصوح، والمدح الممجوج، والقدح الذي خاطبه الشاعر ابن الرومي بقوله: ومن عجب الأيام أنك تبتغي المهذب في الدنيا ولست مهذبا وقول شاعر آخر حين قال: وغير تقيٍّ يأمر الناس بالتُّقى، طبيب يداوي الناس وهو عليل وبإيجاز، فإن الحكمة العظيمة لمن كان قبلنا من الحكماء العرب الشعبيين تؤكد: «اوعى الغرور يركبك، أصل الغرور بطَّال».