أكد فخامة الرئيس عبدالله غُل، رئيس جمهورية تركيا عمق ومتانة العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط تركياباليمن.. مشيراً إلى ان هناك إرادة سياسية وحرصاً تاماً من البلدين لتطوير هذه العلاقات المتميزة والارتقاء بها إلى أعلى المستويات. جاء ذلك في مقابلات مع فضائيتي اليمن وعدن وصحيفة “26سبتمبر” نشرتها في عدد خاص أصدرته أمس بمناسبة زيارة فخامة الرئيس التركي لليمن. وأعرب فخامة الرئيس غُل عن سعادته لزيارة اليمن ولقائه بأخيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية. وقال: «زيارتي لليمن تاريخية؛ لأنه في تاريخنا وتاريخ العلاقات اليمنية - التركية يقوم لأول مرة رئيس جمهورية تركيا بزيارة اليمن وهو ما يكسب الزيارة أهمية تاريخية». لافتاً إلى زيارة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح لتركيا كانت هي الأخرى مهمة وتاريخية وفتحت آفاقاً كبيرة للتعاون بين البلدين والشعبين. وأضاف: «إننا نولي العلاقات بين بلدينا الشقيقين أهمية كبيرة ولذلك حرصنا أن يرافقنا فيها وفد كبير من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال المستثمرين».. معرباً عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في فتح الطريق أمام المزيد من آفاق التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين. وأوضح الرئيس التركي أن هناك العديد من الملفات التي سوف يتم بحثها خلال الزيارة من بينها تشجيع الاستثمار والتعاون الاقتصادي والعلمي وتقديم المساعدات التركية لليمن. وقال: «تركيا تتمنى كل الخير لليمن.. وهي تؤيد وتدعم وحدته وأمنه واستقراره وتقدمه الاقتصادي والاجتماعي لكي يحتل دوره في المجتمع الدولي». وأضاف: «يجب أن نكون مع بعض يداً بيد نسهم في تنمية اليمن وتنمية اقتصادها وإمكاناتها المهمة جداً للمنطقة، فاليمن ذو نسبة سكانية عالية في المنطقة، وعندها الكثير من المواهب، وتزخر بالكفاءات الموجودة، ولذلك يجب أن تستثمر جميع هذه الطاقات لتطوير اليمن واقتصادها». وأشاد فخامته بالتجربة الديمقراطية اليمنية.. معتبراً أن أية خطوة تقوم بها اليمن للارتقاء بمفاهيم الديمقراطية والإصلاح الاقتصادي تعد مهمة وتؤثر على استقرار المنطقة، كما تتيح للأجيال المقبلة العيش برخاء وعز ورفاه، وهو ما نتمناه لليمن من صميم أعماقنا.. وأكد الرئيس التركي مساعي بلاده لتطوير علاقاتها مع اليمن في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية، حيث تفكر جدياً بإقامة منطقة صناعية متكاملة في اليمن وتأسيس مدرسة مهنية لتأهيل الصناعيين اليمنيين، إضافة إلى أن منظمة التعاون التركية ستكون في اليمن قريباً لدراسة أية إمكانات موجودة للاستثمار في اليمن. وقال: «هدفنا من زيارة اليمن على رأس وفد كبير من رجال الأعمال توجيه رسالة إلى العالم أجمع مفادها أن المناخ الاستثماري في اليمن مهم وجيد ومن الممكن أن يفيد أي رجل أعمال إلى اليمن ويعمل براحة وكفاءة في هذا البلد»ے. وفي شأن آخر أشار فخامة الرئيس عبدالله غُل إلى وجود اتفاقية بين تركيا والجامعة العربية لإنشاء منتدى عربي - تركي لترسيخ العلاقات بين العالم العربي وتركيا.. معتبراً هذه الخطوة مهمة وإضافة جديدة لهذه العلاقات التي يجب أن تنمو بالشكل الجيد والمثمر لمصلحة جميع الأطراف.. مبيناً أن علاقات تركيا التجارية مع المنطقة العربية جيدة وزاخرة. وأكد فخامته أن تركيا لا تسعى للعب دور معين في المنطقة غير أنها تركز على إصلاح نظامها الداخلي اقتصادياً وسياسياً وثقافياً.. وترى أن السلام والأمن والاستقرار يجب أن يسود في عموم المنطقة بحيث ينعم الجميع بالفرص التي تؤهلهم للرقي باقتصادياتهم وواقعهم الاجتماعي. ورأى فخامته ان اسرائيل باعتدائها على الشعب الفلسطيني واعتدائها على نشطاء سلام عزّل من السلاح في المياه الإقليمية قد اختارت الابتعاد عن السعي إلى السلام، في حين أنها ستكون المستفيد الأكبر في حالة إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقال: "ان اسرائيل تعلم ما عليها أن تفعله إذا أرادت تطبيع علاقاتها بتركيا".. مبيناً ان الاعتذار عمّا حدث وتعويض أسر الضحايا في الحادث ورفع الحصار عن المناطق الفلسطينية أمور يجب أن تكون في الحسبان. وأكد أن تركيا تسعى لتطوير علاقاتها مع العراق والإسهام في نهضته، كما ترحب بأي دور فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني يكون له الأثر في تخفيف حدة الصراع والوصول إلى الأهداف المرتقبة.. وأكد فخامة الرئيس التركي أن بلاده ترفض سياسة المحاور والتخندق، وترى أن دول المنطقة لها سيادتها وقراراتها الخاصة بشؤونها وهي تحترم خصوصياتها.. مؤكداً أنه ليس هناك أي سباق أو تنافس بينها وبين إيران أو غيرها، وإنما تسعى إلى أن يكون الاستقرار والسلام هو سيد الموقف في المنطقة وفي جميع دول العالم. وفيما يخص مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أكد الرئيس التركي أن محاولة تركيا الحصول على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي لايتعارض أبداً مع علاقاتها مع المنطقة العربية إطلاقاً، بل تتقاطع في مصالح وتكون مكملة لبعضها.