استكمالاً لمسلسل إخفاقاتها في نهائيات كأس آسيا الأخيرة تواصل المنتخبات الخليجية أداءها الهزيل وخسائرها المتوالية داخل وخارج أراضيها وسط تعجب وذهول جماهيرها ونحن أيضاً. التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم أثبتت علو كعب منتخبات مغمورة وأخرى إمكاناتها محدودة مقارنة بنظيراتها الخليجية التي كلما تقدم الآخرون خطوة في طريق التطور ابتعدت هي خطوات وبدلاً من معالجة تراجعها المخيف في المستوى والنتائج تكتفي بالعويل وتحميل المدربين المسئولية الكاملة!!.. عجيب أمر هذه المنتخبات فقد توافرت لها كل العوامل والإمكانات اللازمة للفوز لكنها كمن يحشر نفسه داخل علبة كبريت لاتتناسب مع حجمه ، لكنه بغباء يصر على حشر نفسه داخلها..! مايحصل لكرة الخليج لم يكن مجرد كبوة لكنه إخفاق استمر معها عشر سنوات, لم تستطع فيه السعودية أو أياً من شقيقاتها الخمس الفوز بكأس آسيا في ثلاث بطولات ، بينما تمكن العراق من نيلها بجدارة بمنتخب شاب متوسط أعمار لاعبيه 22 عاماً. موازين القوى تغيرت موازين القوى الكروية تغيرت وخاصة في آسيا, وأصبحت تصب لمصلحة من يعمل أكثر مما يتكلم وينظِّر, فكانت النتائج مثمرة,.. اليابان تتسيد«آسيا» ومعها كوريا الجنوبية فضلاً عن نديتها بل وتجاوزها لمنتخبات أوروبية,وهذا أمر لم يعد مفاجئاً, مايفاجئنا هو منتخبات كتايلند والأردن وحتى لبنان كيف استطاعت أن تفرض نفسها على خارطة كرة القدم الآسيوية وهي التي لم تكن قبل سنوات قليلة شيئاً مذكورا. ألا يتساءل الخليجيون لماذا تطورت تلك المنتخبات؟! في اعتقادي أنهم يتجاهلون طرح سؤال كهذا.. لإن إجابته بالتأكيد مخجلة لهم!! إنهم يغالطون أنفسهم ويقبلون بفتات النقاط.. شاهدنا مؤخراً كيف أغدق اتحاد الكرة السعودي على لاعبيه بالمكافآت حين فازوا على تايلند وكيف بالغ بالفرح لانتصار وحيد تحقق بعد عام من الجفاف حيث لا نتائج تستحق الذكر ولا أهداف رغم كوكبة من النجوم ليرتد الفرح سريعاً عليهم بتعادل مع عمان كانت الأخيرة مستحقة فيه للفوز بأدائها المتميز واللافت غير أن الحظ انحاز للمنتخب السعودي ولكن إلى حين, فليس من عادة الحظ ملازمة الفاشلين طويلاً. قطر.. الإسراف لايضع إنجاز ولايختلف حال«قطر» كثيراً عن شقيقتها الكبرى, فهي تنفق بإسراف على منتخب خليط من أجناس وأعراق مختلفة بينهما طبعاً لاعبين قطريين, فضلاً عن بنية رياضية مهولة ومواكبة إعلامية لم ولن يحظى بمثلها المنتخب البرازيلي بجلالة قدره وعظمة نجومه.. ورغم كل ذلك فإن«العنابي» مازال يراوح مكانه يغالط جمهوره حين يجعل من الانتصار على اندونيسيا إنجازاً غير مسبوق!!.. وحين يصف تعادله السلبي مع«البحرين» في أرضه وبين جماهيره تعادل بطعم الفوز.. كما وأنه بقياداته الطموحة لايفكر بالتأهل إلى المرحلة القادمة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم عبر الفوز على المنتخب الإيراني وكأنه شيء مستحيل, لكنه يعول كثيراً على نتيجة المباراة بين البحرينواندونيسيا ويتمناها قليلة الأهداف للبحرين.. ولكن ماذا لو سجل لاعبو البحرين أكثر من ثمانية أهداف؟! أو دك لاعبو إيران مرمى قطر بنصف دستة من الأهداف؟!! أما إذا حدث العكس وتأهل العنابي , فهل سيركن كثيراً على الحظ؟ ربما!! الأبيض.. مشوار إخفاقات إن الحديث عن الإخفاقات يقودنا إلى صاحب الخسائر المدوية والمشوار الطويل المتعثر, الأبيض الإماراتي الذي لم يتعاف من حالة الفرح الهستيرية التي عاشها بعد فوزه بكأس خليجي«18» ليدخل في دوامة فشل ذريع ولم يخرج منها رغم إطاحته بمدربين اثنين والثالث لاحقاً بهما عما قريب. دائماً يبرر القائمين على اتحاد الكرة الإماراتية إخفاقاتهم بتبريرات واهية تتنافى مع حجم الإعداد والميزانيات وحتى المكافآت الخيالية المصروفة للاعبين كتلك التي تم صرفها للمنتخب الفائز بخليجي (18) بعد انتظار طويل! ليس ثمة إنجازات حقيقية تذكر للكرة الإماراتية ويبدو أن الأشقاء الإماراتيين اعتبروا التأهل لنهائيات كأس العالم«90» إنجازاً خارقاً للعادة, وعنده توقف الطموح وماتبقى سوى تصريحات رنانة تسبق أي استحقاق قاري أو إقليمي وسرعان ماتحضر التعليلات والوعود. موج البحر لايعد بخير آه يالأزرق ياموج البحر.. قادت هذه العبارة التي يختص بها الجمهور الكويتي منتخب بلادهم إلى فوز معنوي جاء بعد سبات طويل وتمثل في إحرازه لبطولة غرب آسيا الودية ثم إلى انتصار كبير.. خليجي 20 وللمرة العاشرة. فرحة الانتصارات الكويتية اصطدمت بنتائج مخزية في بطولة آسيا فكان الخروج المذل من الدور الأول, وهاهو الأزرق الآن في موقف صعب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بعد خسارته من لبنان ( المفاجأة) حيث تعلق مصيره بمباراته مع كوريا الجنوبية القوية بعد ثلاثة أشهر. تقول الأرقام أن«الأزرق» أول منتخب يصل إلى نهائيات كأس العالم في العام 1982م وهو المتربع على عرش الكرة الخليجية بعشر بطولات وماعدا ذلك فليس ثمة مايوعد بخير. البحرينعمان.. كرة جميلة أما بالنسبة للبحرين وعُمان فإن ماتحقق لهما حتى الآن ليس مرضٍ تماماً لكنه قياساً على إمكاناتهم يعتبر مقبولاً ويكفي أنهما يقدمان كرة جميلة.. وليس بالإمكان أفضل مما كان. لماذا لايتعلمون؟! هل تتعلم المنتخبات الخليجية من التجربة الأردنية الرائعة التي جعلت من منتخب الأردن رقماً صعباً في آسيا؟ ولماذا لاتبحث عن إرادة كتلك التي يمتلكها المنتخب العراقي الذي تجاوز كل إمكاناته وظروفه البائسة وهاهو يصنع الفرح لشعب أنهكته الصراعات الطائفية وخلافات الساسة.. شعب يستقبل صانعي أفراحه الرياضيين بإكليل الورود ثم يواجه الموت الغادر غير آبهٍ به!! طفرة رياضية مهددة على الخليجيين الخروج من جلباب الطفرة الرياضية التي عاشوها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.. والتخطيط الجيد والعملي للمستقبل فالجماهير لايمكن أن تظل أسيرة إنجازات تحققت في زمن كانت خلاله معظم دول آسيا غير مكترثة بكرة القدم ولاتهتم بها لذلك استطاعت منتخبات الكويت, الإمارات, السعودية تحديداً دخول التاريخ الكروي.. وهي الآن مهددة بالخروج عبر بوابته العريضة.