“تعز ألوان الحياة.. تعز سيرة اللون” هذا المشروع الجمالي النبيل انطلق من خيال فنان متخصص وجزء من رسالته للدكتوراه وبأبعاده يتوجه في نطاق الفن في خدمة المجتمع هناك مبدعون أكثر إجادة وأكثر موهبة سيخلقون فضاءً إبداعياً وسيضعون حالة إبهار ووشم في الذاكرة الجمالية ل«تعز» الأيقونة مبدعون أكثر قدرة وتفاعلا ومهارة في التعامل مع الخامات عن تعز الألوان الحياة، تعز بشارة اللون المفردة، القصيدة النغمة، المسرحية، كل هذا تربى عليها صديقنا وزميلنا الفنان الدكتور مفيد نعمان اليوسفي في بيته الأول “الجمهورية” منذ العام 1977م كرسام كاريكاتوري وناقد فني ومخرج صحفي عزيزنا مفيد الإنسان يفتح لنا طلاسم وتمائم المشروع التربوي الجمالي في هذا البوح واللقاء: مشروع تدريب فني يستهل الدكتور الفنان مفيد اليوسفي حديثه بالقول: مشروع تعز ألوان الحياة مشروع تربوي جمالي خالص المعنى الجوهري وكانت فكرة المشروع ستطبق مع بداية الثورة الشبابية في إبريل 2011م وكانت تواجهنا تحديات من حيث الإمكانات بحيث كنا سنعمل على تدريب أطفال في مرحلة التعليم الأساسي والثانوي من المواهب. ونعرفهم على الخامات، بالإضافة إلى تدريب متطوعين من المعلمين والمعلمات المختصين بمادة التربية الفنية، وبسبب الأوضاع التي عاشتها تعز والظروف السياسية ثم جدد المشروع بدعوة من الأخت بشرى المقطري التي دعتني لإلقاء محاضرة حول حضور الصورة في الثورة على خيمة تجمع الشباب التقدمي وتناقشنا في الأمر واتفقنا على تنظيم ورشة “تعز ألوان الحياة” وبدأت الاستعدادات والتواصل مع داعمين أو متطوعين لتوفير خامات العمل وكنا مخططين لاستهداف أطفال في سن خمس سنوات حتى 16 والبرنامج كان غنياً جداً ويستهدف إنتاج ملفات بوسترات تعبر عن أوضاع الطفولة ونستعيد كثيرا من مفرداته ومن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ونترجم الظروف التي عاشتها البلاد وخصوصاً تعز وللأسف أجلت الفكرة للمرة الثانية بعد الاعتداءات التي كانت تتعرض لها ساحة ومدينة تعز عموماً ثم عاودنا المشروع للمرة الثالثة خلال شهر إبريل الماضي، بهدف نبيل وتم التواصل مع شباب متحمس وشرحت لهم الفكرة وأهدافها التربوية وتلفت أحد الشباب العاملين في مجال الدعاية والإعلان بكيفية العمل التطوعي الجماعي والفكرة أخذت بالتطور. ويضيف الدكتور مفيد: كما وصلني شعار بسيط من ذلك الشاب وشجعت الشباب لإنشاء صفحة على الفيس بوك لتكون واجهة العمل ووجهنا رسائل للبحث عن داعمين بدون شروط وخاطبنا مدير مكتب التربية بعزمنا التواصل مع المدارس من أجل تدريب الأطفال بغرض فرز الموهوبين ونزلنا إلى مدارس معاذ والحمزة و30 من نوفمبر وهذا أعطانا مؤشرات للحماس للتجاوب مع الفكرة. أهداف وقال: وكما تعلمون أن مادة التربية الفنية مادة أساسية ومهملة منذ عدة سنوات وغياب المعلمين المؤهلين في هذا المجال. واتسعت أهداف المشروع بأن يستهدف مناصرة مادة التربية الفنية وإعادة الاعتبار لها وتجويد الأنشطة المدرسية المختلفة وفتح المجال أمام الطفولة للتشبع والحصول على جرعات جمالية؛ لأن تعز عانت كغيرها من المحافظات القبح الذي ساد المشهد اليمني بعبارات سيئة وتكدست القمامة وتلوث الشارع والجدران العامة بعبارات سيئة فأهملت الطفولة.. أيضاً من أهداف المشروع المطالبة بافتتاح كلية التربية الفنية والفنون الجملية بجميع تخصصاتها؛ لأن تعز تمتلك فضاء ثقافيا وكثافة بشرية وعددا كبيرا من الشباب على مستوى الجمهورية من المواهب، لهم الحق في التأطير والحصول على التخصص العلمي في هذا المجال.. وخريجو هذه الكلية لن يكونوا بطالة أو عالة على أسرهم أو على المجتمع سيساهمون في تجميل حياتنا وفي أسوأ الأحوال سيمارسون أنشطتهم كمبدعين أو ينتقلون إلى العمل في دول الجوار. البحث عن دعم المشروع أخذ مساحة من الجدية وكنت حريصا على تدريب المجموعة فأوضحت لهم أبعاد وجماليات المشروع؛ لأن التربية الجمالية والفنية في المدارس تنعكس بحضوره على الشارع كسلوك وخلال بحثنا عن الداعمين حرصنا على عدم التواصل مع منظمات دولية أو محلية؛ لأن الكل يعرف أهدافها وعدم تخصصهم، كما حرصنا على إنعاش ثقافة المبادرة خاصة في محافظة تعز“المدينة” والتي غابت عن مجتمعنا وتواصلنا مع الشركة الوطنية لصناعة الطلاء ومشتقاته وخلال أسبوع وصلنا رد ايجابي واشترطنا عدم وضع إشارات تخص الشركة.. كالتزام أخلاقي على ضرورة النزول للشارع لبدء العمل. سور الشعب العظيم كان السور الأول المستهدف هو سور مدرسة الشعب حاولت أن أسجل أهداف المشروع الذي هو تعز “ألوان الحياة” وتعرف الناس أن هناك ألوانا غير الرمادي، غير هذا القبح السائد من خلال مزج الألوان وتعريف الناس أن الحياة غنية وثرية والإنسان اليمني غني بروحه، بأدبه، بموروثه.. السور كان عنيفا لأنه حجري واكتشفنا أن هذا السور لم يرمم منذ إنشائه عام 1964م وهذه المدرسة قدمتها الاتحاد السوفيتي هدية إلى اليمن..وأباح السور عن سر “الجودة في المعمار والصدق في إنشاء هذا المشروع، وكنا على عناق وحب لهذا السور الذي استقبلنا وكانت ألواننا تزيح الرمادي عنه.. وعن خطة المشروع قال اليوسفي: خطة المشروع مدروسة وتصاميمه مدروسة أيضاً؛ لأن تعز مدينة مفتوحة لكل اليمنيين تحتفي بالموروث اليمني بكل تاريخه، واليمن بالنسبة لتعز ساحة تنساب فيها تعز بكل مبدعيها. ترجمة بصرية المرحلة الثانية للمشروع تهدف إلى إيجاد ترجمة بصرية لمضمون النشيد الوطني للشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان، بالإضافة إلى تكريم رموز من الشعراء والمفكرين والروائيين من خلال رسم جداريات تضم صورهم وبعض إنتاجاتهم من خلال فن الجداريات, وهذه المرحلة ستتجه صوب جبل صبر وما يحمله من دلالة وأبعاد بالنسبة للمدينة والمحافظة. المرحلة الأخيرة خلال الفترة القادمة وبعد إنجاز هذه المرحلة سنتجه إلى المدارس كمتخصص وأستاذ دكتور في جامعة إب قسم التربية الفنية أستاذ تاريخ الفن والتصوير الزيتي، لإعداد كوادر من المعلمين والمعلمات في هذه المادة وأهميتها العلمية والتعليمية ضمن البرنامج الدراسي، إلى جانب وجود بعد ومدى من النور يستطيع أي خريج من التعليم الثانوي أن يمتلك الموهبة في جامعة تعز فالعملية التنموية بحاجة إلى هذا النوع الفريد والنوعي ضمن سياسة تنويع التعليم. ترجمة جوهر المشروع ضمن مراحل مشروع تعز لون الحياة أو سيرة الحياة أو تعز وشاية اللون، مسميات متعددة ولكنها تحمل مدلولا واحدا. منذ فترة وأنا أعمل لترجمة بصرية لكلمات النشيد الوطني من خلال ملصقات وجداريات ولوحات تحمل لونين بطريقة البوستر وفي هذا المجال أنجزت مقاطع من النشيد الوطني مشتملة الخط العربي وخط المسند الحميري، إلى جانب استعارة رموز من حضارتنا اليمنية القديمة من نقوش ودلالات نحاول أن نقدم رؤية بعدية ذات بعد وطني وهوية وطنية تؤكد خصوصية اليمن حتى نعيد العلاقة للجيل الجديد بتاريخنا القديم والموروث اليمني الأصل. تكريم الشعراء والأدباء ومن ضمن هذه الجزئية تم تكريم عدد 30 شاعرا وروائيا وأديبا من خلال رسم صورهم وتقديمهم من خلال أبرز إنتاجاتهم كالفقيد الشاعر الكبير عبدالله البردوني سنقدمه من خلال قصيدته التي تحدثت عن حصار السبعين يوم مشاركة كل أبناء اليمن ونسعى من خلال ذلك تحقيق نوع من الإبهار البصري.. وكذا سنحاول إظهار عبدالله عبدالوهاب نعمان وسلطان الصريمي وأيوب طارش والمحضار والمرشدي زيد مطيع دماج وغيرهم. جرعات جمالية ويضيف: بقدر الإمكان سنعمل على إضفاء جمال على جمال جبل صبر وستكون ألواننا متناغمة مع خصوصية جبل صبر وتم رصد عدد من المواقع، ولن نتجاوز المساحات بين متر ونصف المتر إلى مترين ونتوقع إنجاز كافة المشروع خلال عام. إعادة الاعتبار للفنون ويشير إلى أنه وضمن خطة المشروع سينطلق في المدارس حتى الجدول اليومي للتعليم الأساسي بواقع حصتين أسبوعياً والثانوي حصة كل أسبوعين.. وسيكسب الأطفال والناشئة العديد من المهارات بغية خلق تذوق جمالي لديهم.. ويؤكد اليوسفي أن المشروع غير ربحي؛ لأن المشروع أصبح يتعرض لهجوم وتحويله عن مساره وأهدافه التي وجدت من أجله.. محذراً من استنساخه من قبل أشخاص انتقلوا من مربع السياسة إلى مربع الإبداع، الفن والجمال والمشروع بمشيئة الله ماض لاستكمال أهدافه ودعا مفيد ورحب بكل المجاميع للنزول لتلوين تعز بشرط عدم تشويه وجه المدينة. خاتمة نعلن تضامننا مع تجهيز مراحل وأهداف وتوجهات هذا المشروع الذي أصبح ملكا لأبناء الحالمة، المدينة الباسمة المظلومة، حيث هناك محاولات لاستنساخ وتحويل هذا المشروع وهناك سؤال بحجم أحلام تعز.. لماذا يتم التربص بأي مشروع أو فكرة حلم تخص تعز!؟