مدينة القاعدة هي امتداد لمدينة “سهفنة”، التي اجتاحها فيضان القرن السادس الهجري والتي كانت مركزاً للعلم والعلماء، والسهفنة تقع في الضاحية الشمالية الغربية لمدينة القاعدة وتعرف اليوم بمنطقة السفنة, ومدينة القاعدة تقع على الطريق الرئيسي بين صنعاء- تعز – عدن وتعد ثاني مدن محافظة إب وتقع على الطريق العام صنعاءتعز ويصل عدد سكانها إلى أكثر من خمسمائة ألف نسمة. ويقال: إن مدينة القاعدة قد سميت بهذا الاسم لما كانت تمتاز به في القدم كمركز تجاري هام يربط بين محافظات الجمهورية, حيث كانت محطة وقوف للبضائع التجارية القادمة من وإلى العاصمة صنعاء, إضافة إلى أنها تتوسط عددًا من القرى والوديان الزراعية الخصبة وهذا الموقع جعل المدينة مركزاً تجارياً رائجاً يشتهر سوقه الأسبوعي حتى وقتنا الحاضر، والمعروف بسوق “الثلوث” الذي يتوافد إليه الباعة قبل انعقاده بيوم من مختلف مناطق اليمن بأشهر منتجاتها الزراعية والحرفية، الى جانب الحيوانات وكانت الفترة الذهبية للمدينة في فترة الانفتاح اليمني على الواردات التجارية الواصلة الى عدن في أوائل خمسينيات القرن العشرين. لكن ارتباط اسم تنظيم القاعدة باسمها قبل بضعة سنوات جنى عليها وأدى إلى إهمالها فذبل جمالها، وتحولت شوارعها وأزقتها إلى أوحال ومقالب قمامة, حيث أضحت مثاراً للتهكم والتندر سواء على المدينة أو على أهلها، وأضحى من ينتمي إلى هذه المدينة سواء في داخل الوطن أو خارجه يتعرض للتندر، بل إن المسافرين من المدينة إلى خارج اليمن يتعرضون للمساءلة أحياناً بسبب اسم المدينة المكتوب على جوازاتهم، وحتى المغترب حين يتواصل مع أسرته يلغي اسم مدينته، ويخاطبهم على اعتبار أنهم من محافظة أب او من مديرية ذي السفال، ولا يمكنه ذكر مدينة القاعدة أثناء اتصاله بأهله وأقاربه، مع العلم أن مدينة القاعدة من المدن السياحية التجارية الجميلة، لكن الإهمال مع الأسف اعتراها، فتحولت إلى مقلب قمامة، ونتمنى من الجهات ذات العلاقة ان تعطي جل اهتمامها لهذه المدينة التي بدأت جاذبيتها تتلاشى يوماً بعد يوم. مدينة مظلومة وبفعل اكتظاظ الهجرة الداخلية الى المدينة وارتفاع عدد السكان، ومع شحة المياه قل ذلك النشاط، ويبلع عدد سكان المدينة حوالي خمسمائة ألف نسمة، فيها ثلاث مدارس ثانوية والعديد من المدارس الابتدائية ومعهد مهني ومستوصف طبي وفيها مشروع مياه اهلي قديم، ومياه المدينة غير عذبة شديدة الملوحة كمدينة تعز وفيها “مشروع مجاري” متعثر منذ ثماني سنوات وهذا يعتبر المشكلة الأساسية التي يعاني منها سكان مدينة القاعدة وهي المجاري الطافحة في معظم شوارع المدينة التي تحولت من مركز تجاري إلى مستنقع كبير للأمراض والأوبئة والحشرات الضارة والكلاب وغيرها, خاصة منذ ما يزيد عن عامين وما تم من عبث في شوارع المدينة تحت مسمى مشروع الصرف الصحي، وفي فرع مؤسسة المياه حسب قول سكان المدينة. وفي هذا الصدد قال الشيخ محمد عبدالله قاسم بن سيبان: لا يوجد في اليمن مدينة أكثر ظلماً وخذلاناً من مدينة القاعدة بالرغم من كبرها وتزايد عدد سكانها وتوسع العمران فيها لكن ذلك التوسع قوبل بإهمال طيلة عقود. مشيراً الى أن الحفر والعبث في الشوارع وطفح المجاري في معظم حارات وأحياء المدينة وشوارعها أصبح يهدد بكارثة بيئية تستهدف سكان المدينة وفي مقدمتهم الأطفال بالرغم من أنه تم تسليم مشروع تنفيذ المجاري لأكثر من شركة وصرفت باسمه مليارات الريالات ولا أنهم تركوا المدينة وحالها بدلاً من العبث في شوارع المدينة وحاراتها حتى صارت مجاري المنازل تصب في الشوارع واصبحت المجاري تعيق المارة من سكان المدينة وزائريها ناهيك عن الأطفال وطلاب المدارس وكذا البضائع والخضروات المعروضة في أسواق المدينة التي اصبحت غارقة وسط القمامة ومياه الصرف الصحي. وأضاف: حتى المقابر لم تسلم من المجاري الطافحة في شوارع المدينة. انتشار الأمراض والأوبئة من جانبه قال الأخ عبد المجيد هزاع: إن الوضع الحالي لمدينة القاعدة قد تسبب في انتشار الأمراض وإن طفح مياه الصرف الصحي في شوارع المدينة وبالذات داخل الأسواق التجارية قد تسبب كثيراً في تدني عملية البيع في معظم المحلات التجارية وإقبال المواطنين خاصة القادمين من المديريات المجاورة لغرض التسوق , مشيراً الى ان مدينة القاعدة بدءاً من أبنائها الذين جمعتهم الجغرافيا الوطنية من الجهات الأربع ليجدوا أنفسهم في مدينة “محرومة” تعيش خارج التنمية، غارقة بالتخلف والفساد والحرمان حتى من الخدمات الأساسية وما من أحد قد مثلها أو تحدث باسمها أمام الجهات الرسمية وأفلح في تغيير النظرة الدونية لهذه المدينة، لكن سرعان ما تتحسن أوضاع أشخاص على حسابها ويتحولون إلى عوائق دون نهضتها والاهتمام الرسمي بها. وأضاف قائلاً: وزادت مخلفات الدجاج الطين بلة، حيث أضحى مذبح الدجاج المطل على الخط العام والقريب من مدرسة عائشة للبنات خطراً كبيراً على البيئة، وعلى المنازل الكائنة حول ذلك المذبح الذي تتصاعد من خلاله الروائح النتنة التي سببت الكثير من الأمراض الغريبة على قاطني تلك الحارة مع أن المدينة المسكينة لا ذنب لها سوى اسمها الذي كانت تعتز به ذات يوم، لكن إن شاء الله يتم اجتثاث تنظيم القاعدة الإرهابي الذي بمجرد اجتثاثه سيعود للمدينة عافيتها ورونقها ونظافتها. مدينة منسية من جهته تحدث الأخ محمد علي صالح قائلاً: مدينة القاعدة من المدن المنسية، على الرغم من أنها من المدن القديمة ذات الشهرة الواسعة منذ القدم وتعد ملتقى بين محافظتين هامتين هما ابوتعز، وأضاف: مجاري الصرف الصحي التي تمر (في الهواء الطلق) من أمام المنازل تصيب الاسر بالأمراض ومع ذلك لم تعمل الدولة على حل هذه المشاكل منذ سنوات. رسالة عاجلة الوضع الذي تعيشه مدينة القاعدة يتطلب من الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها السلطة المحلية بالمحافظة ضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة واللازمة لإنقاذ المدينة من حالة البؤس والتدهور ومن كارثة بيئية في حال استمرار تدفق البيارات في أزقة وشوارع المدينة وتوفير احتياجاتهم من الماء والكهرباء واستكمال مشروع المجاري.