هاهو شهر رمضان يقترب من النهاية ، وهاهي خيوط الرحيل الموجعة تنساب من بين جوانحنا وأعماق قلوبنا رغماً عنا ، وهاهو الرحيل الذي لاسلطان علينا في تأخيره يسير وفق السنة الإلهية في الشهور والأيام ، وهو رحيل يزيدنا شوقاً للقاء في عودة قادمة بعد طول عمر إن شاء الله . وفي رمضان تنتعش الحياة وتدب الحركة في كل واقف ومتجمد عن ممارسة الرياضة طوال العام ويخرج الكثير إلى المساحات الفارغة أو الملاعب المناسبة لممارسة الرياضة بل وترى الكثير ممن يحب الرياضة يمارسها بعد صلاة الفجر حتى إذا اشتدت حرارة الشمس عاد وانكفأ على فراشه ونام نوماً عميقاً فقد لايقوم إلا مع أذان المغرب. في رمضان أقيمت عدد من البطولات الرياضية ، وهى أنشطة جميلة ورائعة أن تقام لتنظم عملية مشاركة الآخرين الذين لهم دهر متوقفين عن ممارسة الرياضة وحتى تتاح الفرصة لمن لم يشارك طوال العام مع ناديه أن يجد له مكان في رمضان في بطولات قد لا ترتقي لمستوى الدوري العام لكنها في النهاية أشبعت رغبة الممارس للرياضة أنه يمارس هوايته . لكن ما ينبغي أن نطرحه ونحن نودع رمضان بكل حسرة وألم أن نقف مع أنفسنا كرياضيين ونقيم مستوى وأثر تلك البطولات التى أقيمت وصرفت لها مبالغ كبيرة هل كانت تلك البطولات هادفة ومخطط لها وماهو الأثر الذي ينبغي أن يعود علي الرياضة والأندية وممارس اللعبة ؟ السؤال هنا ليس من زاوية البحث عن المساوئ ولكنه من باب المصلحة العامة التي ينبغي أن نراعيها ونحن ننظم بطولات متعددة كما هو حاصل في رمضان بطولات قدم ، وكاراتيه ، وتايكواندو ، وشطرنج و...و...والخ لكن في النهاية ما هو الأثر الذي تركته البطولات تلك على الواقع العام للرياضة؟ أتذكر أن هناك بعض مدربي الفرق كان يستغل فترة رمضان “ليلاً” ويعد برنامجاً تدريبياً لبعض لاعبي فريقه الذي يدربه ويرى أنهم يعانون من نقص في جوانب مهارية وفنية أو يتطلب الأمر عمل جرع تدريبية مضاعفة لهم للوصول بهم إلى المستوى المطلوب مع الفريق فيعد برنامجاً لذلك وينفذه. طيب البطولات التى أقيمت هل استكشفت الأندية اللاعبين الموهوبين وعملت على استقطابهم إليها ، هل فكرنا في البحث عن نجوم في مرحلة مبكرة من الفئات العمرية ونبدأ نعدهم للمستقبل ؟هل عمقت العلاقة بين الأندية في بطولات مشتركة ولقاءات متبادلة ؟هل وهل وهل ..؟ أسئلة تطرح نفسها من خلال مشاهدة واقع الكثير لا يفكر إلا بما يمكن أن يستفيده من بعد البطولة هل في مكافآت أو هدايا أو أي حاجة تعود بالفائدة للمشارك وأكثرهم في رمضان لا يفكرون في الشهادات ولا في الميداليات والكؤوس بقدر ما يفكروا في الكسب المادي “فلوس”، غيرها يبلوها ويشربوا ماءها هكذا منطق البعض وقد يمزق البعض الشهادات أمام من منحوها لهم . بطولات مستمرة من سنوات لكن في الناهية لو جئنا نقيمها نجدها عبارة عن بطولة استرزاق فكثير ممن يتواجد فيها هم من العاملين في الجهة المنظمة ولكنهم في النهاية يحضرون حتى ينالهم جزء من الخير الذي الكل يرى أن رمضان الشهر المناسب في توزيعه من خلال تنظيم بطولة رياضية. أنا لا أمانع أن يبحث كل واحد عن تحسين ظرفه المادي لكن في الوقت نفسه نحتاج أن نحسن وضع الرياضة ويكون بصورة منظمة ومهدفة لا كما هو حاصل بطولات “سفري” أو “سندوتشية” تتم في أيام وانتهى كل شيء . نتمنى أن تلتقى كل الأطراف الرياضية قبيل رمضان بفترة وتخطط لبطولة شاملة كثير من الألعاب وتحدد لها الأهداف وتوضع الآليات والأساليب للتنفيذ وأن تقدم بطولات تنفع ويبقى أثرها طوال العام على الرياضة والأندية .. وهذه النقطة تحتاج إلى استمرار تواصل بين الأندية والاتحادات المعنية حتى يبدأ الجميع ينسجم مع الآخر . همسة للرشيد والطليعة : ناديا الطليعة والرشيد بتعز يمكن أن نطلق عليهما أنهما تؤمان من بطن نظراً للمميزات التى تميزهما عن الآخرين ، فالطليعة والرشيد يتواجدان في نطاق جغرافي واحد ولهما من الأعضاء من هذا النطاق الكثير فقد يكون في بيت عضو طلعاوي ، والآخر رشداوي وبينهما علاقة متميزة من سنوات وكان أحلى ما في الناديين أن الإدارتين متواصلتان معاً فما يظهر من معكر لصفو العلاقة يبادر العقلاء فيهما لحل الخلافات وتجاوزه .. فهل تتكرر الصورة بدلاً من استخدام الإعلام وسيلة لنشر ما يزيد الهوة والفجوة في العلاقات ؟! [email protected]