منير عوض تريد أن تحيا هكذا يزورك الناس كل ليلة ويقدمون وصاياك للأنبياء. لأنك لا تحب إلا العشب يبحث فيك الكلام عن عينيه تمرر في أغانيك فوضى كتلك التي يحفظها الأموات. حريص على الحزن لقد كبرت فيه ترضع من أشجاره المسنة تمشي على حد سكاكينه حاملا أسماءه كلها. وتتباهى بأحلامك الذابلة في صندوق قديم تجمعها كما يجمع طفل ألعابه المكسرة. هل تعرفت على فتاة واحدة قبلتك دون أن تدهس في قلبك عصفور، أو صديق ظلك بابتسامة ثم لم يرشد كائنات الليل إلى سريرك. أن تبقى خارج جلد الحيوان ترتق ثوب متسكع أو بعيدا عن حصص الجغرافيا تلقي درسا في الموسيقى للأعداء الطيبين أن تفتح باب منزلك نوافذه للمؤرخين متخيرا لهم الزاوية الأنسب للتقيؤ أو...أو... ماهو أقسى من الاحتمال أن تحيا هكذا من غير احتمال تربي فراخ الخوف تسامر كلاب المجهول تحافظ على أناقة الحزن تقلم مخالب الليل وحتى لايعرفك أحد من الذين تحبهم تدخل نار المغفرة وحيدا . تذكر: أنت أيضا تخطط للحب كما يخطط القانتون للموت لا شيء معك إلا دموع وردة وجراح فكرة مع هذا تحس بأنك تمتلك العالم العالم الذي لم تحلم يوما بعصب عينيه أو بتحريضه على البقاء داخل قضبان أغنية. يدرك الأصدقاء ضحكتك هي إحدى صديقات الهزيمة. والمزارعون يعرفون من راحتك خرائط الصقيع ويخرج الأموات من الكتب حالمين بحياة أوفر حظا إذ تهدي حبيبتك وردة. ربما لن يتنبه أحد إلى عينيك داخل كل واحدة حديقة وداخل كل حديقة ليل وداخل كل ليل حكماء كثر لم يعاودوا أدراجهم إلا بعد أخذهم ميثاقا مغلظا بعدم البوح بأسمائهم في قصيدة كهذه . لماذا لا تخرج من بين كلماتك فراشات خوفا من نار الواقع عصافير قلبك لماذا لاتغني تخاف من براءة الأطفال لماذا لاتزور مخيلتك أشجار الرغبة تخاف من تمدد الصحراء لماذا إذن لاتموت تخاف من مصادقة الأحياء أيضا ..؟! لست أكثر من عزلة تدلل نفسها ذاكرة تحتفي بأخطائها المميتة..