اعتبر نفسك شخصا محظوظا إذا كنت لا تشعر بالإحباط والملل خلال هذه الفترة من السنة، فالعديد من الناس يعانون من الاكتئاب الذي يعرف بالاضطرابات العاطفية الموسمية أو “كآبة الشتاء”. لماذا نشعر بكآبة في الشتاء؟ ربما لأننا نكره البرد! نكره أن يبدو كل شيء غير حيوي، ونكره أن نحبس أنفسنا وأطفالنا في المنازل، ونكره أن نخرج إلى العمل والشمس لم تشرق بعد. لذلك تقترح بعض الدراسات بأنه يجب على كل شخص أن يرسم خطة من أجل مساعدة نفسه على تجاوز هذا الشعور. وفيما يلي عشرة أمور قد تساعدك على تقبل هذه الفترة من السنة: 1 - أنر حياتك! وتعرض لأشعة الشمس لما لها من تأثير إيجابي على المزاج. أما إذا كنت تقضي معظم وقتك بعيدا عن أشعة الشمس، فتذكر أن تتناول مكملات فيتامين د لتعويض حاجة جسمك منه. 2 - انهض.. واترك الكسل! فللتمارين الرياضية دور كبير في تعزيز المزاج. ولنواجه الأمر الواقع! هيئ نفسك للقاء الربيع ومن ثم الصيف بملابس جميلة على جسد رشيق أو متناسق. 3 - اجتمع بالعائلة وبالأصدقاء! وتغلب على كآبة الشتاء، اخرج مع عائلتك أو زملائك وتناول معهم طعاما دافئا ولذيذا. اذهبوا سوية في جولة حول المدينة، فهذا يرفع المعنويات ويسعد القلب. 4 - تناول أطعمة ووجبات تمدك بالطاقة! تعمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة متوازنة من البروتين والكربوهيدرات المركبة على تعزيز طاقتك، لأن تغذية الجسم بطريقة صحية سيكون لها الأثر على الدماغ، وبالتالي على تحسن المزاج. 5 - غيّر طريقة تفكيرك! فإذا وضعت جل تركيزك على أن للشتاء أثرا سلبيا على حياتك، فأنت تخلق مزاجا يعكر صفوها في كل يوم غائم وبارد وكئيب. أبدل هذا الشعور بالتفكير باجتماع العائلة الحميمي حول المدفأة وشرب الشوكولاته الساخنة. 6 - زين بيتك! إنه موسم خشب القيقب (المأخوذ من شجرة جميلة المنظر) للمسات إبداعية في منزلك. اطّلع على مجلات التصميم الداخلي، وابحث عن أفكار جديدة ثم ابدأ بالصباغة أو تغيير أماكن الأثاث، مثل صبغ طاول الطعام الخشبية بلون جديد ومنعش. 7 - “اضحك للدنيا تضحك لك”! تابع برامج مضحكة (كوميدية)، أو شاهد مواقف أو مشاهد مضحكة، وابتسم لمن حولك. 8 - رتب رحلة للذهاب إلى الشاطئ! سواء حقيقة أم خيال. يمكنك أن تجمع قصاصات وصور لشواطئ رملية، وتقوم بإلصاقها على لوحة جدارية في منزلك، فهذا سيشعرك بالدفء. واترك الأطفال يساعدونك في إلصاق هذه الصور لتكون رحلة خيالية مثالية. 9 - مارس هواياتك المحببة! تجميع قصاصات من الصحف أو عمل شموع أو أي هواية قد يسعدك ممارستها. اعمل خطة يسيرة لقضاء يومك في أمر يفرحك ويشرح صدرك. 10 - كن إيجابياً! فالسلبية لن تحبطك وحدك فقط، بل إنها تؤثر على كل من حولك. اطرح مواضيع شيقة للنقاش أو قُص حكايات ممتعة حتى تضيء يومك دفئا وتنشره على من حولك. إذا كنت ممن يعاني من هذه المشكلة، فاعمل بجد لقضاء لحظاتك في أمور تمتعك وتسعد من حولك، فما هي إلا فترة لن تشعر بمرورها حتى يطل الربيع وتزهر الحياة من جديد. خاتمة: إن المؤمن ليتميز عن غيره بحسن صبره عند الضراء، وبجميل شكره عند السراء، وإن ما نجدُه ونحسه من شدة البرودة إنما هو نفس من الزمهرير، كما جاء في الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشدّ ما تجدون من الحر وأشدّ ما تجدون من الزمهرير)) ما أوقع ذلك في نفوس المتقين! وما أشد تأثيره على قلوب المخبتين! يحسون بذلك فيتذكرون الزمهرير، فيزيدهم ذلك إيماناً وتوبة وإقبالاً على رب العالمين. ومصالح العباد وحياتهم لا تصلح إلا بتعاقب الحالين، فالله حكيم عليم، لم يوجد شيئاً عبثاً ولم يخلق شيئاً محضاً، والشتاء ظرف يمكن تسخيره لطاعة الله، بل إن الواجب يحتم ذلك، جاء في مسند الإمام أحمد مرفوعاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: “الشتاء ربيع المؤمن”حسنه عدد من العلماء، وفي رواية فيها زيادة: “طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه” ضعفه بعض العلماء. وهاتان نعمتان فرط فيهما كثير منّا وهما يتيسران في الشتاء، ليحاسب كل واحد منا نفسه. فكم ليلةً قامها وكم يوماً صامه؟ ألا ما أعظم تقصيرنا! لقد كان سلف هذه الأمة رحمهم الله: “كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ {51/17} وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” فقوى إيمانهم وصدقه يقينهم، فاجتهدوا وكسلنا، وقاموا ونمنا، قدوتهم في ذلك الرسول الأعظم والنبي الأكرم عليه من ربه” الصلاة والسلام الذي كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه، وكان عمله دِيْمَةً على الدوام