- هنا في الشارقة لا تنطفئ الكهرباء .. لا ينقطع الماء .. لا تشاهد السلاح أينما تذهب ، لا توجد ثكنات عسكرية ولا نقاط تفتيش بعدد الحجر والشجر ولا بلطجية !! .. لا وجود لحمران العيون ومغتصبي الأراضي وقطاع الطرق .. لا كلفوت ولا عنكبوت ولا أثر لخبطات حديدية. - هنا لا يستوقفك رجل مرور لمجرد أنه لا يرتاح لشكلك ولا سحابة سوداء من عوادم الديزل تستظل بها أينما حللت .. لا توجد مطبات ولا حفر ولا طفح للمجاري ولا «نجعة» قات بطول لوحة رسام تتلطخ بها الطريق العامة .. والبعرة تدل على البعير!. - هنا الناس سواسية تنعم بإمكانات الدولة وخدماتها، فهنا تتحقق العدالة الاجتماعية والحكم الرشيد، هنا هم في الجنة ونحن على الدوام في محنة نلف ونجوب وما لقينا إلا وجع الرأس وما في فايدة .. متى «يلصو» متى «يجيء» الماء شغلنا الشاغل!!. - هنا تنعم بالنوم الهنيء وتفيق على زقزقة العصافير لا على صوت «المواطير» وصياح الأطفال على طوابير الماء .. «قلك» علموا أولادكم قد «احنا بنربيهم» أحسن تربية «شقى» و«جعثة» وكل هذا وأكثر في الحياة اليومية اليمنية .. وبكرة «يكبروا» ويبنوا اليمن الجديد. - هنا وهناك .. فارق يجعل الحياة عندهم ببساطتها هي الرفاهية كيف لا وقد جمعوا بين الماء والخضرة والكهرباء وعلى ذكر الخضرة .. أول ما تطل بك الطائرة على مشارف الإمارات وتنادي الناعمة بصوتها المضياف على مايكرفون الطائرة:«نحلق فوق أجواء الإمارات السبع».. وقتها الكل يقفز من على كرسيه ويتطاول برأسه إلى النافذة كما لو كان طفلاً يحلق بناظريه يميناً ويساراً يسابق ليرى ناطحات السحاب والأبراج وهي تخترق الغيوم والمفاجأة أن العين تنجذب للبساط الأخضر والأشجار الشاهقة المتوزعة في كل مكان كما لو كانت لوحة فنية. - البشر هنا في الإمارات ليس كما في بلادي الحبيبة..كل في سبيله يمضي واثق الخطوة يمشي ملكاً .. ونحن بكل «طلعة» و«خرجة» الأم مشغولة وفوق السجادة تدعي يااارب يرجع ابني بالسلامة. - هكذا بدأت رسالتي من الإمارات بسرد بعضاً من الواقع والفروقات وأعرف أن كل منا يعاني ويحلم أن يتغير الواقع وقامت ثورة شبابية لأجل ذلك، أطاحت بمن أطاحت ولكن تظل الأُمنيات جلها لم تتحقق .. إلى متى سنعيش القول المأثور القديم الجديد: (مستقبل أفضل .. ويمن جديد).