اتفقت وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية ورئاسة الشؤون الدينية بجمهورية تركيا على تبادل الخبرات والمعلومات في مجال حفظ وصيانة وترميم وتصوير كتب ومخطوطات التراث الإسلامي وإحيائها بالتحقيق والطبع والنشر ودعم وتطوير المكتبات.. وتضمنت مذكرة التفاهم التي وقعها أمس بصنعاء وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد ورئيس الشؤون الدينية بجمهورية تركيا الدكتور محمد كورماز، تبادل الخبرات في طبع ونشر المنشورات الإسلامية في الموضوعات التي تتعلق بالشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والتعليم الديني والحج والعمرة. كما تضمنت المذكرة رغبة واستعداد الجانب التركي للتعاون في إنشاء المساجد والمعاهد الدينية وملحقاتها وترميم وصيانة المساجد التاريخية في الجمهورية اليمنية حسب ما يتفق عليه الجانبان. وقضت بنود المذكرة بتبادل التشريعات والضوابط التي تتبع في البلدين لإحياء وإعمار المساجد للقيام بدورها الذي كانت تقوم به في صدر الإسلام كمراكز إشعاع علمي واجتماعي وحضاري، وتبادل التشريعات والأنظمة واللوائح المتعلقة بالدعوة والإرشاد والتعليم الديني، وكذا تبادل التجارب والوفود الزائرة من العلماء والمرشدين والوعاظ في هذا المجال. وبحسب المذكرة يتعاون الجانبان بالمشاركة في المسابقات التي ينظمها الطرفان في حفظ وتلاوة القرآن الكريم وتجويده وتفسيره والحديث النبوي والسيرة النبوية الشريفة وتبادل التدريب والبحوث العلمية وعقد الندوات والمؤتمرات، وتسهيل تبادل المنح الدراسية سنوياً بالمعاهد والمؤسسات في كلا البلدين، وحضور اللقاءات والمؤتمرات الإسلامية التي تنظمها الوزارتان والتنسيق في الندوات واللقاءات والمؤتمرات الرسمية والشعبية بما يخدم الإسلام والمسلمين. ونصت مذكرة التفاهم على إمكانية قيام رئاسة الشؤون الدينية التركية بتسجيل طلاب يمنيين تتوفر فيهم الشروط الدراسية حسب نظام التربية والتعليم التركي والنظم القانونية السارية في ثانويات الأئمة والخطباء وكليات أصول الدين، وتغطية الجانب التركي لنفقات البرامج التربوية والتعليمية المذكورة للبكالوريوس والماجستير والدكتوراة حسب الموارد المتاحة لديها. كما نصت بأن يقوم الجانبان بالتعاون في مجال تعليم اللغة العربية في إطار تطوير الموارد البشرية حيث ستتولى وزارة الأوقاف والإرشاد توفير أساتذة في مجال اللغة العربية حسب طلب رئاسة الشؤون الدينية التركية لتوظيفهم في برامج التعليم للطلاب الوافدين إلى تركيا، وتتولى الرئاسة تكاليفهم خلال عملهم في تركيا. وقضت المذكرة بالتعاون المشترك بين الجانبين للتعريف بالإسلام وإبراز صورته الحقيقية ورد الدعوات والشبهات التي توجه له من خلال بث وإذاعة البرامج التوعوية التي تبين حقيقة الدين الإسلامي وأحكامه السمحة. وقرر الجانبان تأسيس لجنة مشتركة تتولى عملية متابعة التنفيذ للمذكرة التي يمكن تجديدها كل خمس سنوات.. وعقب توقيع مذكرة التفاهم أعرب وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد ورئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور محمد كورماز عن السعادة لتوقيع هذه المذكرة، وأكدا أنها تفتح صفحة جديدة في العلاقات الأخوية اليمنية التركية، وستعمل على تطوير التعاون الثنائي بالاستناد على مبدأ المساواة والصداقة والاحترام المتبادل، وفي إطار النظم القانونية السارية في البلدين الشقيقين. من جهة أخرى أوضح رئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور محمد كورماز أن قضية الثوابت الإسلامية هي قضية الهوية الإسلامية من عقيدة وأخلاق، ولا يجب إرجاع الثوابت إلى الجمود والركود بمعناها اللغوي. وبين كورماز في محاضرة ألقاها أمس أمام أعضاء هيئة التدريس وطلاب الشريعة والقانون بجامعة صنعاء أن الثوابت الإسلامية تتسم بالقدرة على تحويل التأثيرات الخارجية السلبية إلى مؤثرات إيجابية بالنظر إلى معاني الشريعة والطرق والمناهج والسبل التي هي مفعمة بالحركة والحيوية والفعل الخلاق. ونوه إلى أن الإسلام صراط وشريعة وليس محطة أو منزلة، وأن الله تعالى وضع الشريعة للإفهام، وأنه يجب العمل بالتيسير والاستفادة من هذا المبدأ حيث يشير الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف إلى أن الدين يسر، وقد أخذ المسلمون بمبدأ التيسير في الصدر الأول للإسلام، والمسلمون اليوم أحوج ما يكون إليه.. وأكد الدكتور كورماز - بحسب وكالة «سبأ» - أنه يجب فهم الثوابت والقطعيات والمتغيرات فهماً حضارياً، وعدم إغفال تراث وتجارب المسلمين منذ عصر التشريع وضرورة ترتيب فقه الأولويات والترتيب بين الخيرات والبعد عن مفاهيم الغلظة والقسوة والتشدد.. كما دعا المسلمين إلى ضرورة النظر إلى الظروف المحيطة بهم، ووجوب النظر إلى كرامة الإنسان كإحدى الثوابت الإسلامية والإنسانية العالمية. من جانبه أشار وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد إلى ضرورة إفادة المسلمين من كل التراث الفقهي الإسلامي بحيوية ومواكبة بين المفاهيم التأصيلية وتنزيلها على واقع الحياة والعمل بالتيسير الذي ينسجم مع حيوية الشريعة. وأكد أهمية مثل هذه المحاضرات التي تعزز الروابط الفكرية وتحقق التقارب بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم الفكرية والفقهية، وتعمل على مزيد من التوحد على الساحة الفكرية الإسلامية. إلى ذلك دشن وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور عبدالحافظ نعمان، وأمين العاصمة عبدالقادر هلال، ورئيس الوكالة التركية للتعاون والتنسيق الدولي«تيكا» الدكتور سيردر تشام، ورئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور محمد كورماز، اليوم العام الدارسي الأول في الأقسام التقنية والمهنية في المعهد الحرفي اليمني التركي بأمانة العاصمة. وفي الافتتاح الذي حضره وزيرا التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي، والأوقاف والإرشاد حمود عباد، وعدد من الوكلاء والمسؤولين وأعضاء مجلسي النواب والشورى، والسفير التركي بصنعاء فضلي تشورمان، أكد وزير التعليم الفني أن افتتاح المعهد يعد نقلة نوعية لمنظومة التعليم الفني والمهني من خلال التخصصات النوعية التي يتضمنها المعهد ولأول مرة في اليمن والمتمثلة في مجالات «حياكة السجاد، وصناعة الخزف والسيراميك والنقش عليه، وصناعة وتشكيل المجوهرات، وعمل التصاميم والجرافيكس». وأشاد، بحسب وكالة الأنباء «سبأ»، بالعلاقات المتينة التي تربط البلدين الشقيقين، وما تقدمه تركيا من مساعدات لليمن في مختلف المجالات.