إن للصخب والضجيج أثراً خفياً على الصحة ويؤدي إلى أمراض مختلفة، فالضجة التي تسمع في المدارس أو في أماكن العمل تؤثر سلباً على الصحة مع مرور الوقت مما يؤكد أهمية الاسترخاء والمحافظة على الهدوء. وسنتعرف على أهم الأمراض المرتبطة بالتعرض للضجة والصخب بشكل مستمر ومطول وهي: 1 - مشاكل السمع المرتبطة بالضجيج: إن الأثر الأكثر وضوحاً للضجيج هو تأثيره على السمع، فالأشخاص الذين يعملون في مصانع أو يكونون على تماس مع آلات أو أجهزة ذات صوت مرتفع تحدث لهم مشاكل كبيرة في حاسة السمع قد تؤدي إلى فقدان هذه الحاسة تماماً ونستطيع تقسيم الأمراض المرتبطة بالسمع إلى مجموعات: - خلل في السمع على المدى الطويل: يحدث خلل في السمع على المدى الطويل بعد عدة سنوات من التعرض المستمر للضجة في البيت أو المدرسة او مكان العمل أو الشارع. ويجب على الإنسان أن يعرف أن أثر الضجة تراكمي أي أن تعرض الإنسان للضجة في مكان العمل يتراكم مع الزمن ليحدث له مرض سمعي، كما أن الإنسان إذا تعرض للضجة في عمله مثلاً وتعرض للضجة في البيت أيضاً فإن خطر الأمراض السمعية يزداد بشكل سريع. وإن هذا النوع من الأمراض السمعية يكون غير مؤلم ويتطور ببطء مما لا يجعل للشخص فرصة للكشف المبكر عنه، كما أنه غالباً لا يوجد له علاج بل أفضل حل هو التوعية بأن الضجة هي سم وتؤدي إلى الأمراض المختلفة. فقدان السمع بشكل مباشر: تؤدي الضجة الكبيرة إلى فقدان السمع بشكل فوري وبشكل غير قابل للعلاج، إذ أن النوبات العالية والتواترات العالية جداً للأصوات كأصوات الطلق الناري أو الانفجارات أو المفرقعات القوية جداً أو أي صوت عالٍ وتواتره عالٍ يحدث تخريابً مباشراً في الخلايا العصبية السمعية في الأذن الداخلية مما يؤدي إلى الطرش بشكل دائم. وللمحافظة على السمع من أثر الضجة الكبير عليه يجب الابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الضجة والتقليل من وضع السماعات على الأذن بصوت مرتفع لأن السماعات تؤدي إلى تطور التهابات أذنية لأنها تضاعف البكتيريا الموجودة في الأذن كما تؤدي إلى فقدان سريع في حاسة السمع. كما يجب عند التعرض لصوت عالٍ فتح الفم للتخفيف من الضغط على الأذن وعدم حدوث الطرش عند حدوث انفجارات أو التعرض لصوت عالي. ومن الإشارات التي تدل على أن الإنسان قد بدأ يصاب بخلل في السمع هي: - أن يقوم برفع صوته عند التحدث في وسط صاخب وفي ضجة عالية مع شخص لا يبعد عنه سو متر واحد مما يشير إلا أنه قد حصل خلل في السمع لأن رفع الصوت دليل على عدم القدرة على السمع وهذا ما نفعله عندما نضع سماعات على أذننا يصبح صوتنا عالياً جداً بسبب أن السماعات أدت إلى سد الأذن وبالتالي اختل السمع. - من الأمور الأخرى التي تدل على أن الأذن قد بدأت تفقد حساسيتها هي سماع أصوات طنين في الأذن خلال العمل في وسط صاخب أو بعد الانتهاء من العمل والتوقف عن سماع الضجة. الضجة تحدث أمراضاً قلبية وعائية: إن الضجة مرتبطة بتطور الأمراض القلبية الوعائية عند الإنسان فتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن التعرض للضجيج مرتبط بارتفاع ضغط الدم ومرتبط بزيادة حدوث احتشاء في العضلة القلبية خصوصاً إذا كانت الضجة في الليل لأنها ترفع مستويات الكورتيزول في الجسم. كما أن الضجة مرتبطة بتطور أمراض أخرى مثل ألم في الرأس والإرهاق والقرحة المعدية. الضجة تؤدي إلى التوتر وأمراض عصبية: تؤكد الدراسات إلى أن التعرض المستمر للضجة مرتبط بتطور أمراض عصبية ونفسية، فالضجة تسبب اضطرابات في النوم وتوتر أو عصبية والغضب السريع. وتسبب الضجة أيضاً اضطرابات في الكلام والتحدث وعدم القدرة على التركيز واضطرابات في التفكير كما أنها تضعف الجهاز المناعي وتجعله عرضة للأمراض بشكل كبير. وتحدث الاضطرابات العصبية والتعب العصبي بسبب ارتفاع الضغط الدموي وارتفاع ضربات القلب وافراز الجسم لهرمون الأدرينالين والكورتيزول المرتبطة مع تعرض الإنسان للضجة. الضجة تحدث اضطرابات عقلية عند الأطفال: عندما يتعرض الطفل للضجة بشكل مستمر تحدث له اضطرابات عقلية مثل التلعثم في الكلام وصعوبة في القراءة والتحدث تتطور معهم هذه الأعراض مع التقدم في العمر. كما أن تعرض الأطفال للضجة تحدث معهم اضطرابات فيزيائية أيضاً في الجسم، فمثلاً الأطفال الذين يتعرضون للضجة ولا يعيشون بوسط هادئ ترتفع لديهم ضربات القلب بشكل أكبر من غيرهم. الضجيج يزيد من مخاطر الحوادث: إن الإنسان الذي يتعرض للضجيج والأصوات المرتفعة يصبح بخطر كبير لتطور الحوادث بمختلف أنواعها كحوادث السير وحوادث العمل والأخطاء في العمل وحتى الحوادث والمشاكل الأسرية وذلك يرجع لعدة أسباب أهمها أن الشخص الذي يتعرض للضجيج والصخب يصبح شخصاً سريع الانفعال وفاقداً لأعصابه ومتوتراً دوماً ويثور لأتفه الأسباب كما أنه يفقد علاقاته الاجتماعية بسبب عدم قدرته على التواصل السمعي والتواصل مع الناس إضافة لذلك فإن الشخص الذي يتعرض للتلوث الضجيجي يصبح أكثر عرضة لحوادث السير بسبب عدم قدرته على التركيز وعدم تمتعه بالصبر والهدوء.
