حذرت الدكتورة دعاء عبداللطيف من الجلوس الطويل للأطفال أمام شاشات التلفزيون والألعاب الإلكترونية، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض التوحد، بالإضافة إلى عدم استخدام الأدوية للأم الحامل ألا بإشراف طبيب مختص، وعدم استخدام مثبتات الحمل، ودعت الأسر لمتابعة أطفالهم، وفي حال ظهرت أعراض على الطفل، كعدم انتباهه عند النداء، أو عدم التركيز بصرياً للشخص الذي أمامه فعليهم الإسراع وإجراء فحوصات فورية.وشددت على وجوب أن يتلقى الأطفال المصابون بالتوحد برنامج تدريبي مكثف من مركز مختص بالأطفال التوحديين بشكل يومي، وعلى أن تشترك الأسرة والمحيطون بالطفل بالبرنامج.. حول التوحد والإجراءات الوقائية لتجنبه استضفنا الخبيرة الدكتورة دعاء عبد اللطيف عثمان مسئول مركز أبسال لتنمية المهارات الحياتية والتربوية بالإسكندرية.. والتي بدورها أوضحت أن للأسرة دور كبير وفاعل في تقدم الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لأن تدريب الطفل في المركز أو المدرسة لا يتعدى منتصف النهار، بينما يقضي الطفل باقي الوقت في المنزل، مما يستدعي أن تلتزم الأسرة بحضور الدورات التدريبية التي تقيمها المؤسسات ذات الاختصاص، وتتعاون مع المعلمين باستمرار في برامج الطفل المنظم، وتهيئة البيئة المناسبة في المنزل، حتى تساعده للوصول بنجاح بقدر الإمكان، وتعمل على تعديل سلوكه. اضطراب ما هو التوحد؟ ومتى يصاب الطفل به؟ التوحد عبارة عن اضطراب في وظائف المخ، يحدث خلال الثلاث السنوات الأولى من عمر الطفل، ويؤثر على التفاعل الاجتماعي والتواصل، وعلى تركيز الطفل وانتباهه، ويجعل الطفل اقل تركيزاً، ويعيق التواصل البصري للطفل مع المجتمع، ويميل الطفل ليكون لوحده، وتظهر عليه بعض الحركات التكرارية، كالمشي على أطراف الأصابع أو الرفرفة في اليدين، وأوقات يتعلق الطفل ببعض الأشياء التي ليست لها قيمة حقيقية ويرفض تركها، واللغة تبدأ تنسحب منه. خطر مثبتات الحمل كيف يمكن تفادي إصابته قدر الإمكان؟ النقطة الأساسية من أجل تفادي إصابة الأطفال بالتوحد على الأم عدم استخدام الأدوية خلال الحمل إلا بإشراف طبيب مختص، وعدم استخدام مثبتات الحمل، أما بعد ولادة الطفل بمنع جلوس الأطفال أمام التلفزيون، لأن الأطفال الذين بجلسون في شهورهم الأولى أمام التلفزيون أكثر عرضة للتوحد، وإذا ظهرت أعراض على الطفل، سواء أنه لا ينتبه عند النداء أو لم يركز بصريا للشخص الذي يتحدث معه، أو يميل للعزلة، فيجب عرضة على مختص من أجل الاطمئنان بعدم إصابة الطفل بالتوحد. حالة بين كل 80 طفلاً ماهي نسبة الإصابة لكل طفل؟ لا يوجد إحصائيات دقيقة في الوطن العربي بعدد إصابات الطفل، ولكن النسب العالمية تشير إلى أن التوحد وصل 1 إلى كل 80 طفلاً، وهذه في مصاف الظواهر. برنامج تدريبي كيف يتم التعامل مع الأطفال الذين يعانون من التوحد؟ الطفل الذي يشك بإصابته بالتوحد يجب أن يتلقى برنامج تدريبي مكثف من مركز مختص بالأطفال التوحديين، ولازم يطبق البرنامج يومياً وتشترك فيه الأسرة والمحيطون بالطفل، والبرنامج عبارة عن تنمية مهارات، تركيز تكامل حسي، أنشطة للتخاطب والتواصل والتفاعل الاجتماعي. برنامج خاص ماهي البرامج العالمية التي يجب تطبيقها على المصابين؟ هناك برامج تعليمية مختصة بالتوحد، وأود أن أخبرك أن خبرتي في هذا المجال 18 عاماً، وحالياُ استطعت أكون برنامجاً خاصاً بي، والآن أقوم بنشره في مصر والوطن العربي، والبرنامج عبارة عن مجمع من بعض النظريات التي طبقت على المتوحدين، وبعض النظريات الأخرى التي تخص تربية الأطفال، وهناك برامج عالمية كبرنامج لوفيت، وبرنامج تيتش، وبرنامج سانرايز، وهناك بعض نظريات التكامل الحسي. التكامل الحسي هل ممكن تزويدنا بمعلومات عن البرنامج الذي صممتيه والخاص بك؟ نظرية التكامل الحسي تعمل على أن الطفل يتعامل حسياً ويستقبل المثيرات بشكل أفضل، ويركز بشكل أفضل، ويبدأ يعالجها ويفهم الواقع المحيط به، وعند حواس الطفل تصبح متكاملة مع بعض، حينها سيبدأ يتعامل مع المحيط بشكل افضل، وإدراكه يتحسن. الإحباط عدو الطفل كيف يمكن الحد من السلوك العدواني عند بعض المصابين؟ العدوانية تأتي نتيجة عدم قدرة الطفل الصغير على التواصل مع المحيطين به، أو لا يستطيع توصيل الرسالة، أو لا يستطيع أن يبلغ عن احتياجاته، فمن الطبيعي يتعرض لإحباطات تعمل على رفع العدوانية عند الطفل، والعدوانية لها ثلاثة مستويات تبدأ بتخريب وتكسير الأشياء، وكلما زادت العدوانية يتم العدوانية على الأشخاص، وهذه عبارة عن تبليغ رسالة، وعندما يصل لدرجه عالية من الإحباط يرجع ينفذ عدوان على ذاته. أربعة عوامل نجد أن بعض المصابين يتحسن إدراكهم، كم نسبة شفاء الأطفال؟ هناك أربع عوامل أساسية هي التي تحكم تحسن حالة الطفل، وهناك أطفال تخرج من مشكلتها وتمارس حياتها بشكل طبيعي، وينتهي التوحد، وعلى عكس من يقول أن التوحد ليس له شفاء، بل الطفل لو كان سنه صغير وحالته خفيفة والأسرة متعاونة وتنفذ برنامج جيد، بالإضافة إلى البرنامج القوي الذي بطبق على الطفل، سيخرج الطفل من مشكلته، وسيعيش حياته بشكل طبيعي. مدرب لكل حالة هل كل طفل بحاجة لبرامج فردية؟ نعم، فهناك الخطة التربوية الفردية، لأن العمل مع التوحد ليس جماعياً، وأوقات يحتاج الطفل إلى مدربين يتعاملان معه، وهذا أحد أهم الصعوبات التي تواجهها المراكز التي تقدم خدمات للتوحد، فالمركز لا يستطيع أن يغطي بكوادره عدد الأطفال، لأن الطفل الواحد بحاجة إلى برنامج خاص به. نتائج أفضل ما أفضل نسبة عدد المدربين لكل طفل مصاب؟ كلما زاد عدد المعلمين والمدربين، وانخفض عدد الأطفال كانت النتائج أفضل، فحالات التوحد تحتاج مدرباً لكل طفل على الأقل، واليمن مازالت في أول السلم للتعامل مع التوحد. الكشف المبكر بماذا تنصحي الأسر؟ أنصح الأسر بسرعة التدخل المبكر، والكشف عن أطفالهم في حال شكهم من حالة الأطفال، وإبعاد الأطفال عن التلفزيون والأجهزة الإلكترونية. عوائق ممتعة هل هناك صعوبات تواجه عملك؟ في كل مجال هناك مشاق وصعوبة لكن أجده ممتعاً، والتدريب مع الأطفال التوحديين بحاجة إلى مجهود وتطبيقات، ولكن ما يزيل التعب هو فرحتنا بتحسن الأطفال. الإحساس بالناس ماذا قدم لك التدريب في هذا المجال؟ التدريب في هذا المجال أعطانا إحساساً جميلاً وأشياء مختلفة، فاستطعنا الإحساس بالناس ونعمة ربنا، وقربتنا من هذه الشريحة الحساسة والطيبة.