إنهاء الصراع السياسي بمصالحة وطنية حقيقية خطوة راقية وأولى لتنفيذ مخرجات الحوار, التي تضمن معالجة ما نحن فيه من احتداد سياسي يوشك أن يجعل الصورة اليمنية مماثلة تماماً بما يحدث ببقية الدول العربية, فالإحساس بقيمة هذا الوطن المجروح وأبنائه يحتاج إلى تنازلات سياسية ومبادئ وطنية يشكلها المتصالحون في سبيل أن ينقذوا “شعب وطن” يدينون له بكل ما يملكون, لن ينفعهم التخاصم ولن يضرهم التنازل بل سيكتبها التاريخ ويرويها الأجيال بأنها لحظة مبهرة وفائقة الجمال بدرجة تفوق انتصار بعضنا على البعض.. متفائل بالقادم المصالحة الوطنية تعني استقرار اليمن واستقرارها حتمًا مرتبط باستجابة كل الطوائف لها, وأمنيا اليمن يتعلق أمرها بمصالحة وطنية حقيقية, بهذا الاستنتاج التحليلي ابتدأ الدكتور محمد الشعيبي (رئيس جامعة تعز) حديثه، وأضاف: معتقداً أن مخرجات الحوار الوطني بإمكانها معالجة المشاكل المجتمعية الراهنة, بشرط إتمام المصالحة وتنفيذها, والتي ستشكل خطوة نحو التغيير ومن ثم دولة النظام القانون, ومن بعدها الدولة المدنية التي يسعى إليها الجميع, وفي حين عدم تحقيق مخرجات الحوار يجزم: أن البديل القادم هو الصومال , ولن يكون هناك جديد على الإطلاق إلا بتنفيذ مصالحة وطنية حقيقية ومخرجات الحوار معاً, لأن الحوار قيمة أخلاقية يمنية حضارية، وبالتالي لا بديل عنها. ويؤكد متفائلاً بالقادم من خلال قراءته لنوايا السياسيين، لكنه يتشاءم من وجود إشارات ومصالحة شخصية طاغية على مصلحة الوطن، لأن الاستقرار الأمني والاقتصادي كلاهما يحتاجان إلى مصالحة وطنية حقيقية. مجرد اتفاق الدكتور حمود العودي (أستاذ علم الاجتماع - جامعة صنعاء) يختلف بوجهة نظره جزئيًا عن الآخرين بقوله : المصالحة الوطنية من المفترض أن تكون بين الأطراف السياسية والشعب، والمصالحة الوطنية لا غبار عليها لأنها تشكل مبدأ وطنياً وبكل الأحوال والظروف, ولمختلف الأطراف السياسية والاجتماعية. ويضيف : وبتقديري كمواطن ورأي عام ينبغي أولا أن يتصالحوا مع الشعب لأن المصالحة الوطنية الحقيقية هي التي تقنع كافة الأطراف وأولها المجتمع بشكل عام . فاعلية مخرجات الحوار ويواصل الدكتور: أنا أؤمن بمدى فاعلية مخرجات مؤتمر الحوار إذا طبقت فهي البشرى التي يجب أن تتحول إلى سفينة نجاة, لكن مع الأسف هناك من يضع العراقيل أمام نجاحها بطريقة مباشرة وطريقة غير مباشرة،وكل ما يجري من أعمال العنف والدمار والقتل جزء من الرفض لمخرجات الحوار, والرغبة بالعودة لمربع الصفر ما قبل ثورة الشباب. ويختم: ما نرجوه ونتمناه من الحكمة الوطنية ألا تدمر نفسها بطريقة لا سابق لها, فالمخرجات بمثابة الإعجاز في زمن الرداءة، يجب على الشعب وجميع الأطراف التمسك بها, أما محاربتها وعرقلتها فتعتبر حرباً على المنطق والأمن والاستقرار. خطوة رائعة في سياق متصل يذهب الدكتور محمد محمد قحطان (أستاذ الاقتصاد - بجامعة تعز) قائلاً: خطوة جديدة وضرورية أن يكون هناك مصالحات وتماثل بالنظر للمستقبل معاً, بشرط أن تتم المصالحة الوطنية دون توظيف, لأن إجراءها بشكل وطني سيؤدي إلى استقرار أمني، وهو ضروري جداً للتنمية, التي ستعمل على تحسين الأمور, وتوجه الناس نحو المستقبل, لأن استمرار المناكفات والصراع السياسي واحتداده من وقت لآخر, يعرقل مسيرة التحول نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة وفقاً لمخرجات الحوار, وفي الأول والأخير الصراع لن يخدم أحداً, وما يخدم الجميع هو ضرورة التحول وفقاً للأسس التي كتبت في مخرجات الحوار بطرق واضحة, ويجب أن يمشي معها الجميع والخارج عنها بالتأكيد يعيق عملية الانتماء. ويضيف: مخرجات الحوار ستعالج ما نحن فيه, فهي مرتبطة بكل مكونات المجتمع, والجميل فيها أنها تلبي بناء دولة يمنية حديثة وفيدرالية ودولة مركبة بحيث إن عوامل الصراع التي تشكلت عبر عشرات السنوات الماضية تنتهي, لأن الجميع يركض للوصول للسلطة الذي يمكن الناس من استغلال الفرصة والثروة, والتوجه الجديد الذي يضمنه مؤتمر الحوار فيه معالجة هذه المشكلة, باعتبار الدولة المدنية تقوم على أساس مركب يتكون من ستة أقاليم ما سيعمل في المرحلة القادمة في توسيع السلطة, فالصراع عليها أوصل اليمن إلى مستوى متدن من التطور. نتيجة واحدة ومن جهة د. درهم سيف (أستاذ مساعد بقسم الاقتصاد بالمعهد الوطني) يقول: شيء طيب أن يكون هناك مصالحة وطنية لنسيان الماضي وآفاته, ولن تتحقق إلا بنبذ الاختلافات والأحقاد على بعضنا البعض وطي الماضي, وتغليب مصلحة اليمن على مصلحة الأحزاب, والقوى السياسية والمصلحة الشخصية, ويضيف : المصالحة الوطنية خطوة هامة وأساسية لبناء يمن جديد ومستقر التي تتطلب تحرر الفرد من (العصبية والقبيلة والحزبية والمذهبية) حتى تكون سهلة جدا، ويسعى كل فرد لمصالحة الآخر. ويزيد: سبق أن اجتمعنا بمؤتمر الحوار على طاولة واحدة تجمع كافة الأحزاب والفئات والأفراد، وخرجنا بنتيجة واحدة تتضمن فيها مصلحة الوطن، فاليمنيون يحبون بلادهم إلا فئة قليلة خارجة عن إطار القانون نسأل الله أن يبيدهم وأن يبقي اليمن سعيداً. يشاركه الرأي عبدالكريم بن سعد (ناشط حقوقي) محللاً عدم اقتناع بعض السياسيين بدعوة المصالحة أو القبول لمجرد الظهور أمام الرأي العام مشكلة سيترتب عليها عملية إجهاض لليمن، لأن إنهاء الصراع لن يكون إلا بتنازل عن الماضي وأحقاده الذي يظل هو الكابوس والمعرقل لعجلة الانتماء والاستقرار الأمني داخل الوطن، ويضيف: يكفي إلى هنا فالوطن تجرع أبناؤه المرارة, وجاء وقت المسامحة والمصالحة وتكفير الأخطاء التي ارتكبت بحق هذا الشعب، الذي يحلم بدولة نظام وقانون وعدل وعدم محسوبية ومحاصصة، ونتمنى أن تكون نوايا السياسيين ومشروعهم الجديد الالتفاف والاتحاد لمصالحة ليس من ورائها إلا الوطن وكيف يرتقون بخيراته. طريقة آمنة عدم الارتضاء بالكفاءات والتخلص من المحاصصة السياسية سيوسع جرح هذا الوطن, وستعمل على إعادتنا إلى مربع الصفر حيث يتوجس الخطر والمصالحة الوطنية الحقيقة التي يستشعر فيها الصدق والمسئولية وقيمة هذا الوطن ستكون جسر عبور إلى مخرجات الحوار بطريقة آمنه.