الوقت هو الحياة، ودقائق قليلة جداً تفصل بين الحياة والموت إذا ما أصيب الإنسان بسكتة دماغية ولم يُسعف على إثرها بسرعة عالية. فحسب تقرير صدر عن كلية الأعصاب والشرايين في جامعة توكوما الوطنية في الأرجنتين فإن سرعة فتح الطبيب المختص للأوعية الدموية المسدودة في الرأس وتحديد مكان السكتة الدماغية هما عاملان حاسمان لتحديد ما إذا كان المصاب سيعود إلى صحته «النسبة تكون 50 في المئة» أو يصاب بإعاقة «النسبة 25 في المئة» أو يتوفى «النسبة 25 في المئة» لذا يكون المريض في سباق مع الزمن؛ إذ لديه ثلاث ساعات فقط ليصل فيها إلى الطبيب وتلقي العلاج المناسب قبل فوات الأوان. ويصاب بالسكتة الدماغية عادة من هم في الأصل مرضى إما بارتفاع ضغط الدم أو يعانون من ارتفاع في الكولسترول أو مصابون بالسكري أو الرجفان الأذيني إضافة إلى المدخنين، ويتعرض الفرد مع الوقت إلى انسداد في الأوعية ما يؤدّي إلى إعاقة حركة الدم في مناطق مختلفة من المخ، والنتيجة احتمال حدوث انفجار إما في أحد الأوعية أو تمزق جدرانها فيتسبّب في تضييق مجاريها وإعاقة جريان الدم بشكل كافٍ، وهذا بحد ذاته يكفي ليؤدّي إلى حدوث انسداد تام إذا لم يسرع الطبيب لمعالجة المريض، هنا يفضل نقل المريض في سيارة اسعاف مجهّزة لهذه الحالات، فعدم العلاج السريع خلال ساعات لا تزيد عن ثلاثة تعني توقف تزويد أنسجة وخلايا تلك المنطقة من الدماغ بالأوكسجين؛ فيصبح المريض إما عرضة للموت أو تلف الأوعية الدموية في دماغه. ويذكّر التقرير المريض بأهمية الانتباه الشديد للإشارات التالية لأنها إنذار مبكّر للتوجه بسرعة إلى طبيب متخصّص: - انحناء مفاجئ لجسمك وسقوط ما تحمله بيدك، فاليد اليسرى تعني ان الجهة اليمنى من الدماغ هي مكان الجلطة. - عجزك فجأة عن الكلام أو عدم قدرتك على إيجاد الكلمات، أو ارتخاء بجانب من الوجه أو عدم تمكنك من رؤية الجزء الآخر من الغرفة التي تجلس فيها، أو إصابة إحدى العينين بالعمى لفترة، فهذا يعني أن النصف الأيسر من الدماغ مصاب بالجلطة. - شعورك بالدوار وكأنك تركب أرجوحة، ورؤية للصورة مزودجة مع صعوبة الكلام والبلع، وهذه إشارة إلى مشاكل لحقت بمسارات الدماغ حيث لا تصلها كميات كافية من الدم. - ترنّحك بالمشي وكأنك سكران وشعور بتنميل مفاجئ للقدم والذراع أو القدمين والذراعين معاً، مع ارتخاء لطرف الفم. - قد تكون الإصابة فجأة وبشكل متزايد بوجع في الرأس مؤشراً للإصابة بسكتة دماغية، لذا على المصابين بوجع دائم في الرأس مراقبة الأسباب والأوجاع. ويذكر التقرير أن المهدّدين بالإصابة بالسكتة الدماغية هم من أصيبوا بها سابقاً، فآثارها لا تختفي كلياً ولا يمكن إصلاح ما أصيب بالعطب يومها بشكل كامل ونسبة الإصابة لدى هؤلاء تزيد من 6 إلى 7 في المئة.