قرابة “280” ألف معلّم ومعلمة و “16912” مدرسة، وما يُقارب “300” مليار ريال هي المخصّصة للجانب التعليمي، ولكن فجوة كبيرة “المخصصات التشغيلية في الميزانية” هي ما يجعل تحقيق الأهداف التعليمية أمراً مشكوكاً فيه. معمل بلا تجهيز القائمة بأعمال مديرة مدرسة نعمة أحمد رسام تقول: هناك “28” جهاز كمبيوتر مع التجهيزات “منحة”، ولكن لم نتمكن من تجهيز المعمل الخاص بذلك وهو يحتاج فقط إلى بلاط وزنج وكهرباء فقط. ناهيك عن الأشياء الأخرى كالأنشطة وغيرها. وأضافت: فمن أين لنا أن نقوم بذلك وإسهامات المجتمع تورد ٪100 وكذا إيجار المقصف. دون أثاث أو كهرباء من جانبه يقول أحمد عبدالله صالح، مدير مدرسة الزبيري في مديرية المظفر: مدرستنا تعاني من عدم تأثيث المبنى المدرسي الجديد وإيصال التيار الكهربائي إليها، وكذلك الأنشطة، كما أن المدرسة بدون معمل منذ افتتاحها وجهاز الإذاعة منذ السبعينيات، وكل هذه الإشكاليات بسبب عدم وجود اعتمادات للنفقات التشغيلية. إدارة من البدروم في مدرسة التقوى الأساسية الواقعة في مديرية القاهرة، تتحدث فوزية الآنسي، مديرة المدرسة: منذ عدة سنوات ونحن نعمل من داخل بدروم المسجد، فلا توجد لدينا فرش أو أثاث أو حارس أو أي اعتمادات للأعمال التي يفترض أن نقوم بها في المدرسة، ورغم ذلك حصدنا المركز الأول في مسابقة “نهج القراءة المبكرة” من بين 45 مدرسة من مدارس المديرية، فما بالك لو توفرت ميزانية تشغيلية كافية. من أين؟! ابتدأنا بطرح التساؤل عن الميزانية التشغيلية وتحدث خالد الشميري رئيس قسم السكرتارية بمديرية المظفر قائلاً: من أين توجد ميزانية تشغيلية؟. أحياناً أشتري أوراق طباعة وأحبار أختام وغيرها من جيبي من معاشي، وأحياناً على حساب مدير التربية في المديرية. لا نعلم عنها شيئاً فيما يقول عبدالسلام حزام اليوسفي - مدير مكتب التربية في مديرية صالة: لا نعلم شيئاً عن الميزانية والاعتمادات التشغيلية فهي موجودة فقط في اللوائح والقوانين التربوية والمالية المنظمة. لا اعتمادات.. لا نفقات وبدوره تحدث محمود عبدالقادر نعمان، مدير مكتب التربية في مديرية القاهرة قائلاً: نعاني من إشكاليات كثيرة أهمها المبنى المدرسي الأرضي فمثلاً كثير من المدارس بنيت على نفقة “الصندوق الاجتماعي للتنمية” منها مدارس عبدالله بن مبارك الصديق الوحدة بنين وبنات”، وهناك مدارس تم معالجة ترميمها بتوجيه من محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل، وهناك مدارس لا توجد لديها مبانٍ كالتقوى الروضة، وهي بالإيجار منذ عام 1976م مدرسة النور في جامع”، ومن حيث المخصصات فلا توجد لنا اعتمادات ونفقات لأداء عملنا الإشرافي والرقابي وغيرها، بل نعمل بجهود ذاتية ومساعدات من بعض المنظمات ولك أن تتصوّر أن مدرسة الشعب منذ افتتاحها وحتى اليوم لا يوجد بها معمل. إدارة بلا ميزانية أما عبدالقاهر علي، ورضوان العريقي، الموظفان في إدارة النظم والمعلومات بمكتب التربية بتعز، فيقولان: لا توجد لدينا في الإدارة ميزانية تشغيلية وبشكل عام يتم تسيير الأمور بجهود شخصية، كما لا توجد ميزانيات تشغيلية للمكتب أو المديريات رغم أنه تم رفع مقترح لتخصيص ميزانية ونفقات تشغيلية للمكتب على اعتبار أنه يعمل على مدار الساعة في بعض الإدارات. إسهامات المجتمع وفي نفس السياق تحدث عادل أحمد العليمي مدير مكتب التربية في مديرية المظفر قائلاً: الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في المحافظة يطالبنا بمتابعة تسديد وتوريد المدارس لرسوم التسجيل (إسهامات المجتمع) 100 %، وبالتالي تبقى المدارس بدون ميزانية أو نفقات تشغيلية، وهذا معوّق كبير أمام المدارس وإداراتها من حيث “توفير المياه النقليات للكتب مرتبات الفراشين والحرّاس المتعاقدين”، وبقية المتطلبات الأخرى التي بموجبها تؤدي المدارس عملها. دعوة ويضيف: ندعو المجلس المحلي في المحافظة والأخ شوقي أحمد هائل، محافظ المحافظة بإصدار قرار باعتماد رسوم الخدمات التعليمية كميزانية تشغيلية للمدارس حتى تتمكن من القيام بمهامها وذلك أسوة ببقية المحافظات وبنفس التوزيع السابق. “85 %” للمدارس، و “15” %للمكتب والمديرية. وعود شكوى مريرة يبثّها منصور السامعي، إدارة الجودة والاعتماد المدرسي حيث يقول: وعدنا أكثر من مرة بتوفير ميزانية تشغيلية للإدارة ولكن لم يتحقق شيء، وقد تلقينا وعوداً أكثر من مرة من قبل أ. عبدالفتاح جمال، مدير عام مكتب التربية في المحافظة، ولكن لم يتم شيء حتى الآن رغم أننا في عام التعليم 2015. تحت الصفر وضع سيئ هو ما تشكو منه إدارة التوجيه في مكتب التربية بالمحافظة، حيث يقول مديرها فؤاد حسان: هناك انعدام الاعتمادات التشغيلية تعرقل عمل الإدارة فهذه الاعتمادات تحت الصفر مما يُضطر للاستعانة بصديق في أي مكان أو جهة. ميزانية وأهداف الميزانية التشغيلية شيء مهم جداً في عمل أي مؤسسة لتحقيق أهدافها، ذلك ما يؤكد عليه أ. جمال أحمد المخلافي، مدير عام الموارد البشرية في مكتب التربية بالمحافظة، والذي يضيف: فعدم وجود هذه الميزانيات يؤدي حتماً إلى تعثر عمل أية مؤسسة وضعف الإنتاجية. ويزيد المخلافي : فيجب أن يتم صرف للميزانيات التشغيلية بطريقة صحيحة ووفق خطة مرسومة محدد فيها بنود الصرف وتوقيت الصرف ولمن تُصرف. دون زيادة من جانبه يتحدث عبدالباقي السامعي، رئيس الشعبة المالية في مكتب التربية قائلاً: أقر المجلس المحلي توريد “إسهامات المجتمع” إلى حساب المجالس المحلية في المديرية وبنسبة100 % وهذا أدى إلى عرقلة أي نشاط أو فعاليات أو نفقات لأية مدرسة، ثم تأتي المخصّصات مركزياً كل ثلاثة أشهر وبنفس المبلغ المصرّح سنوياً دون تغيير رغم الدفع بزيادة الاحتياج والمخصصات المالية تحديداً كنفقات تشغيلية. احتجاز ويضيف السامعي: كذلك كان هناك ميزانيات تشغيلية للمدارس منذ ثلاث سنوات تم إعدادها بدليل الموازنات. ولكن يتم احتجازها مركزياً رغم الدفع في العام الماضي إلى مكتب المالية بتخصصيها وتوزيعها على المدارس، ولم يتم البت فيها وإطلاقها من وزارة المالية حتى الآن. مركزية ويزيد: وفيما يتعلق بموازنة الامتحانات فرغم التصريحات برفعها إلا أنها لا تزال بنفس المبلغ المصرح منذ سبع سنوات “51” مليون ريال سنوياً فقط، وكذلك الاعتماد من المكافآت ب«200»ألف ريال لا غير بينما تتجاوز المليون في مكاتب أخرى بالمحافظة والمحافظات الأخرى.. لذا نطالب بمراعاة مكتب التربية بتعز بغيره من المكاتب في المحافظات الأخرى. نفقات أخرى ويواصل السامعي: غير ذلك هناك نفقات التنقلات الإشرافية والرقابية والنزول الميداني، فهل يُعقل أن يصرف الموظف راتبه للعمل ويعود إلى أطفاله ومنزله خالي الوفاض. ضآلة مخصّصات المديريات واختتم رئيس الشعبة المالية في مكتب التربية بتعز قائلاً: إن المخصصات المعتمدة للمديريات ضئيلة جداً، فمثلاً مديريات “المظفر صالة القاهرة” لا تتجاوز مخصصاتها “40 60” ألف ريال فقط شاملة الإيجارات والنقليات والأثاث.. إلخ، بينما تنعدم هذه المخصصات والاعتمادات للبنود الجديدة ولم يتم السماح بها كالأنشطة المدرسية والتوجيه والتدريب.