بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور مهدي الحرازي ل«أفكار»:
الحگام لا يزالون يتقون الله أگثر من الفقهاء
نشر في الجمهورية يوم 02 - 06 - 2010

الأمة صاحبة الشأن في الإجماع السياسي والعلماء أصحاب الشأن في الإجماع الفقهي
قد يبدو ضيف هذا العدد في نظر القارىء متناقضاً فهو مناصرا للدولة المدنية ولكنه في نفس الوقت منافح عن بعض القضايا التي قد يراها غيره تشكل عائقا أمام تكوين تلك الدولة (كحد الردة واسترقاق الكفار), كما أن الرجل بدا مدافعاً بقوة عن صحيح البخاري الذي يحفظه مع قرينه مسلم .. مع أنه لم يجب بوضوح عن بعض الإشكاليات المشككة بكونه أصح كتاب بعد كتاب الله.
مهدي الحرازي حصل على المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية في شهادتي الإعدادية والثانوية, وظل محافظاً على تلك المرتبة في نيل شهادتي البكالوريوس والدكتوراه في جامعة الأزهر, له ما يزيد عن 25 مؤلفاً بعضها قيد الطباعة..
^^.. أخذ موضوع الردة جدلاً واسعاً بين الفقهاء قديما وحديثاً ما الذي يراه الدكتور مهدي الحرازي؟
العلماء عندما تكلموا عن الردة تكلموا عنها على أنها باب من الأبواب الفقهية، والحقيقة أم الإنسان إما أن يكون كافرا أصليا أو يكون مرتدا وكلاهما كفرة..
^^.. أليس من حقه أن يعود عن دينه؟
لا ليس من حقه ذلك، الإسلام لا يجبر أحداً على الدخول فيه، لكنه يحرم على من دخل فيه أن يخرج إلى غيره، وأنا أقول أن إقامة الحد على من خرج من الإسلام هو من باب حماية الإسلام، قد ترضى عني بالأمس فتسلم وتختلف معي اليوم فترتد، ويتحول الدين إلى مهزلة، والإسلام ليس أقل شأناً من جمعية ماسونية أو استخباراتية ما، حين يُلزم أفرادها على الانضواء تحت رايتها مدى الحياة..
^^.. هذا قياس مع الفارق؟
أقول ذلك، وعندي حديث الترمذي الذي حسنه وقال حديث حسن صحيح «من بدل دينه فاقتلوه» ومن من ألفاظ العموم رجلاً كان أو امرأة. وأنا هنا أبين وأقول نحن نتحدث عن حد الردة بمعزل عن الإجراءات التي تتم قبله من النصح والتوجيه والتوضيح لما قد يشكل على من أراد الردة ثم الاستتابة وليس الحد مباشرة. إذا ارتد شخص ما عن الإسلام نسأله ما سبب ارتداده ويستتاب ثلاثة أيام فإن كانت عنده شبهة فيبين له العلماء ويوضحون له وإن استمر على ارتداده يقتل، وإلا فإن الردة فتنة عظيمة تؤدي إلى تجرؤ كثير من الناس على الارتداد بصورة ستصبح يومية، وسيصبح الإيمان والكفر لمجرد الرضا والغضب.
^^.. قلت «من» في الحديث السابق الذكر من ألفاظ العموم..إذن اليهودي لو بدل دينه ودخل الإسلام وجب عليه الحد؟!!
لا ليس ذلك. الدين هنا المقصود به الدين الحق. هكذا قال السيوطي والسندي في حاشيتيهما، على سنن النسائي ولا تنس عندنا مخصص عقلي ومخصص شرعي للفهم ويفهم من الدين هنا الدين الحق دين الإسلام، والعموم يخصص، وبه قال الجمهور أن المرتد رجلاً كان أو امرأة يقتلان، طبعاً لا يقتلان مباشرة ولكن بعد الاستتابة وتوضيح الحقائق..
^^.. عفواً دكتور.. من أين أتيتم بهذا الحكم؟
(يضحك) والله نحن لا نبيع بطاطس هذا حكم شرعي.. حديث رسول الله واضح “من بدل دينه فاقتلوه” وقد قال الجمهور بذلك.
^^.. تكلم القرآن الكريم عن الردة في أكثر من موضع ولم يشر من قريب أو بعيد إلى شيء اسمه حد الردة، وأنتم تريدون أن تزهقوا أرواح الناس بحديث ظني الثبوت؟
كلامك هذا يستدعي جوابين، الأول أن القرآن الكريم جاء بالكليات ولم يأت بالتفاصيل، والسنة النبوية تستقل بتشريع الأحكام وقد قال الله عن رسوله “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى” والسنة النبوية تأخذ حكم القرآن الكريم .... ألا وإن الذي حرم رسول الله مثل ما حرم الله.. السنة تأخذ حكم القرآن ما دامت قد صحت وخلت من المعارض.
^^.. وهل يترك القرآن الكريم مسألة مهمة فيها إراقة الدماء وما تسمونه أنتم حدا لم يشر إليه؟
ليس كل الحدود ذكرت في القرآن الكريم، حد الزاني المحصن لم يرد في القرآن الكريم لم يرد إلا في السنة النبوية وإن كان مما نسخ لفظاً وبقي حكماً، أي أننا لم نعرفه إلا من السنة النبوية وهناك كثير من الأمور استقلت بها السنة....ولا يقتضي عدم ورود ذكر الحد في القرآن الكريم أن ليس هناك حد، كلام الرسول يستقل بأحكام خاصة ومن مهام الرسول أن يأتي بأحكام ليس بالضرورة أن تذكر في القرآن الكريم.
^^.. من أين يأتي بها؟
من عند الله عن طريق الوحي.. قتل المرتد داخل في حفظ الدين ولولا ذلك لحدث اختلال في الموازين وفي بنية الإسلام نفسه..
^^.. وهل الإسلام بهذه الدرجة من الضعف حتى يؤثر عليه شخص ما خرج منه؟
لا بد من قوة القانون حتى يستقيم الناس لرب العالمين وانظر في حق صلاة الجماعة حين قال الرسول لقد هممت أن آمر من يصلي بالناس ثم أذهب إلى قوم يتركون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم.
^^.. هذا حديث ضعفه كثير؟
ليكن وبمقابل سؤالك أيضاً هل الإسلام ضعيف حتى يشرع حد الزنا وحد السرقة ,....
^^.. هذه حدود نص عليها القرآن الكريم وتتعلق بحقوق الناس؟
والردة فيها تعد على حقوق الناس والناس جبلوا على التداعي فعندما ترى شخصا يفعل الخير ستتأثر به وعندما ترى الشر من حولك شائعا قد تتأثر به. وبدلا من الإسهاب في القول والأخذ والرد لماذا لا نستشهد مباشرة بما فعله أبو بكر الصديق مع المرتدين وننهي القول!
^^.. أي ردة تقولها؟ تلك ردة سياسية خرج الناس عن سلطة الدولة السياسية فحاربهم أبو بكر الصديق لهذا وشتان بين ردة وردة؟
قاتلهم لأنهم ارتدوا عن الزكاة والزكاة معلوم من الدين بالضرورة.
^^.. معذرة كما قلت لك الردة سياسية ولها أيضاً وجوه أخرى كثيرة ..؟
الردة دينية، والناس لم يخرجوا عن الحاكم وإنما تركوا الزكاة التي يجب دفعها، ومن يقول بغير ذلك يلزمه الدليل، ولذلك قال أبو بكر: “والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه. الردة كانت دينية لم يرفضوا ولايته أو قرروا الخروج عليه.
^^.. ألم تكن جموع القبائل على مشارف المدينة مهددة إياها بالغزو؟
لم أطلع على هذه الرواية، ولكن الأساس المشهور أنهم منعوا الزكاة فقاتلهم الصديق.
^^.. نجد في المجتمعات الغربية مسيحيين كثر يتركون دينهم ويدخلون الإسلام؟
ليس ثمة مشكلة في الدخول في الإسلام، وقد قال الله في هؤلاء: “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله” أن يدخل الناس في دين الله هذا شيء جميل..
^^.. سأقرأ عليك آية من كتاب الله وأرجو أن تركز معي وأنا على ثقة بعلمك وحصافة رأيك.. قال تعالى: (كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون) وأيضا قوله تعالى: (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم ازدادوا كفر لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم) وأيضاً قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) كل هذه الآيات لا تشير من قريب ولا من بعيد إلى عقوبة دنيوية بحق أحد من المرتدين، فكيف قررتم هذا الحد؟
ذكرت لك أن القرآن لا يذكر جميع التفاصيل، وقد ركز هنا على ذكر العقوبة الأخروية..
^^.. جميل كيف ذكر الأخروية ولم يشر تصريحا أو تلميحا إلى العقوبة الدنيوية؟
ليس من وظائف القرآن ذكر جميع التفاصيل وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم الأحكام فيه وتوجد رسالة دكتوراه بعنوان (استقلال السنة بتشريع الأحكام) لأحد الباحثين وفيها ما يفيد. وانظر ستجد أحكاما كثيرة لم ترد في القرآن وإنما جاءت في السنة وانظر مسألة أخرى كالصلاة مثلاً هل ورد في القرآن غير ذكرها فقط؟ وقياساً على سؤالك أقول لك لماذا لم يرد تفاصيلها في القرآن على أهميتها؟ ماذا في القرآن عن الصلاة غير «وأقيموا الصلاة».
^^.. ألم تكن الصلاة معروفة بهيئاتها قبل مجيئ الإسلام مما تبقى من الحنيفية الإبراهيمية؟
ليست بهذه التفاصيل ولذا فقد قال الرسول(ص) «صلوا كما رأيتموني أصلي».
^^.. ألم تحدث ردة جماعية في وقت الرسول؟
قبل تنفيذ الحكم في الردة يسبقه استتابة وتوجيه ونصح وإرشاد، ولهذا ربما لم يطبق الحد. هل يستطيع القائل أن هؤلاء لم يعودوا لدينهم... والإسلام لا يركز على إقامة الحدود أكثر مما يحرص على البناء وإزالة الشبهات....
^^.. لماذا لا نقرأ المسألة من جميع جوانبها حين نحتج بأحد الخلفاء الذين أقاموا ما تسميه حداً على المرتدين.. ألم يكن المرتد حربياً يومها؟ ألم يكن المرتد ينتقل مباشرة من صفوف المسلمين إلى صفوف المقاتلين، بمعنى أن الوضع السياسي يستدعي إقامة مثل هذه العقوبة الرادعة، لكن اليوم المجتمع الإسلامي مجتمع سلم سيبقى المرتد مسالما كمواطن في إطار مجتمعه؟
قراءة الواقع في مسألة تنزيل الأحكام مهمة جدا؛ لكن هي قراءة تفهم لا قراءة استدلال واحتجاج. وقد خضنا في كثير من التفاصيل وأخذت حقها سابقاً من النقاش عند كثير من الكتاب وأقول لهم ليست القضية قضية غلبة أو انتصار .. الكلمة مسئولية أمام الله. ولا داعي للاستفزاز فيما يكتب البعض..
^^.. دعنا ننتقل إلى مسألة أخرى شهدت جدلا على الساحة مؤخراً هي مسألة الرقيق الذين استجلبوا بالحروب.. من أباح للمسلمين خلال قرون من الزمن استرقاق الناس وبيعهم وشراءهم بتلك الصورة المزرية، والتي تعتبر جريمة بحق الإنسانية؟
بالنسبة للرق جاء الإسلام والرقيق غالب أموال الناس كدعامة اقتصادية في المجتمع، وقد سلك سبيل التدرج في القضاء عليه، ودعا الإسلام إلى المساواة، لكن بالتدرج كما هو الشأن في الخمر، وحين أقر الإسلام الرق في البداية كان له كارهاً ثم ما حصل بعد ذلك أنه معاملة بالمثل، هم يسترقون من المسلمين ونحن نسترق منهم.
^^.. فعلهم ليس حجة، وهل لنا تشريع فيما تقول؟ ثم إن آخر فترة الخلافة الراشدة يكاد الرق يكون حينها منتهيا؛ لكنه تكاثر بعد ذلك؟
لا ينبغي أولاً فهم الإسلام من خلال ممارسات خاطئة....
^^.. في تاريخ الإسلام للذهبي تكلم مثلاً عن فتح للمسلمين للأندلس وقال لقد فتح الله على المسلمين بآلاف الرقيق الذين عادوا بهم ..إلى آخر كلامه..هل يصح أن يباع إنسان ما كرمه الله في السوق كما تباع الدواب؟
سؤال مهم.. وكما قلت لك جاء الإسلام والرق دعامة اقتصادية بالغة الأهمية في المجتمع الإسلامي.
^^.. أتفق معك في البداية لكن شهد المجتمع الإسلامي من ازدياد الرقيق بعد ذلك أكثر مما كان سائدا في الجاهلية؟
الإسلام حرم أن يسترق إنسان إنساناً حراً وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم .........ومنهم رجل استعبد حرا فباعه فأكل ثمنه. وقد فتح الإسلام أبواب الحرية. ولم يجعل للرق باباً إلا من باب الحرب مع الكفار فقط.
^^.. من أين جئت بهذا الحكم؟
هذا وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
^^.. هل سبى رسول الله أناساً وباعهم أو اشترى بعضهم على هذا النحو؟
يوجد ....
^^.. مثال على ذلك ؟
أهدي له بعض الرقيق، وكان من نسائه الرقيق مارية القبطية وصفية
^^.. ألم يعتق الرسول صفية بنت حيي بن أخطب ثم تزوجها؟
الصحابة قالوا ،وقد ذكر ابن كثير أنه كان للنبي واحدة من الأسارى اليهود، ....والاسترقاق من الكفار لا يكون إلا عن طريق الحرب فقط.
^^.. دكتور أسألك.. لنفترض جدلاً أننا دخلنا فلسطين اليوم محررين لبيت المقدس، فانتصرنا.. هل من حق الدكتور مهدي أن يعود من فلسطين وفي حوزته مائة أو مائتين أو ألفا من شقراوات تل أبيب يبيع فيهن ويشتري ويهدي، ويتصدق؟!!
الإسلام لم يجعل الرق الخيار الوحيد بل واحدا من ثلاثة خيارات (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء)
فجعل الرق أحد ثلاثة خيارات. والله إن استرق الكفار من المسلمين فلم لا نسترق منهم؟ وأيضا إما أن أمن عليهم أو أفدي..
^^.. ألا ترى أن ما حصل من ممارسات تاريخية يعتبر جريمة بحق الإنسانية وعلى المسلمين اليوم أن يعتذروا؟
المسلمون ليسوا بحاجة للاعتذار اليوم لأن ما حصل كانت ممارسات خاطئة من بعض الناس هم المعنيون بالاعتذار هم وقد أفضوا إلى ربهم وهو حسيبهم في ما فعلوا..
^^.. لا زلت تتهرب عن الإجابة الصريحة في موضوع تاريخي مهم؟
ما حصل من المسلمين في عهد عصور الانحطاط أنهم حولوا الرق إلى تجارة وظهرت أسواق الرقيق في كثير من البلدان، وهذا من الأخطاء في التاريخ الإسلامي.
ولكن لا نبرزها لأعداء الإسلام كقضية تاريخية ومحسوبة على الإسلام.
^^.. ننتقل إلى جزئية أخرى في الموضوع نفسه.. وجدنا في تاريخ الفقه الإسلامي أن للإماء أحكامهن الخاصة في بعض التشريعات كجواز النظر إلى ما لا يجوز أن نرى من الحرة!! ما الفرق بين العربية الحرة السمراء أو البيضاء وبين شقراوات الروم من نساء بني الأصفر الفاتنات؟! ألسن أكثر إثارة وفتنة؟
هذا من تيسير الله على الأمة وعلى سيدها في نفس الوقت، فالأمة معرضة للعمل وللحركة بصورة أكثر أمام سيدها وغيره، بل إن لقاء السيد بأمته أقوى من لقائه بأمته، ينظر إلى ماشاء منها ويستمتع ما شاء الله له أن يستمتع. لقد خفف الله عن الإماء بعض الأحكام رحمة وشفقة منه، وليس معنى هذا أن تكون عريانة أو تبدو بصورة مستفزة من العري فهذا من الممنوعات. يظهر منها ما زاد على الوجه والكفين لكن لا يصل إلى درجة العورة.
^^.. يبدو أنك تشرعن للاستعباد بهذا الكلام؟
أن لا أشرعن للاستعباد ولا أقول إلا على ضوء فهمي للشريعة.
^^.. كان سادات القوم وكبراء العشائر يتبادلون فيما بينهم الإماء كهدايا وكن يغنين في نوادي القوم ومجالسهم وكان التعامل معهن كمتعة لا أقل ولا أكثر..؟
هذه أخطاء لا يتحملها الإسلام..
^^.. هل يجوز للمسلم أن يتزوج بأكثر من أربع؟
بالنسبة للزواج لا يجوز له ذلك. لكن ما يتعلق بملك اليمين يجوز له أن ينكح ما شاء. وهذا من سنة النبي وقد قال تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت ايمانكم) والأمة مما ملكت اليمين.
^^.. ينكح حتى ألفاً؟
إذا كان له القدرة على ذلك فما الذي يمنع؟ وما دمن في ملك يمينه فذلك جائز.
^^.. ألا تحمد للغرب أنه عمل على إزالة الرق مؤخرا في العصر الحديث؟
الغرب روج أكذوبة كبيرة علينا في هذا الموضوع. الغرب استعبد الإنسان بصورة وحشية .. مرة بدعوى إخراجهم من الوثنية إلى الدين ومرة بحجة أفضلية الرجل الأبيض على الرجل الأسود.
^^.. هذا حصل أيضا في تاريخ بني أمية؟
إن حصل فهو خطأ وقد حارب عمر بن عبد العزيز ما ساد قبله من المخالفات وقصصه في هذا شهيرة..
^^.. الدولة في الإسلام مدنية أم دينية؟
هذه قضية دار حولها نقاش طويل بين تياري الإسلاميين والعلمانيين... وأنا أقول لا فرق بين الدين والمدنية، حضرت مناظرات عدة في القاهرة أثناء دراستي بين الشيخ محمد الغزالي وفرج فودة وأيضا مناظرات كانت بين الدكتور محمد عمارة وآخرين من الاتجاه العلماني، ووجدتهم يعنون بالدولة المدنية والدولة الكهنوتية التي كانت في الغرب في العهد الكنسي حين كان الحاكم يدعي أنه نائب عن الله يحكم بأمره ليستبد بهم كما يشاء، وأيضا ينادونهم بالتحرر والانطلاق دون ضوابط في الحياة، وأنا أقول الدولة في الإسلام مدنية يحكمها الدين الإسلامي، الدين مبني على التوقيف وعدم الاختراع بينما ما يتعلق بأمور الدنيا مبني على الاختراع والتجديد والابتكار.
^^.. ماذا عن توظيف الدين للسياسة؟
هذا خطأ وقد حصل التطبيق المثالي للإسلام في عهد الخلافة الراشدة، ما كان هناك الكهنوت ولا فرض الرأي الواحد.. وقد ندبنا الرسول إلى اتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، وقد ذكرت بعض الروايات وسنة أبي بكر وعمر وبعضها لم يقيد والخلفاء الراشدون هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن رحمهم الله لأن بخلافته تمت ثلاثون عاماً.
^^.. البعض يقول هو عمر بن عبد العزيز؟
هذا تكريما له فقط كونه أقام العدل، أقام الدين كما كان سابقاً.
^^.. أقصد ماذا عن تداخل الدين بالسياسة وتوظيف الدين لما يخدم الميكافللية السياسية؟ هذا إضافة إلى توظيف النص الديني للسياسة؟
ربما عندما تحدث مثل هذه الثورات تحدث معها كثير من الأخطاء وهناك كثير من ضعفاء النفوس من الحكام ومن غير الحكام من ضعفوا أمام الأحمرين، وبعضهم ضعاف التفقه في علوم الدين. ولا أخفيك أن ما فعله الناس للحكام أكثر مما فعله الحكام لأنفسهم، كثير من الحكام لا يزالون يتقون الله لكن كثيرا من الفقهاء يبررون ويهيئون ويبحثون وينقحون ويبيعون ويشترون، في الدولة الأموية أو العباسية أو غيرها، وكما حصلت نماذج من هذه الصور المعتمة فهناك صور مشرقة ووضيئة ينبغي علينا إبرازها. مع أن مع كان سلبيا لا يتحمل وزره الإسلام.
^^.. ماذا يجب على المسلمين اليوم؟
يجب عليهم الاستفادة من التاريخ.
^^.. الإجماع اليوم هل هو إجماع العلماء أم إجماع الأمة؟
أي إجماع تقصد؟ إن كنت تقصد الإجماع الفقهي فالعلماء هم صاحب الشأن فيه، وإن كنت تقصد الإجماع السياسي فالأمة هي صاحبة الشأن، من خلال الصندوق مثلاً مع ما لي من تحفظ على الصندوق أحيانا لأنه يساوي أحيانا بين الأمي الجاهل وبين العالم الكفء.
^^.. وهل الأمة بهذه السذاجة حتى تساوي بين الأمي والعالم الكفء؟
حصل هذا تماما ًوتقدم صاحب الشهادة المزورة على غيره.
^^.. تحدث كثير عن الصحابة وهل كلهم عدول أم البعض ماذا ترى؟
الصحابة كلهم عدول وهكذا شهد الله لهم وقال في حقهم (لا يستوي من أنفق منكم من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة عند الله).
^^.. أعود إلى مفهوم العدالة عندك؟
العدالة تعني اجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر واجتناب ما يخل بالمروءة وهي لا تعني العصمة. وابن الأمير الصنعاني يقول أن كلهم عدول إلا من ظهر منهم مفسق، ثم ذكر منهم نماذج قليلة بعض العلماء لا يعترف لهم بالصحبة أصلاً..
^^.. ذكرت قبل قليل قوله تعالى (لا يستوي من أنفق منكم قبل الفتح وقاتل...) هذا الآية تصنف الصحابة صنفين ولابن حزم رحمه الله كلام جميل وجريء هنا لم يذكره أحد قبله، ثانياً ما حكم من ارتد عن الإسلام من الصحابة بعد موته صلى الله عليه وسلم ثم عاد للإسلام، هل يبقى على عدالته المطلقة؟
الصحابة غير معصومين، وقد حصلت شبهة عند البعض في مسألة الزكاة.
^^.. ألا ترى أن ثمة فرق وتفاوت بين مدرسة الصحبة نفسها؟
الصحبة لا تكون إلا إذا طالت حتى يكتسب الصاحب من أخلاق صاحبه... ولا شك أن من صحب الرسول مرة أفضل ممن رآه مرة واحدة
رابط الصفحات اكروبات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.