عمل الخير والتفاعل الإنساني العملي مع المحتاجين من مرضى وفقراء ومعسرين، في الغالب يقتصر على شهر رمضان المبارك. أمر جيد، ويستحق أصحابه جزيل الثناء، ولكن مَنْ للكثيرين من الفقراء والمعسرين والمرضى طيلة العام، هل سيتركون عرضة لثالوث المعاناة المرعب؟. يحتاج العمل الخيري في بلادنا إلى إعادة تنظيمه، بحيث يكون أكثر نفعاً ويستمر أثره على أكبر شريحة ممكنة. مثلاً، حملات التبرع لمرضى السرطان رغم أهميتها إلا أنها تقتصر على احتفالية صغيرة وحملة تبرعات لأيام قليلة ثم تتوقف.. والجمعيات الخيرية التي تزدهر على حساب الفقراء، ومع ذلك فهي لا تزورهم إلا في رمضان وكل ما تقدمه لهم من معونات لا تسد الرمق ولا تغني أو تسمن من جوع.. يجب أن يكون رمضان الفضيل فرصة لمراجعة النفس، ولبناء علاقة جديدة مع الله تعالى، علاقة قائمة على الصدق وحب فعل الخير، ثم تكون الانطلاقة نحو عمل صالح يستمر طيلة العام ولا يكون محصوراً في شهر واحد فقط. لكل محبي «الخير» قولاً وفعلاً، مثلما احتاجكم الفقراء والمرضى في رمضان، هم يحتاجون عونكم طيلة عام.. فقط تذكروا أن ومن أعظم الأعمال الإسهام في انتشال هذا المجتمع الطيب من براثن الفقر، وقسوة الحاجة، وبطش المرض. تذكروا أنكم تقرضون الله قرضاً حسناً، سيضاعفه لكم.. والله يجزي المحسنين.