سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الربيع العربي» ترك بصمته الواضحة على إنتاجها المكلّف جداً والذي بلغ في مصر فقط أكثر من 140 مليون دولار رمضان 2014م.. نجاح إنتاج الدراما «المختلطة» والمسلسلات السورية
تميّزت الدراما العربية التي تحوّلت إلى صناعة رمضانية بامتياز تحرّك دورتها الإنتاجية ملايين الدولارات لتبلغ في مصر وحدها حوالى 140مليون دولار، هذا العام بتجربة “المسلسلات المختلطة المصرية – السورية – اللبنانية” تحديداً، إذ زاد الطلب على الممثلين اللبنانيين بشكل خاص، وفق أحد المنتجين في عالم الدراما المصرية. وترك “الربيع العربي” بصمته الواضحة على إنتاج الدراما الرمضاني لهذا العام، فمعايير الإقبال على متابعة عمل درامي سوري من قبل المشاهدين وحتى شرائه من قبل التلفزيونات ارتبطت بمواقف الممثلين والمنتجين من الثورة والنظام في سوريا على سبيل المثال. وأكد المستشار الفني لتلفزيون “المستقبل” عبد المولى خالد أن شهر رمضان هو “موسم لصناعة الدراما السورية والخليجية والمصرية” مشيراً إلى أنه “الملاحظ في هذه المرحلة واللافت للنظر العدد الكبير للمسلسلات المختلطة لبناني – سوري – مصري، بينما كانت الطفرة بين 2010م و2013م للمسلسلات السورية التي تأثّرت هذا العام بالحرب”. من ناحيته، أشاد المنتج المصري هشام شعبان ب “تجربة الإنتاج المختلط” القائمة على تعاون بين ممثلين سوريين ولبنانيين ومصريين، ووصفها بأنها “رائعة وجيدة جداً”. واستذكر شعبان في هذا الإطار بدايات الممثّل السوري تيم الحسن والنجاح الذي حقّقه حينها مع مسلسلي «حرب الجواسيس» و«عابد كرمان» معتبراً في الوقت نفسه أنه «بعيداً عن أية مجاملة؛ فإن أي نجاح يجب أن يأتي من مصر». وأوضح أن تراجع الإنتاج الدرامي السوري ليس السبب الوحيد لزيادة الاهتمام في مصر بالإنتاج اللبناني بل «إن بعض الوجوه اللبنانية مطلوبة جداً في أي عمل مثل يوسف الخال وورد الخال ونادين الراسي وميريام فارس وغيرهم» مضيفاً أنه حاول التعاون مع يوسف الخال لكن ما “منع ذلك حتى الآن هو ارتباطات الخال في لبنان” وعلى العكس من عدم الربط بين مواقف الفنانين من الثورة المصرية والإقبال على أعمالهم في مصر كما ذكر شعبان، يبدو أن الربط بين موقف الفنان السياسي من الثورة وأعماله أقوى في الحالة السورية، إذ أشار خالد إلى أن “هناك بعض الممثلين المؤيدين للنظام انخفضت نسبة مشاهدة أعمالهم” موضحاً أنه حتى المسلسلات السورية “كان لها هذا العام نصيب وافر مع الرقيب العربي لأسباب سياسية، حيث تم شراء بعض المسلسلات أو حجبها تبعاً لتصنيف كل دولة للممثلين السوريين والعمل ما إذا كان موالياً للنظام أم لا”. واعتبر أنه “بسبب الربيع العربي وهجرة الممثلين السوريين إلى مصر؛ انتعشت الدراما اللبنانية التي كانت الأهم في السبعينيات من القرن الماضي” لكنه أكد أن “الدراما اللبنانية لا يمكن أن تحقّق النجاح بمفردها”. وأضاف خالد أن أجور الممثلين بشكل عام كانت “أعلى في موسمي 2011 – 2012م منها الآن، وذلك بسبب الدراما السورية وكذلك عرض المسلسلات التركية” على الرغم من أن بعض الممثلين النجوم مثل عادل إمام “مازالت أجورهم تصل إلى حوالى مليون دولار ويسراً ارتفع أجرها من حوالى 300 - 400 ألف دولار أميركي إلى حوالى 800 ألف دولار”. من جهته، كشف شعبان أن “حجم حركة الأموال التي تم توظيفها في إنتاج الدراما والأجور للفنانين والمخرجين وغيرهم والسوق الإعلاني بلغ هذا العام حوالى بليون جنيه مصري «حوالى 140 مليون دولار أميركي» في مصر وحدها”. وقال شعبان إنه “جرى إنتاج 35 مسلسلاً في مصر هذا العام” مشيراً إلى أن بعض هذه المسلسلات “بلغت كلفتها ما بين 50 إلى 60 مليون جنيه مصري «6.9 – 8.3 مليون دولار أميركي». وأوضح أن المسلسلات الثلاثة الأضخم من حيث الإنتاج لهذا العام هي «صاحب السعادة» لعادل إمام و«جبل الحلال» لمحمود عبدالعزيز و«كلام على ورق» لهيفاء وهبي، لكنه شدّد في الوقت نفسه على أن نجاح أي عمل درامي لا يقاس بكلفة الإنتاج وما يدفعه المنتج والماديات بل بالنص المكتوب. إلى ذلك عاد الممثل المصري يحيى الفخراني إلى جمهوره في العمل الفني “دهشة” المستوحى من البيئة الصعيدية، وذلك بعد غياب عن هذا النوع من الدراما 3 سنوات؛ إذ عُرض مسلسل “شيخ العرب همام” في 2010م.