يمثّل المتحف الحربي بصنعاء صرحاً ثقافياً وحضارياً وتاريخياً عملاقاً يأوي في داخله عشرة آلاف قطعة أثرية يعود تاريخها إلى قبل التاريخ الإنساني مروراً بنقل صورة كاملة للحضارات الإنسانية القديمة في اليمن مثل حضارة الدولة السبئية والحميرية والقتبانية والمعينية ، وعليه فإن المتحف الحربي بصنعاء يعدّ من أهم المتاحف بعد المتحف الوطني على مستوى اليمن, والمتحف يتكون من نحو 12 قاعة عرض تضم آلاف الكنوز الأثرية التي توثّق - بالإضافة إلى تاريخ حياة الجيوش اليمنية حاضرها وماضيها - مخطوطات تاريخية ونقوشاً حجرية عمرها أكثر من 7 آلاف سنة والكثير من القطع الأثرية التي لا تُقدّر بثمن .. صحيفة «الجمهورية» زارت المتحف الحربي بصنعاء وهناك التقينا العقيد الركن/عابد محمد الثور - مدير عام المتاحف الحربية بوزارة الدفاع في دائرة التوجيه المعنوي، ومدير عام المتحف الحربي بصنعاء والذي بدأ حديثه قائلاً: إن المتحف الحربي يحتوي الكثير من اللقى الأثرية والأسلحة والموجودات الحضارية مثل السيوف واللقى الأثرية، وهي تنقسم إلى آثار ما قبل التاريخ وهي لقى، كالمقاشط، رؤوس السهام الحجرية، وبعدها ننتقل إلى اللقى الأثرية التي تنتمي للفترة التاريخية لدول اليمن القديم، كسبأ وحمير ومعين وقتبان، وغيرها من مجمل الحضارات اليمنية القديمة، حيث تمثّلت بنقوش الخط المسند الرسمي والشعبي المسمّى الزبور وكذلك أشكال المعابد في دول اليمن القديم من الأباريز التي كانت تزيّن أعالي المباني, وكذلك اللقى البرونزية التي هي على أشكال متنوعة من التماثيل على أشكال الخيول والماعز وكثير من الحيوانات التي تدل على أنها وُجدت في اليمن من خلال النقوش والرسوم التي وُجدت عليها ووُجدت أحياء مائية يستغرب المرء كيف وُجدت في اليمن في ذلك التاريخ القديم، وقد أثبت هذا القرآن الكريم حين ذكر الجنتين اللتين عن يمين وشمال فكان هناك أنهار تعيش فيها الأحياء المائية تتخلل تلك الجنتين، وكذلك فقد وُجدت أشكال من الحياة لم توجد إلا في أفريقيا، وقد وُجدت في اليمن قديماً, ويمتلك المتحف سيفين من أندر السيوف في الجزيرة العربية السيف البرونزي النذري، وهو نفس السيف المعروض على العملة اليمنية فئة مئتين، والذي يحمله رجل بالشكل الأوزيري أو التعبدي والمتحف يملك من هذه السيوف ثلاثة، اثنان معروضان والأخير يُرمّم في إيطاليا باتفاقية بين اليمن، وزارة الدفاع قطاع التوجيه المعنوي، وجامعة بيزا الإيطالية, وقد ذهب البعض إلى أن عمر هذه السيوف يبلغ 400 قبل الميلاد ومنهم من يعيدها إلى 700 قبل الميلاد، ومنهم من يقول إنها وُجدت في 1700 قبل الميلاد، وهذه السيوف النذرية يحملها القائد لا للقتال وإنما للاستعراض وهي ذات مقابض هلالية. التطوّر الحربي وأضاف العقيد الركن الثور: وكذلك لدينا خناجر ظهرت في الفترة المعينية، ومما ينبغي الإشارة إليه أن الأشياء التي تدل على التوسّع الزراعي والعمراني يدل على دولة سبأ, وأما تطور السلاح أو التطور الحربي فقد ظهر في دولة معين، حيث كانت دولة توسعية أكثر منها زراعية, وأما دولة حمير فقد شملت الجميع من فنون الزخرفة والبناء وصنع السلاح والزراعة وغيرها من الفنون فدولة حمير شملت كل شيء، وهي تعتبر آخر حضارة من حضارات اليمن القديم, والمتحف يمتلك قاعتين لهذه اللقى. قاعات وأشار العقيد الركن/عابد الثور إلى أن هناك في المتحف عدة قاعات تحوي القاعة الأولى، وهي تحتوي على التاريخ القديم والإسلامي والحديث، وهي التدخلات الأجنبية، أما القاعة الثانية فتحتوي على فترة الإمام يحيى وبداية التوجه الدستوري أو التوجه الفكري الثوري نحو التغيير ومواجهة الإمام يحيى بالأفكار والأشعار والرسائل, أما القاعة الثالثة فهي فترة ثورة 48 والقاعة الرابعة فهي ثورة 55 وما صاحبها من حركات, بعدها ننتقل إلى القاعة الخامسة وهي قاعة الثورة اليمنية من بدايتها الأولى من محاولة اغتيال الإمام أحمد على يد الثلاثة الشهداء، اللقية والعلفي والهندوانا، بعد ذلك تحكي القاعة تفاصيل الثورة من الانطلاقة في الساعات الأولى وخرائط توضح انطلاق الدبابات من العرضي إلى مراكز القيادة وبيت البدر وقصر السلاح والإذاعة ودار الوصول وهو القصر الجمهوري حالياً، وكان حينها سفراء الدول يعزون في وفاة الإمام أحمد إلا إن الثورة جاءت ولا زال الضيوف في قصر الوصول، ونهاية القاعة تحكي عن ثورة 14 أكتوبر بالصور والأسلحة المعروضة والتي استخدمها البريطانيون ضد أبنائنا في جنوب الوطن وثورة 14أكتوبر ثورة ك26 سبتمبر أثمرتا في 30 نوفمبر خروج المستعمر من جنوب الوطن، وقد أخذت جناحاً واحداً هنا لأنها معروضة بالكامل في متحف عدن، ننتقل بعدها إلى القاعة السادسة وهي تحكي مرحلة السبعين يوماً ومعروض فيها الأسلحة التي شاركت والأسلحة التي نُهبت من القوى المعادية، وبعدها القاعة السابعة وهي تحوي فترة الرؤساء الذين حكموا اليمن ابتداءً بالرئيس السلال إلى آخر رئيس حكم اليمن، وتحوي القاعة الثامنة تطوّر القوات المسلّحة حسب تسلسل القوات المسلحة بحراً وبراً وجواً، وأما القاعة التاسعة في تطوّر القوات المسلّحة البرية بالكامل منذ نشأة القوات المسلّحة ومراحل تطورها ومعسكراتها ووحداتها ومدارسها حتى نهاية القاعة وهي تطور القوات الجوية، وبعدها ننتقل إلى القاعة العاشرة والحادية عشرة، والثانية عشرة وهي الهدايا التي كانت تُهدى إلى القادة العسكريين. عربات وميج17 لافتاً إلى أن المتحف له ساحتان الساحة الشمالية و معروض فيها مجموعة من الأسلحة التي كانت تُشارك في حروب قديمة مثل فترة الأكراد، وفترة الإمام يحيى, وكذلك الساحة الداخلية أو الجنوبية ومعروض فيها طائرة الميج17 التي شاركت في فك الحصار عن صنعاء، إضافة إلى بعض الأسلحة التي كان لها دور في فكّ الحصار عن صنعاء وعن مجمل المناطق اليمنية مثل أول سيارة استقلّها الرئيس السلال والسيارة التي كان يستقلها القائد العام للقوات المسلّحة، الفريق البطل حسن العمري، ومعروض كذلك السيارة الفورد التي قيل إن الإمام يحيى قُتل بداخلها، وهناك مجموعة من السيارات التي كانت هدية من الرئيس السابق على عبدالله صالح، وبعضها أُهديت فيما بعد وهي تحكي أنها سيارات كانت تستقلها الملكة اليزابيت خلال زيارتها إلى عدن لقضاء فترة الشتاء في عدن، ولدينا العربة التي كان يستقلها السياسي الأول واللامع في فترة الإمام يحيى وأحمد وهو راغب بريك، وكانت هذه العربة عربة تجرّها الخيول إضافة إلى تمثال مقلد وليس أصلياً لملك اليمن الموحد معد يكرب وهو أشهر ملوك الدولة السبئية, ولدينا مجموعة لا بأس بها معروضة