فتحت عينها على حب الصورة، فقد ترعرعت في كنف رجل عشق التصوير الضوئي، كانت ترى والدها يحمل آلة التصوير ويتجول في الصحراء، يلتقط صوراً للطبيعة وللصيادين وللوجوه، وكانت ترى السعادة في عيني والدها عندما يلتقط صورة مميزة، فأدركت بأن ما يقوم به والدها شيء على درجة عالية من الأهمية، إنها المصورة الإماراتية نورا الظاهري، ابنة المنطقة الغربية التي تربت ما بين بر وبحر، فكانت الطبيعة ملهمتها الأولى، ومن هنا كانت البداية . جريدة "الخليج" التقت نورا المنصوري وكان هذا الحوار. كيف كانت بدايتك مع هواية التصوير الضوئي؟ - لقد كان والدي يعشق التصوير الضوئي، فكبرت وأنا أراه يلتقط الصور لكل ما يحيط بنا، كما كان يعشق تصوير الأشخاص، والبحث في تفاصيل الوجوه، ولا يخفي سعادته إذا ما أراد أحد ما تصويره . هذا الأمر جعلني أدرك منذ الصغر أهمية الصورة الضوئية، ومدى قدرتها على إيصال الأفكار، لكن هذا الأمر لم يدفعني إلى ممارسة التصوير الضوئي، بل بقيت مجرد متابعة لأعمال الوالد، ومنذ ثلاث سنوات تقريباً كانت بدايتي الفعلية مع التصوير، فاقتنيت آلة حديثة ورحت ألتقط الصور . ما الذي جذبك إلى هذه الهواية؟ - كان لدي اهتمام كبير في مجال الديكورات، وكثيراً ما كنت أساعد الناس في بعض التصاميم، هذا الأمر دفعني إلى اقتناء آلة تصوير، وبما أن الجمال مرتبط ببعضه بعضاً فقد بدأت بتصوير الطبيعة التي تحيط بي، فأنا ابنة المنطقة الغربية، حيث يلتقي البحر بالصحراء . وهل كان للأهل دور في تشجيعك للمضي في هذا المجال؟ - بالطبع، فكما ذكرت كان أبي مصوراً، كما أن الأهل التمسوا في صوري موهبة، فكانوا يقولون "من يريد أن يلتقط صورة مميزة لنفسه فليذهب لنورا" . وهل حصلت على دورات في هذا المجال؟ - لا أبداً، فأنا أسكن في منطقة بعيدة عن المعاهد أو المراكز التي تقدم هذه الدورات، ولدى سؤالي للمصورين الذين أعرفهم، أكدوا لي أن ما وصلوا إليه من خبرة كان من خلال التجربة، ولم يعمدوا إلى أي مركز تدريبي في هذا المجال، فقمت بجهد ذاتي بالبحث في الشبكة العنكبوتية على ما يفيدني في هذا المجال . وما الموضوعات التي تنجذب إليها عدستك؟ - تبقى البيئة المحيطة هي ملهمة كل مصور، وقد حبا الله دولة الإمارات ببيئة مميزة، حيث الصحراء الشاسعة بكثبانها العملاقة، وحيث البحر الفسيح بأمواجه ومخلوقاته، كما أن براءة الأطفال تجذبني، فكثيراً ما تراني ألعب معهم، وأقترب منهم لأصطاد التعابير البريئة التي ترتسم على وجوههم . وماذا عن المسابقات التي شاركت فيها؟ - كانت مشاركاتي في البداية عادية جداً، وكانت مقتصرة على جمعيات التصوير الضوئي في الدولة، كما نشرت لي الصحف المحلية عدداً من الصور التي التقطتها، ولم يخطر ببالي المشاركة في المسابقات الكبيرة، إلى أن نصحني بعض الأصدقاء بالمشاركة في مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي، وبالفعل شاركت بعدد من الصور، وحصلت على شهادة تقدير عن مجمل أعمالي . وماذا عن الصورة الفائزة؟ - هي صورة لجامع الشيخ زايد يظهر فيها أيضاً جسر المقطع وجسر الشيخ زايد الجديد، أي أنها جمعت عدداً من أهم معالم العمارة في مدينة أبوظبي ومن هنا كان تميز هذه الصورة وما الحافز الذي ولدته لديك هذه الجائزة؟ - أن تحصل على شهادة تقدير من مسابقة بحجم "الإمارات للتصوير الضوئي" أمر ليس بالقليل، فمجرد أن تعرض صورك إلى جانب كبار المصورين حول العالم، حدث مهم في حياتك . لقد أكسبتني هذه الجائزة الثقة بالنفس وبأني قادرة على المنافسة في هذا المجال وأن لدي ما أقدمه . يصاب الكثير من المصورين الهواة بالإحباط عند معرفتهم بالمبالغ الكبيرة التي تتطلبها هذه الهواية، برأيك كيف من الممكن أن يتغلبوا عليها؟ - للأسف لا يمكن التغلب على ذلك إلا بالقناعة الشخصية، فالربح المادي في التصوير والدعم شحيح جداً في ظل غلاء المعدات وقيمة الوقت، ولكن عندما يحب المصور لقطاته يكون هذا دافعاً له، كما أن العديد من الجهات لا تثق إلى الآن بقوة المصور الإماراتي ومهارته، فهناك عدد من المصورين الإماراتيين الذين تفوق قدراتهم وإنجازاتهم غيرهم . كيف تجدين مستوى المصورين الإماراتيين؟ وما رأيك في حركة التصوير الضوئي في الدولة؟ - شهدت حركة التصوير في الآونة الأخيرة الكثير من الإقبال وبتنا نرى المصورين الإماراتيين الشباب والشابات ينتشرون في كل الأماكن في الدولة، ويقومون بالتقاط صور رائعة وبحرفية كبيرة . . الحركة التصويرية في ازدهار، وكما نرى هناك العديد من مسابقات التصوير التي بدأت بالظهور، ما يدل على بداية الاهتمام بالتصوير . وماذا عن المستقبل؟ - لقد فتحت المسابقة عيني على أنواع جديدة من التصوير الضوئي كتصوير البتروفوليو، وهو مجموعة من الصور تركز على موضوع واحد بحيث يكون أشبه بالقصة التي تتناول الموضوع من جميع جوانبه، وقد بدأت بالفعل في هذا النوع من التصوير، وسيكون لي بكل تأكيد مشاركات في المسابقات المقبلة .