بقلم :- علي ناصر احمد القرزي تم تصدير أكثر من مليار وأربعمائة مليون برميل من نفط خام المسيلة من أغسطس 1993م حتى 18 ديسمبر 2012م؟؟؟!!! إنها مدينة غيل بن يمين التي تضم معظم قطاعات المسيلة النفطية والتي تضخ في خزينة الدولة مليارات الدولارات بتصديرها هذه الكمية من براميل النفط . هذه المنطقة التي تلاشى اسمها ولا يكاد يرى بين السطور ولا يسمع له صدى يردد في الأرجاء ليس هذا فقط, بل لا تكاد تذكر تنموياً فمازال أهل هذه المنطقة التي تضم الآلاف من المواطنين يعيشون حالة مزرية وليس لهم إلا أن يحمدوا الله على كل حال, لأنه ليس هناك منادى ولا مستجيب غيره .فمعظم أبناء هذه المنطقة ليس لهم مصدر دخل سواء تربية المواشي والزراعة, حيث أصبحت الزراعة يصعب العمل فيها لارتفاع مادة الديزل وقلة المردود منها . ولعدم وجود أعمال كافية تغطي حاجة أبناء المنطقة انتشرت البطالة بين الشباب الذين لم يجدوا لأنفسهم مسلك سواء الغربة ومكابدة معاناتها علهم يرجعون بشي يسدون به حاجة أهلهم , حيث تصل نسبة الشباب المغتربين إلى 70% تقريباً وأغلبهم بطريقة غير شرعية والتي هي طريقة الموت . فهم بالرغم من المعاناة التي يلقونها خلال غربتهم إلا أنهم يفضلون الغربة التي تبعدهم عن أهلهم الآلف الكيلو مترات من البقاء في منطقتهم والتي هي أغرب من الغربه والتي تعمل بها الشركات النفطية ولا تبعد عنهم سواء بضع الكيلومترات فقط وذلك لعدم منحهم فرص بحجة أنهم لا يمتلكون الخبرات الفنية والمؤهلات العلمية , والكثير منهم يملكون المؤهلات. في حين إن هناك الكثير من العاملين في هذه الشركات لا يمتلكون هذا المؤهلات المزعومة , حيث يتم توظيفهم على أساس المحسوبية والواسطة التي تلعب دوراً بارزاً في مثل هذه الأعمال . أن المقارنة بين حجم الإنتاج النفطي الذي تقدمه غيل بن يمين وبين ما تحتاجه من البنية التحتية سنجده كالإبرة في كومة القش . فكيف تكافئ هذا المنطقة بالحرمان مقابل ما تجود به على خزينة الدولة من تعزيزات مالية ضخمة , ومع حالة الإهمال التي تعيشها المنطقة , فمازال لدينا أمل في أن يتم إعطائها ما تستحقه من اهتمام ويعيد لهذه المنطقة جميلها, قال تعالى (( وما جزء الإحسان إلا الإحسان )) مهيبين بالسلطة المحلية بالمحافظة والجهات المسئولة مراعاة غيل بن يمين وأخذها بعين الاعتبار .