يدين المرصد اليمني لحقوق الإنسان ( YOHR )، وبشدة الاعتداء السافر الذي تعرض لها المعتصمون من جرحى الاحتجاجات السلمية في 2011م أمام رئاسة الوزراء والمتضامنون معهم منذ أسبوعين، والذي أسفر عن إصابة 16 شخصاً منهم بإصابات متفرقة ومتفاوتة الخطورة. وبحسب المعلومات التي جمعها فريق الرصد الميداني للمرصد اليمني لحقوق الإنسان ( YOHR )؛ أصيب 16 شخصاً من المشاركين في الاعتصام المفتوح والإضراب عن الطعام أمام رئاسة الوزراء منذ أسبوعين بإصابات مختلفة جراء اعتداء قوات من الأمن المركزي ومكافحة الشغب عليهم ظهيرة اليوم الثلاثاء 12/2/2013م. وأصيب المدافع عن حقوق الإنسان أحمد سيف حاشد بجراح بليغة في رأسه نتيجة تعرضه لضربات بهراوة ثقيلة، وأجريت له عملية جراحية في المستشفى الجمهوري، وتم نقله إلى العناية المركزة، "في مستشفى المتوكل" فيما تعرض بقية الجرحى لإصابات في أجزاء متفرقة من أجسادهم نتيجة استخدام قوات الأمن الهراوات والعصي وقنابل الغاز المسيلة للدموع. وفرضت قوات الأمن التي نفذت الاعتداء طوقاً أمنياً على اعتصام الجرحى منذ الصباح، وبحسب شهود عيان؛ فقد وفدت ناقلة جنود كبيرة إلى المنطقة باكراً، وباشر عددٌ من أفرادها استفزاز الجرحى بعدد من الممارسات والألفاظ النابية، ويفيد عددٌ من المعتصمين أن أحد الجنود بادر بدهس ظهر أحد الجرحى بحذائه الثقيل، ما دفع المعتصمين إلى ترديد الشعارات المناهضة لحكومة الوفاق، وتدخل أحمد سيف حاشد لمنع حدوث أي احتكاكات بين الطرفين، إلا أن أفراد الأمن استمروا في أفعالهم الاستفزازية، وقاموا بالاحتكاك بالمعتصمين أكثر من مرة، ثمَّ باشروا اعتدائهم باستخدام الهراوات، وسحل ثلاثة من المعتصمين. وذكر المعتصمون الذي التقاهم المرصد اليمني لحقوق الإنسان في المستشفى الجمهوري أن قوات الأمن باشرت الاعتداء عليهم، وسحلت ثلاثة منهم على الأرض، وحينما اندفع أحمد سيف حاشد لاستخراج مروان الصبري من بين أيديهم باشروا الاعتداء عليه، فيما تمَّ سحل عبد الإله أحمد السامعي حتى أمام بوابة رئاسة الوزراء، وتعرض خلال السحل للضرب والركل، ولوحظت آثار السحل في ذراعه اليمنى، وساقيه وظهره. وتعرض حاشد لعدة ضربات في رأسه حسب إفادة الشهود، تسببت إحداهن في إحداث شق عميق في فروة رأسه. وأفادت جميع الشهادات التي جمعها المرصد أن عدداً من أفراد الأمن كانوا مندفعين منذ بداية الواقعة باتجاه النائب حاشد محاولين إصابته، وذكر شكري العريقي وعادل دحروج أن عدداً من أفراد الأمن حاولوا سحب حاشد إثر تعرضه للإصابة التي أوقعته أرضاً، إلا أن الشباب أحاطوا به فأطلقت عليهم قنبلة غاز مسيل للدموع من أجل تفريقهم، واندفع أفراد الأمن لضربهم بالهراوات، ورغم ذلك تم إيصال حاشد إلى سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر كانت قريبة من المكان. ويؤكد دحروج أن عدداً من أفراد الأمن حاصروا سيارة الإسعاف، وطلبوا إنزال النائب حاشد من عليها، قبل أن يتمكن سائقها من تجاوزهم ونقله إلى المستشفى، وهو في حالة نزيف شديد. كما تعرض عبد الوكيل علي ناجي السامعي للاختناق بالغازات المسيلة للدموع والضرب، ومحمد عبد الوهاب البلخي لضربة في الساق والفخذ الأيسرين والجنب الأيمن وتأثر بالغازات المسيلة للدموع، وموسى أحمد الرماس للضرب بالهراوات والاختناق بالغاز، ورائد منصور عبد الله لضربة وسط الرأس، اولاختناق بالغاز، وعبد الله أمين شعلان العواضي لإصابة في الظهر إثر تعرضه لقنبلة مسيلة للدموع بشكل مباشر، ومحمد علي عبد الله الضبيبي للضرب بالهراوات التي أصابته في صدره ويده وظهره، جهلان علي عبد الرحمن للضرب بالهراوات، ما أسفر عن إصابته في يده اليمنى، ومنصور علي بن علي الوضمي للضرب بالهراوات والاختناق بالغازات، ومحمد محمد الفقيةلإصابة في الذراع والكتف الأيمن بسبب الضرب بالهراوات، وعبد الله حسن الفلاحي لضربة في المعصم والساق، وطاهر عبده الهبوب لكسر في الذراع اليمنى، وهائل عبده ناجي المحجري الذي أصيب بضربة هراوة تسبب في تورم كفه اليمنى، وعبد الله السروري (مصور)، والذي ضربه أفراد الأمن على ظهره. وإذ يعرب المرصد اليمني لحقوق الإنسان ( YOHR ) عن كامل تضامنه مع الجرحى، ومناصرته لقضيتهم؛ فإنه يعدّ هذه الممارسات تجاوزاً للدستور والقانون والمعاهدات والاتفاقيات لدولية الخاصة بحقوق الإنسان، ويسجل ما حدث كاستهانة بأرواح المواطنين من الجرحى والمتضامنين معهم، وإخلالاً بكافة الالتزامات المفروضة على الحكومة تجاه مواطنيها، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق منها بحق الحياة والتجمع السلمي. ويطالب المرصد بسرعة اتخاذ الإجراءات للتحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين عنها من آمرين ومنفذين، وإحالتهم إلى الجهات القضائية. كما يجدد المرصد تضامنه مع القضية الأصلية، وهي قضية الجرحى المطالبين بنقلهم وعلاجهم في الخارج بحسب ما تقتضيه حالة كل فردٍ منهم، وبما يعيد لهم أهليتهم ويمكنهم من العودة لممارسة حياة طبيعية، ويدعو المنظمات والناشطين والمهتمين بقضايا حقوق الإنسان إلى الاستمرار في تبني القضية والتذكير بها.