بقيت خمسة أيام وبضع ساعات، قبل أن ينفخ الحكم "الغريب" بعض الهواء في صافرته، لتبدأ مباراة الهلال والنصر، في نهائي بطولة كأس ولي العهد. خمسة أيام، سيبلغ فيها الترقب ذروته، وسيمضغ التوتر الأعصاب قبل أن يبصقها في سلة النسيان، وسيكون لسان الشتائم ممدوداً في وجوه الخصوم، وستستحم الكلمات في حوض الجمل الخارجة عن النص، قبل أن تجفف نفسها بما تيسر من الاستغفار. خمسة أيام ستسقط ورقاتها واحدة تلوى الأخرى، حتى يتبين الخيط الأزرق من الأصفر، ويقف البطل فوق ظهر المنصة، ثم يقول: ها أنا ذا. لكن ما الذي حدث قبل هذه الأيام الخمسة؟ هل بسط الهدوء نفوذه، أم أن الغضب بلغ أشده، واختلط هزله بجدّه؟ الحقيقة أن ما حدث هو خليط من كل شيء، الغضب في صورة ساخرة، والهدوء في هيئة قذف مبطن، والازدراء يتقمص شخصية الأب الذي يحذّر أولاده من التدخين، فيما سيجارته تتأرجح بين إصبعيه.