احداث متلاحقة هنا وهناك.. لا صوت هنا يعلو فوق صوت البلطجية.. هذا هو المشهد الحزين لوطن كتب فيه ابناؤه الشعر والنثر وحتما سيسجل علينا التاريخ حكاما ومحكومين ماذا فعلنا به في تلك الفترة الحاسمة التي تمر بها البلاد بعد ثورة يناير..1102 سيكتب التاريخ انه لأول مرة اصبح الشعب مسئولا عن نفسه بلا دولة ترهبه او شرطة تجلده او قوانين تقهره.. وعلينا أن نسأل انفسنا من في أمم العالم كله ينهش في قبور رموزه كما نحن فاعلون؟ من في العالم كله يشوه تاريخه ويصلب زعماءه ويستبيح قادته ويرجم مثقفيه!؟ لقد اصبحنا في محنة أمام التاريخ لا نحن منه نتعلم ولا نحن له صانعون.. نعم نحن نعيش الآن مرحلة استثنائية في تاريخنا سقطت فيها كل القيود مشروعة كانت أو غير مشروعة ولم يبق أمامنا سوي مرجعية الضمير. فماذا نحن فاعلون لنخرج من هذا الهراء والهزل الذي يطيح بالغالي والرخيص.. بالحاضر والمستقبل.. فهل نؤدي الأمانات برغم غياب طالبها ونمنح الحقوق برغم ضعف صاحبها؟ ونحترم القانون برغم غياب حارسه؟.. هل نلتزم باشارة المرور دون ضابط..؟ ونؤدي العمل مع اهتزاز هيبة رئيسه؟ هل يمكننا إدارة ذاتنا التي تعد من اخطر الإدارات.. اتصور ان الإجابة عن هذه التساؤلات هي كلمة لسر وقارئة الفنجان التي يمكن ان تكشف لنا ما يمكن ان يحمله لناالغد القريب والبعيد..