أحمد عبد الرحمن ملاحظات سريعة على البيان الختامي للقمة لا موقفا خليجيا عربيا إسلاميا موحدا إزاء التعامل مع كيان الاحتلال على خلفية الهجوم على قطر كما جاء في اسم القمة، سوى التضامن والإدانة والاستنكار والحرص على السلام والرهان على القانون الدولي وهو رهان الضعيف من الدول والجماعات والأفراد!. هذا ما يشي به البيان الختامي الهزيل للقمة العربية الإسلامية الطارئة..لبحث "الهجوم الإسرائيلي" – وليس "العدوان" على دولة قطر"..هذا أولا… أما ثانيا: فالبيان لم ينص على خطوة جماعية واحدة على الأقل تردع كيان الاحتلال، ولو بإعلان المقاطعة التجارية والاقتصادية، ولن أقول المقاطعة الدبلوماسية وطرد سفراء الكيان من الدول المطبعة أخيرا، ولو الخليجية منها في أضعف الحدود! وثالثا وهو الأهم برأيي: حصر القمة وتركيزها على "الهجوم" على قطر وفق اللوحة المرفوعة في مقدمة قاعة القمة، وفصله عن السبب الجوهري لكل ما يحدث وهو: الاحتلال. دون ذلك لا نتائج ولا حلول تقدم أو تؤخر. ومن الخطير جدا أن يصبح "الهجوم" على قطر أو أي هجوم على أي قُطر عربي آخر هو القضية التي يجتمع علبها العرب والمسلمون في الدوحة. فذلك لا يعني غير دفع فلسطين إلى المرتبة الثانية!. وهو الخطأ الذي وقعت فيه هذه القمة الطارئة منذ البداية.. ليس لأن أي نتيجة في هذه الحالة ستكون مجرد تحثيل حاصل! بل لأن ذلك في كل الأحوال مكسب لكيان الاحتلال، الذي يريد أن يشتت الأنظار عن القضية الأصل! وبالتالي عزل الفلسطينيين شعبا ومقاومة والتفرد بما تبقى من هذا الشعب في الداخل الفلسطيني والفتك به وإنهاء القضية! هذا لا يقلل من خطورة العدوان على قطر بالطبع لا الهجوم بتعبير القمة. فالعدوان على قطر بلا شك خطير جدا وهو رسالة للجميع إذا ما أضفنا العدوان على لبنان وسوريا واليمن، وقبل ذلك على إيران.. لكنه ليس الأصل ولا القضية الجوهرية. فالأصل هو الاحتلال نفسه والإبادة المستمرة في غزة والضفة واحتلاله الأراضي العربية الأخرى، والإرهاب العابر للحدود.. والقضية المركزية ستبقى احتلال فلسطين وإبادة شعبها. هذا ما كان يجب أن تركز عليه القمة وبيانها الختامي منذ البداية! على اعتبار أن العدوان على قطر ليس سوى امتداد للعدوان على غزة، والعدوان على الأقطار والدول العربية والإسلامية الأخرى وقبل ذلك وبعده: احتلال فلسطين والأراضي العربية. وكان يجب على القمة أن تجعل هذا العدوان على قطر شاهدا إضافيا على ما يمثله هذا الاحتلال من تهديد وجودي للأمة والعالم بأسره. كان ذلك سيعيد البوصلة إلى وضعها الصحيح.. فلسطين هي القضية وجذر هذه الوحشية والإرهاب الفالت من أي حساب! أما العدوان على قطر كما هو الحال على الأقطار الأخرى مجرد حلقة جديدة من الاستهداف والاخضاع والاحتلال في مسلسل طويل من جرائم الاحتلال واعتداءاته.. بدأ بفلسطين وتهجير شعبها وإبادة من تبقى منه، واستمر باستهداف لبنان وسوريا.. ولم يتوقف عند حدود اليمنوإيران.. بل وصل إلى قلب الدوحة، ليس كرامة عربية فحسب، بل بما يمثله وجود أهم قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأميركية.. وصاحبة العلاقات التجارية والدبلوماسية المبكرة مع كيان الاحتلال! كون ذلك يعني ببساطة أن الجميع في مرمى الاستهداف.. فلا شفاعة لأحد ولا حماية أميركية ولا أحد فوق كيان الاحتلال! فمن يحتل فلسطين منذ 75 عاما قصف غزة بالأمس، وقصف الدوحة اليوم فمن سيمنعه من احتلال وقصف أي عاصمة عربية خليجية غدا! وبالتالي كان على القمة العربية الإسلامية الطارئة أن تضع "فلسطين" في مكانها الصحيح باعتبارها قضية مركزية عربية إسلامية بل وإنسانية عالمية.. والتأكيد على أن العدوان على قطر هو العدوان على غزة، والعدوان على غزة هو عدوان على الأمة كلها، والعالم بأسره. وجوهر القضية ليس في حادثة واحدة بل في سلسلة مترابطة من والحوادث والاستباحة.. وليس في عدوان واحد بل في مشروع عدواني توسعي ممنهج استباح فلسطين ويستبيح اليوم السيادة العربية والإسلامية والقوانين الدولية بكل ثلف وعنجهية. لهذا برأيي كان يجب على قطر ومعها الدول العربية والإسلامية أن تدرك أنه لم يكن من خيار آخر أمامهم أو أمام قطر سوى: ليس الانسحاب من الوساطة فقط. بل وإعلان التحول إلى طرف واحد مع حماس والشعب الفلسطيني. ذلك أن الاستمرار في الوساطة بعد الاعتداء عليك لن يعني سوى التحول إلى طرف مع نتنياهو وكيان الاحتلال للضغط على حماس وتمرير ما يريده الكيان والا فستقصف مجددا! وكان يجب عليها أن تدرك أن بيانات الشجب والإدانة المعتادة وحدها لم تردع كيان الاحتلال منذ عقود.. وما لم يحق لك الردع سابقا على يد من سبقوكم لن يحققه لكم حاضرا ولا مستقبلا..! الجميع على المحك..والجميع أمام لحظة مفصلية ومصيرية.. تتطلب الخروج بموقف جماعي واحد يترجم مباشرة إلى خطوات عملية: سياسيا واقتصاديا وقانونيا وأمنيا على الأقل، ولن أقول عسكريا.. والقول بوضوح لكيان الاحتلال والولايات المتحدة والعالم بأن أمن الوطن العربي والإسلامي والعالم.. يبدأ من تحرير فلسطين وليس الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67.. كان يجب أن ترفعوا السقف شوية أو توسعوها قليلا كما يفعل نتنياهو. وإن لم تفعلوا ذلك الآن في هذه اللحظة التي يبيد فيها الكيان ما تبقى من الشعب الفلسطيني في غزة ويتوغل في الأراضي السورية باتجاه دمشق ويقصف العواصم العربية وصولا إلى الدوحة.. فمتى ستفعلون؟!!