GMT 0:00 2013 الثلائاء 19 فبراير GMT 1:06 2013 الثلائاء 19 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة أحمد الجارالله موهوم من يعتقد انه بالعنف والضغط عبر المسيرات والفوضى ومؤامرات الترهيب يمكنه تغيير واقع البحرين وحرف الحوار عن مساره الصحيح, أو يعزز موقفه على حساب مواقف الاطراف الاخرى, بل ان المراهنة على ذلك, رغم دعمه من دولة أو اكثر يزيد من عزلة الطرف المستقوي بالخارج على بلاده, وهذه حقيقة اثبتتها التجارب العديدة في البحرين, ليس في الاشهر الاخيرة فقط, بل طوال التاريخ السياسي للمملكة حيث كانت تفشل المؤامرت الايرانية المقنعة بمطالبات ترفع شعاراتها جماعات سياسية محلية. هذه الحقيقة يجب ان يدركها جيدا الذين يتخيلون انهم بالعنف يخضعون الجغرافيا لديموغرافيا ليست ثابتة, لان البحرين الدولة, رغم مساحتها الصغيرة, اكبر من ان تبتلع او تسقط فريسة لمتربص يسعى منذ عقود الى جعلها بوابته الى تبديل الحقائق التاريخية في دول الخليج العربي كافة, فهذا الخليج الذي على حدوده تحطمت الامبراطوريات الكبرى لن تهزه او تضعفه محاولات شياطين طهران او غيرهم. وعلى جماعات الاستقواء بالخارج أن تتعلم من دروس السنوات الثلاث الماضية حين كانت تحاول اقناع العالم بوجهة نظرها القائمة على التزييف والتدليس, غير انه عزلها ولم يأخذ بمزاعمها, بل ان العديد من المؤسسات الدولية اشادت باجراءات الحكومة البحرينية, والاصلاحات الدستورية التي رعاها واشرف عليها الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبما اثمرته من مساحة ديمقراطية واسعة وتقدم كبير في مجال حقوق الانسان. اذا كانت من تسمي نفسها معارضة تسعى فعلا الى الاصلاح والحفاظ على البحرين وسيادتها وأمنها عليها ان تلتزم الحوار الذي منه تُستكمل مسيرة تحديث الدولة, وقبل أي أمر اخر لا بد من ادراكها ان العنف يزيد من عزلها شعبيا واقليميا ودوليا لانها بذلك تثبت خيانتها لبلدها وعبثها بأمنه واستقراره. البحرين, ومنذ الاف السنين هي منارة حضارية وكانت بفضل خصوصيتها تتجاوز المحن وتزداد صلابة ولهذا يتوهم كثيرا من يعتقد انه بتظاهرات ومسيرات يخيم عليها الاستقواء بمحور الشر والارهاب يمكنه اضعافها أو تغيير من اختارتهم لقيادتها منذ اكثر من 250 عاما. ولذا فإن القوى السياسية, وبخاصة تلك المستعينة بالعنف والخارج لتعزيز موقفها على طاولة الحوار, مطالبة بالتمعن جيدا بكلام وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة عن أن العنف لن يؤدي الى اي مكان, فهو يعبر عن حقيقة بحرينية ونابع من منطلقات وطنية بحتة الهدف منه الحرص على انجاح الحوار التاريخي الذي هو الفرصة الاخيرة لكل المكونات السياسية البحرينية, فالقطار لا ينتظر احدا عندما يطلق صفارة الانطلاق, كما أن على من يثير الفوضى والعنف ويستخدم الارهاب لتحقيق اهدافه ان يفهم ان ديكتاتورية الفوضى تنتهي به دائما الى الخيبة, فالبحرين راسخة وقوية أكثر بكثير من رسوخ جبال زغروس الايرانية.