من بين عشرات التعليقات "حادة اللهجة " التي فاضت بها وسائل اعلام مصرية عامة وخاصة، بادرت بالهجوم على الرسالة الموجهة من علماء إيرانيون إلي الرئيس محمد مرسي، بدا واضحاً إن الصخب يخفي علي الاقل جزءا من الحقيقة. ولم يتعرضون المتشنجون لفحوى الرسالة، أو يناقشوا بنودها العديدة، ولم تنشر أية وسيلة نص الرسالة، لنرى بأنفسنا كقراء ما اعتبروه تدخلا فجاَ في الشؤون الداخلية. "البديل " في اطار التزامها بالقواعد المهنية المعتبرة في مهنة الرأي تنفرد بنشر النص الأصلي للرسالة، وما تيسر من تعليقات لرموز من التيار السلفي ممن رفضوا مناقشة ما جاء في الرسالة مكتفين برفض كل ما يأتي من جهة إيران فيما رحب ممثل عن الإخوان بالاستفادة من أية تجربة، وكعادته هاجم الدكتور رفعت سيد احمد " الأصابع الخليجية " الواقفة وراء الهجمة حسب رأيه. وقال المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية الدكتور خالد سعيد ل"البديل" أن الجبهة ترفض إعادة العلاقات مع الدولة الإيرانية، وإن إيران والشيعة لا يريدون لمصر تقدمًا ولا فلاحاً، علي حد تعبيره. واتفق معه يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن السلفي، في عدم التطرق لمضمون الرسالة مكتفيا بالتحذير مما اسماه "محاولات اختراق أكبر دولة سنية في العالم" وعن القيادي في التيار السلفي حسام أبو البخاري، لم يقرا هو الاخر فيما يبدو رسالة علماء إيران واكتفى بالتأكيد على أنه لا خير يأتي من وراء إعادة العلاقات من إيران. كارم رضوان عضو مكتب الارشاد بجماعة الإخوان المسلمين رأى أنه لا مانع من الاستفادة من التجربة الإيرانية أو تجربة أي دولة أخرى، أوروبية كانت أم شرقية. ولفت إلى استمرار عمل الاقتصاد المصري وفقاً للسياسات القديمة ولم يتم تعديله إلى النظام الإسلامي حتى الآن. من جهته اعتبر الكاتب د.رفعت سيد احمد رئيس مركز يافا للدراسات، ردود الأفعال السياسية والإعلامية على الرسالة بمثابة "مراهقة سياسية ودينية " لا قيمة لها ولا معنى. وقال د.رفعت : الرسالة ليست من السيد الخامنئي كما أرادت بعض وسائل الاعلام تصويرها ونسبتها إلى مرشد الثورة الإيرانية "تزييف " وافتعال لمعركة ليست حقيقية ، كما ان انتزاع جملة "ولاية الفقيه" من سياق الرسالة وإبرازها هو نوع من غياب الامانة الصحفية و"توصيف سياسي "رخيص واضاف : اعتقد ان هناك اصابع خليجية تحرك المعارضة السلفية ووسائل الاعلام المعتمدة علي اموال الخليج بهدف التربص بإيران، ومحاولات الاعتداء الصغيرة علي الرئيس نجاد، وزوبعة رسالة التهنئة الا دلائل علي هذا التحريك، ولذا بدأت "معركة الرسالة " من جريدة الشرق الاوسط التابعة للمخابرات السعودية لتجر ورائها صحف رجال الأعمال ذوي المصالح المرتبطة بالخليج. وانهي د. رفعت سيد احمد تعليقه قائلا : ينبغي عدم الالتفات الي هذه التفاهات والتاسي بمقولة امير المؤمنين عمر بن الخطاب " اميتوا الباطل بالصمت عنه " نص رسالة كبار المفكرين والأساتذة الأكاديمين الإيرانيين إلى الرئيس محمد مرسي