أحمد الحسني لا أعتقد أن الذين يطالبون بخروج الرئيس السابق من اليمن وغير المؤتمريين الذين يطالبون بتنحيه عن رئاسة المؤتمر، لا يفقهون في الديمقراطية والمدنية وحقوق الإنسان والسياسة عموماً والقانون، أو يعرفون عنها حتى ما يعرفه الشيخ صادق الأحمر. بقاء صالح رئيساً للمؤتمر، أو عضواً فيه يحدده أمران فقط، هما رغبته أو رغبة المؤتمريين وفقاً لأدبيات المؤتمر ولوائحه التنظيمية، وغير ذلك هذر ومجرد انتهاك لقواعد التهذيب والذوق العام، ممن لا يعرفها.. لكن المطالبة بخروج علي عبدالله صالح من اليمن هي انتهاك للدستور والقانون اليمني، وكل الأعراف والمواثيق الدولية، والديمقراطية والمدنية، وتجاوز لمنطق الواقع، ليس لأنه الرئيس السابق، وليس للحصانة ول... ول.....، ولكن لأنه المواطن اليمني "علي عبدالله صالح"، والمواطنة الأصلية حق لا يسقط بحال من الأحوال. ماذا لو لم تقبل أي دولة استضافة الرئيس صالح أو دخوله أراضيها؟ هل هناك رقية شرعية ننقله بها إلى الفضاء الخارجي؟! إنها ذات العقلية القطرية الصفيقة التي تدورون في فلك حلولها القائمة على النفي والتغريب، الذي انتهى منذ قرن من الزمان.. ثم قبل ذلك كله لماذا يخرج علي عبدالله صالح؟!، عقوبة أو إجراء احترازياً؟؟ علام؟؟ لا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص، وأمامكم القضاء إن كان لكم عليه دعوى أنتم تتحججون بالحصانة لأنكم أنتم من سيقرن بالأصفاد. تقولون صالح عقبة أمام الحوار!.. كيف؟!! ليس لديه أي منصب سياسي أو عسكري، أو إداري، وأقصيتم قرابته وقرابة قرابته من كل عمل، وأصبح كل ذلك بأيديكم. يستقوي بالخارج؟!. لقد كشفتم سوءاتكم، وأبحتم الخارج كل محرم، وأحضرتم السفراء إلى اجتماعاتكم العائلية، وأصبحتم أنتم والخارج اسمين لشيء واحد. لديه جماهير يحركها؟!، ألم تقولوا ولا زلتم أن الشعب اليمني كله ضده، وثائر عليه، فهل أنتم كذابون؟ إذا لم تكونوا كاذبين، فالرجل وحده والشعب والسلطة والخارج كله معكم، ومع ذلك تخشون مواجهته بكل ذلك منفرداً وتريدون خروجه من اليمن، أي بغاث وذباب أنتم؟؟! يا علي عبدالله، لقد تخليت عن واجبك الدستوري كرئيس للبلاد وسلمت السلطة دون انتخابات تنافسية، وقدرنا تكالب النوازل عليك، وقبل الناس عذرك بأنك تريد أن تحقن الدم اليمني، وها هي الدماء تسفك وزاد الخوف والجوع وخسرنا الكرامة، وابتلينا بنوائب باسندوة، وسُميع، وحورية وأمثالهم، واليوم لا عذر لك إن رضخت وفرطت بانتمائك وهويتك. يا كل يمني يرضى أن يُنفى اليوم المواطن "علي عبدالله صالح" عن وطنه إشباعاً لشهوة التسلط عند فلان أو علان، ستنفى غداً أنت لأنك رافضي، أو فلول، أو شيوعي أو عميل لحمدين صباحي، وربما لأنك بلا لحية، أو ترفض أن تزوج أحدهم طفلتك.. يا رئيس الجمهورية، سكوتك عن هذه المهزلة ليس تفريطاً في حقوق المنتمين إلى حزبك فقط، وإنما حنث بالقسم، وتفريط في حقوق مواطنيك، وحين يصرح رئيس حكومتك بأنه يعمل جاهداً على إخراج يمني من وطنه فإن هذا الجهد وإن كان أحقر من أن يؤبه له، فإنه انتهاك للدستور، وجريمة يعاقب عليها القانون، ويا مجلس النواب والشورى أين أنتم..؟! *صحيفة اليمن اليوم