أقامت لجنة النشاط الثقافي في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل ندوة بعنوان «أثر الإبل في توجيه الخطاب النقدي العربي» ألقاها أستاذ الأدب والنقد المشارك بالكلية الدكتور عاصم محمد أمين بني عامر، بحضور عميد الكلية الدكتور علي البسام ووكيل الكلية للشؤون الأكاديمية الدكتور عبدالعزيز الخثلان وحشد كبير من أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب وبإشراف وتقديم رئيس لجنة النشاط الثقافي بالكلية الدكتور سامي الجمعان. وفي بداية الندوة قال الدكتور عاصم «تسعى هذه الدراسة إلى تأصيل أثر الإبل في توجيه الخطاب النقدي العربي في سيرورته التاريخية، فقد كشفت الجذور والأنساغ الأولى المشكلة للفكر العربي عن تأثير كبير لهذا الحيوان في الفكر العربي، وفي اللغة العربية التي حددت طرائق تفكير الذين تكلموا بها وسلوكهم، والنقد أول هذه الطرائق والظواهر السلوكية وأهمها، مما يشرعن لسؤال جوهري يتمثل في: إلى أي مدى أسهم «الجمل» في خلق نظام نقدي متميز يخضع في رؤاه إلى هذا العنصر الطبيعي المشكل؟». وأجاب الدكتور عاصم: من هذا المنطلق تحاول هذه الدراسة اكتناه البنية النقدية العربية بالوقوف على فاعلية الإبل ودورها في الحياة المعيشة للإنسان العربي، بوصفها عنصراً مهيمناً من عناصر البيئة العربية، فجاءت في مباحث عدة، وقف أولها على «البيئة العربية»، وهي الموطن الأول للعربي، والمشكّل لجذوره الفكرية وسلوكه، أما المبحث الثاني فحاول الوقوف على «حضور الإبل في اللغة العربية» في مستوييها السطحي والعميق، ومن ثم بيان أثرها في توجيه الفكر النقدي، وأخيراً ختمت هذه الدراسة بمبحث تقفى أثر الإبل في النقد العربي، فوجده في التبعية والتلاحق من جهة، وفي المقاييس النقدية التي اتخذها النقاد العرب مثل الفحولة والطبقات من جهة ثانية، وفي المصطلح النقدي من مثل القصيدة والراوية والحوشي من الكلام والتمليط وغيرها من جهة أخيرة. ولقد تعددت المداخلات وكان من أبرزها للدكتور محمد بن أحمد الدوغان، والدكتور عبد القادر بن حسون، والدكتور فوزي عبد الرازق، والدكتور ياسين البشير، والدكتور عماد هلال، والدكتور محمد القطاونة، والدكتور خليفة الميساوي. وقد اختلفت تلك المداخلات في مجملها مع مفهوم التبعية للعقلية العربية، كما جاء في ثنايا البحث، وإن أثنى المداخلون على تلك الجهود التي تقدم أسبوعياً رؤى قد تتفق أو تتباين الآراء حولها من قبل أعضاء الهيئة التدريسية، وتلك طبيعة الدراسات الإنسانية التي يصعب أن تتحد حولها كل الآراء.