لطالما اعتبر السوق المركزي شاهدا حيا على بدايات النهضة العمرانية في البلاد ومراحل تطورها على مدى 40 عاما، وهو بحلته الجديدة لم يغير موقعه الإستراتيجي كأيقونة بارزة في قلب العاصمة، وبكونه جزءا من المركز التجاري العالمي الذي اقترب موعد افتتاحه، سوف يرتبط قريبا بمدينة أبوظبي كارتباط «الشانزيليزيه» بمدينة باريس، و«فيفث أفينيو» بمدينة نيويورك، وبهذا يعيد مشهد الشارع النابض بناسه وبضائعه، ويطرق أبواب العصرية من أعلى مستوياتها وبأفضل أوجه التسوق والترفيه والوحدات السكنية والمكتبية. مع انضمام عاصمة الامارات بسرعة قياسية الى قائمة العواصم الأكثر جذبا للزوار بحسب التصنيف الدولي، كان لابد من تميزها بمعلم يربطها أكثر بدوائر الاهتمام على مستوى العالم. ومن هنا كانت فكرة اطلاق المركز التجاري العالمي لأبوظبي لينضم إلى أكثر من 330 مركزاً في أكثر من 100 دولة تتشارك فيما بينها بهدف تعزيز العلاقات والروابط التجارية، وكان من الأهمية بمكان أن يقام المشروع في نفس موقع السوق المركزي القديم الذي كان يشكل منذ سبعينيات القرن الماضي نقطة استقطاب للسكان، والعنوان الأوحد الذي يفد إليه التجار من الداخل والخارج لتبادل البضائع الواردة من كافة أنحاء الخليج. مفردات عتيقة وافتتاح المركز التجاري العالمي لأبوظبي، حدث ينتظره الكثيرون منذ سنوات، وكلهم أمل بأن يلتمسوا من خلاله واجهة مشرفة تضاف الى رصيد العاصمة، مع حنينهم الى تلك المفردات العتيقة التي أحبوها في السوق القديم واشتاقوا لأن يشتموا منها رائحة البخور والعطور والعصائر وأصناف الحلوى. وصور أخرى في البال تحضر بشريط الذكريات الذي يحتفظ به كل من اعتاد التجول بين هاتيك الأزقة الضاجة بالحياة. من داخل السوق المركزي الذي تم افتتاحه في مراحل سابقة لاكتمال المشروع، يقول سعيد الهاشمي انه متحمس جدا لاستكشاف المركز الجديد الذي يترقب اختتام أعمال بنائه. ويعتبر أن العاصمة كما عودت قاطنيها على كل جديد فهي تصدر أفضل الصور المشرفة عنها للخارج. ويذكر أن المزج بين صور الماضي والحاضر أسلوب راسخ في الاستراتيجية التي تعتمدها حكومة أبوظبي في حرصها على الملاحم التي سطرها الأجداد للأجيال. توافقه الرأي عايشة المهيري التي مازالت تتذكر كيف كانت والدتها تصطحبها الى السوق المركزي بقصد التبضع حينا وتذوق الحلوى الشعبية أحيانا. وترى أن العاصمة تحتاج اليوم الى معلم حيوي يعيد الأبناء الى واقع المتاجر التراثية وان بمفهوم يواكب العصر. ... المزيد