اشياء مكررة في واقعنا... ان تسمع خبرا عن اعطاء الكويت الملايين للاردن، دون ان نعرف السبب، وهل هو قرض حسن؟ أو هبة لوجه الله؟ أو قرض بفوائد؟ ولا بأس واللهم لا اعتراض، هؤلاء الاردنيون ايضا ربعنا، وعيال عمنا، وجيبهم جيبنا، وامنهم امننا، وخيرهم خيرنا، ولو كنت متيقنا ان هذه الحكومات تأخذ الاموال لتنمي شعوبها، مثل تنمية حكومتنا، ما فتحت فمي، ولكني اقرأ مثلما يقرأ الاردنيون عن الملايين ولا يرونها. * وان تسمع خبرا عن قانون يمنع الحريات في هذا المجلس، ويخرج من يدافع عنه، اصبح امرا روتينيا مكررا، وكالعادة خمسة نواب يقترحون قانونا بعثيا، يسعون فيه الى مزيد من القمع، وبدلا ان يكونوا حراساً للدستور والحريات، اصبحوا حرسا للسجن، لقد اقترح خمسة منهم، قانونا بمنع التجمعات الا بإذن من الداخلية، هكذا بكل بساطة النواب يريدون من الناس ان تستأذن الداخلية اذا ارادت التجمع... ولا كأن هناك مواد بالدستور تدعو لحرية التعبير، والمعتقد، والرأي، والحمد لله على كل حال، فلا استبعد غدا ان يقترح احدهم قانونا بمنع الزواج الا باذن من «كاشير» الجمعية التعاونية! * مكرر آخر، تجمع في ديوان، في ساحة الارادة، او ساحة البلدية، بالخطباء انفسهم، وبالجمهور ذاته، وبالكلمات ذاتها، وبالتهديدات نفسها، واصوات التصفيق ذاتها... وان تغير اخيرا، وظهر اسلوب البكاء، و«يا حيف الرجال» الذين يبكون على الاطلال، ويذرفون الدموع خوفا، بدلا من ان يبتسموا بوجه قدرهم، ولكننا يا سادة في زمن الجبناء الذين يخفون وجوههم خلف قناع الشجاعة الكرتونية المزيفة. * احداث مكررة، تصريحات مكررة، وتعليقات ومقالات مكررة... مع ذلك لا نتعلم! جعفر رجب [email protected]