بينهم 12 من عائلة واحدة و5 اطفال.. وباراك يلوح بقرب شن عملية بريةغزة الناصرة 'القدس العربي' من اشرف الهور وزهير اندراوس: تصاعدت حدة العدوان على قطاع غزة مع تكثيف إسرائيل في اليوم الخامس من عمليتها العسكرية غاراتها الجوية، ما رفع حصيلة الشهداء إلى 69 وأكثر من 670 جريحا، فيما واصل قادة حماس والجهاد الإسلامي اجتماعاتهم في القاهرة لإقرار تهدئة جديدة يتوسط فيها جهاز المخابرات المصرية وجهات دولية وإقليمية، تريد من خلالها إلزام إسرائيل بثلاثة شروط مع وجود ضمانات دولية بعدم خرقها. جاء ذلك فيما أصيب 4 إسرائيليين بعد ظهر الأحد جراء انفجار صاروخ أطلق من قطاع غزة وسقط في جنوب إسرائيل، كما لوح وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بقرب شن عملية عسكرية برية ضد القطاع. وقال باراك خلال زيارة لموقع بطارية 'قبة حديدية' في منطقة تل أبيب ورافقه السفير الأمريكي بتل أبيب دان شابيرو، بعد ظهر امس، إن 'الجيش الإسرائيلي جاهز لشن عملية عسكرية برية وإسرائيل لن تتردد بشنها إذا دعت الحاجة إلى ذلك'. وشهد قطاع غزة امس تصاعدا قياسيا في أعداد الشهداء إذ قضى 23 شخصا منهم 11 من عائلة واحدة في أشد ضربة إسرائيلية دمرت منزلا سكنيا في وسط مدينة غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن الشهداء هم 5 أطفال و3 سيدات شقيقات وثلاثة رجال. وانتشلت جثث الاطفال الخمسة وبينهم رضيع لم يتجاوز العام الواحد من تحت أنقاض المنزل تباعا بعد أن أدت الغارة الإسرائيلية إلى تدميره وتسويته بالأرض. كما أصيبت منازل مجاورة في الحي المكتظ بالسكان بأضرار جسيمة عدا عن إصابة 20 شخصا أغلبهم من النساء والأطفال وبينهم عدد بحالة الخطر. وأظهرت صور تلفزيونية أولية للغارة تدمير المنزل المستهدف بشكل كلي وأضرارا كبيرة في المنازل المجاورة الواقعة في منطقة سكنية مكتظة، في الوقت الذي قررت مئات العائلات الغزية النزوح الى اماكن يعتقدون انها اقل خطرا في هذا القطاع الساحلي الصغير الذي تمطره اسرائيل بزخات كثيفة من صواريخها بشكل متواصل لليوم الخامس على التوالي. ونددت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالحادثة ووصفتها ب'الجريمة البشعة ودليل على إفلاس العدو وهزيمته'، ومن جهتها قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس إن مقاتليها أطلقوا صاروخ أرض- جو على طائرة حربية ثانية بينما كانت تحلق في أجواء جنوب قطاع غزة وان العملية مصورة لديها. وسبق أن أطلقت كتائب القسام صاروخا باتجاه مدينة تل أبيب الإسرائيلية التي تبعد 75 كلم عن قطاع غزة للمرة الرابعة منذ بدء التوتر، إلا أن منظومة القبة الحديدية اعترضته وفق ما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية. بدورها نشرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي صورا لما قالت إنها راجمة صواريخ بدأت باستخدامها لإطلاق قذائف باتجاه إسرائيل، مشيرةً إلى أنها أطلقت 40 صاروخا باتجاه الدولة العبرية، جاء ذلك رغم الحديث المستمر عن التوصل لاتفاق تهدئة ينهي التوتر الحاصل بوساطة مصرية. وجاء التصعيد وبحث التهدئة اللذان يسيران بخطوط متوازية بعد أن فشلت الجهود العربية التي شهدتها القاهرة في إلزام إسرائيل عبر مجلس الأمن بوقف الهجمات. وعلمت 'القدس العربي' من مصادر خاصة أن كلا من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، بقيا حتى ساعة متأخرة من ليل السبت يتفاوضان مع مسؤولين مصريين في جهاز المخابرات على إقرار تهدئة جديدة تلبي مطالب الفصائل المقاومة. وبحسب المصادر فإن قادة التنظيمين قدموا عدة مطالب للمسؤولين المصريين، ولآخرين دوليين دخلوا على خط الوساطة بعلم مصر، من بينها أن يكون أولاً 'إلزام إسرائيل بعدم شن أي هجمات على القطاع'، مع وجود ضمانات قوية لذلك، حتى لا تنكث العهد كما فعلت في الأربعاء الماضي حين أنهت من طرفها تهدئة أرستها مصر قبل ساعات باغتيالها قائد أركان حماس أحمد الجعبري. وفي المطلب الثاني أكدت حماس على أن تقوم إسرائيل إضافة إلى هذا بتنفيذ ما تبقى من بنود في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، والتي لم تف إسرائيل بتنفيذها، والتي لها علاقة بإنهاء كامل للعزل الانفرادي وإتاحة الزيارة دون قيود، وإعادة برنامج التعليم عن بعد. وفي المطلب الثالث وهو أكثرها أهمية طالب القادة الفلسطينيين بأن تقيم إسرائيل منطقتها الأمنية العازلة إلى داخل السياج الحدودي من طرفها، وليس كما هو الآن مقام بعمق يصل إلى أكثر من 300 متر داخل المناطق الفلسطينية. وعلمت 'القدس العربي' أن ليل أول أمس كان سيشهد الإعلان عن هذه التهدئة، غير أن الاتصالات مع إسرائيل لم تأت بموافقة إيجابية، حيث وضعت هي الأخرى مطالب من جهتها، تريد من خلالها إلزام الفصائل المسلحة بعدم شن أي هجمات صاروخية على مدنها سواء القريبة من غلاف القطاع، أو الواقعة في العمق كتل أبيب، وأخذ التزام من حماس بمنع هذه الهجمات أو قيام النشطاء بشن هجمات بالصواريخ المضادة للدروع على الآليات الإسرائيلية التي تسير بمحاذاة الحدود، وهو أمر يقابله طلب الفصائل بنقل المنطقة العازلة لداخل حدود إسرائيل.