رغم مرور أكثر من عقد ونصف على اللقاء الذي أجرته قناة (إم بي سي) مع عضو البرلمان الروسي المعارض «جرنوفسكي» إلا أن وقع ذلك اللقاء ما زال يسكن في الذاكرة، فمعروف عنه أنه حاقد على الإسلام لدرجة التطرف، ويتناول قضايا الإسلام والمسلمين بأسلوب تهكمي لا يخلو من القسوة، هذا المتطرف -للأسف- وجد ما يستند عليه كدليل مادي طرحه على مشاهديه، دلَّل فيه على الخارطة بأن العالم الإسلامي هو مصدر النزاعات في العالم، ووضع عصاه على مواقع كل من (أفغانستانوالعراق والباكستان ولبنان وفلسطين وإيران)، مستشهدًا بذلك على ما تعيشه البلدان الإسلامية من فرقة وتمزق وصلت إلى حد النزاعات والحروب وإثارة القلاقل، ووصف الدين الإسلامي -قاتله الله- بأنه دين الهمجية، وانتقل بعد ذلك إلى خارطتي أوروبا وأمريكا متسائلًا: لماذا هاتان القارتان لا تعانيان مما تعانيه دول آسيا وإفريقيا؟! وأجاب، لأنها تحوي دولًا متحضرة، والحقيقة هي ليست كذلك، فالإسلام دين محبة، يدعو للسلام وينبذ العنف، ويدعو للاعتصام بحبل الله، إلا أنه ابتلي ببعض الديكتاتوريين الذين شوّهوا صورته من خلال السلوكيات والأفعال البغيضة، فالقرآن الكريم حض على طاعة ولي الأمر، وحذَّر من القتل، «ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق» فإذا أتى من يُخالف ذلك كما يفعل الانتحاريون، أو كما يفعل الآن الرئيس السوري بشعبه، فإن الإسلام بريء من أفعالهم، وسيلقون جزاءهم، وزعيم المعارضة الروسي المتطرف لم يُراهن إلا على شواذ ابتلي بهم الإسلام، شيء مؤسف أن نرى التفجيرات في العراق تستهدف دور العبادة، ومشيعي الجنائز، ومرتادي الأسواق من الأبرياء، وكذلك ما يجري في الباكستان، وما يجري في سوريا حيث نرى الطائرات السورية تغير على مواطنيها، ويستجيب الطيارون السوريون لأوامر قادتهم فيستهدفون أهلهم، يهدمون الدور عليهم، أولئك هم من استغلهم أعداء الإسلام لتشويه صورته الحقيقية، وعاثوا في الأرض فسادا.. الأمر يحتاج منا -كأمة إسلامية- إلى وقفة جادة نُصحِّح فيها المسار، وأن نتكاتف من أجل نصرة قضايانا، ونصرة ديننا. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain